الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ممارسات 52 يوماً أسقطت النائب سياسياً وشعبياً

ممارسات 52 يوماً أسقطت النائب سياسياً وشعبياً
ممارسات 52 يوماً أسقطت النائب سياسياً وشعبياً




كتبت - فريدة محمد

 

52 يومًا فقط أنهت قصة توفيق عكاشة تحت قبة برلمان 2016 هذا هو الواقع الذى كشفته الأيام، حيث كان مشاغبا داخل المجلس وخارجه، يحرص على الشو الإعلامى أكثر من حرصه على تجويد الأداء تحت القبة، وربما كان يجد فيه البوابة التى تجذب الشعبية الحقيقية.
ورغم أن قناة «الفراعين» هى التى مكنته من الحصول على أعلى الأصوات فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة على مستوى الجمهورية، إلا أنها ساهمت فى سقوطه السريع بسبب هجومه المستمر على سياسيين وشخصيات عامة عربية ومصرية، الأمر الذى أضره سياسيا وتحول الأمر إلى ما يشبه الانتحار.
إسقاط العضوية تم بما يشبه الإجماع حيث تجاوزت الأغلبية التى نص عليها وهى أغلبية  الثلثين وتجاوزت ذلك بمراحل حيث يتطلب إسقاط العضوية 397 نائبًا ومن وافقوا 465 نائبًا وامتنع 9 ورفض 16، بخلاف سحب أهالى الدائرة الثقة منه، ولأول مرة يأتى أهالى دائرة بعينها ليطلبوا ذلك فى واقعة لم يشهدها البرلمان من قبل.
وتسبب النائب فى تعطيل المجلس لجلسات رغم أنه لم يبدأ عمله المطلوب منه رسميا بسبب الانشغال فى اللائحة، حيث كان يحرص دائما على افتعال الأزمات، وإثارة الجدل والفوضى المستمرة تحت القبة و ظهر هذا بوضوح حينما هاجم رئيس المجلس وقال له أتيت بالصدفة.
وتسببت هذه الواقعة فى إحالته للتحقيق ومنعه من حضور 10 جلسات ، وما لبث أن اعتذر عن الواقعة الأولى حتى أوقع نفسه فى فخ آخر يشبه القشة التى قصمت ظهر البعير، حيث تحدث مع سفير دولة أجنبية فى أمور تخص السيادة المصرية متدخلا فى أعمال السلطة التنفيذية، بخلاف قيامه بأفعال من شأنها أن تضر بالعلاقات بين مصر والدول العربية بهجومه على السعودية.
النائب تقمص دور زعيم فى تصرفاته وحواراته مع ممثلى الدول الأجنبية، رغم أنه كان نائبًا فى برلمان يضم 596 عضوًا، ولم يشعر بخطورة ما فعل إلا فى جلسة إسقاط العضوية عنه، حيث حاول بكل الطرق أن يدخل قاعة البرلمان ليعتذر دون جدوى وتوسل للنواب أن يسمحوا بذلك، لكن خاب أمله بعد رفض النواب، وغادر المجلس بعد أن وصل عدد من أسقطوا عضويته للثلثين، حينها شعر بأنه لا مفر، وعلى غير العادة خرج مكسورا مهموما بعد أن كان يتهكم على الجميع لا يهمه صغير أو كبير.
النائب المرفوضة ممارساته حصل على 25 صوتًا من إجمالى 596 صوتًا حينما ترشح لرئاسة البرلمان، رغم أنه كان يقول قبل ترشحه «لو استطعتم أن تعدوا النجوم ستعلمون عدد من أيدونى تحت قبة البرلمان لرئاسته».
ولا ننسى أن عكاشة أعتبر قبول رئيس الجمهورية للقائه فرضا، حيث قاطع خطاب رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى فى المجلس، بسبب رفض الرئيس مقابلته وأضاف عكاشة أنه سيغيب عن الاجتماع، وهو ما اعتبره النواب جزءًا من محاولاته المستمرة لجذب الأضواء والاهتمام الإعلامى بسقوط عكاشة انتهى المجلس من شخص ساهم فى عرقلة أدائه وأساء لصورته خارجيا، كما أعطى درسا لغيره ممن قد ينحرفون عن التقاليد والأعراف البرلمانية.