الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فراق الأحبـّة غصـّة فى القلوب

فراق الأحبـّة غصـّة فى القلوب
فراق الأحبـّة غصـّة فى القلوب




مديحة عزت  تكتب:


إليكم أولا هذه الأبيات لشاعر الشباب أحمد رامى إلى الحبايب فى رحاب الله:
أيها الراحلون عنا سلاما
قد صحونا وما لبثم نياما
أصبح الصبح والخواطر حيرى
كيف نمتم يا ساكنين الرغاما
صاحب بعد صاحب يتوارى
فى صباه ويسبق الأياما
وحبيب إلىَّ كان معى بالأمس
يسقى سمعى رحيق الندامى
وتغيبون والحياة كما كانت
على الناس نضرة وابتساما
كل هذا حرمتموه ونمتم
وتظلون فى التراب نياما
محبة ووفاء لأمواتنا من الحبايب والأهل والزملاء والأصدقاء عليهم رحمة الله وغفرانه بإذن الله، مع شهدائنا الأبرار الذين جادوا بأرواحهم فى سبيل رفعة الوطن العزيز وسطروا صفحات من المجد والفخار على هذه الأرض الغالية أرض سيناء، ورحم الله شهداء ميدان التحرير وتوابعها، أدعوكم باسم الله أن المسلم يقرأ «الفاتحة» والمسيحى يقرأ «الله فى السماوات والمجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام» وبعد.
شاء القدر أن يرحل عن دنيانا ثلاثة من أهم رجال الوطن، بطرس بطرس غالي، ومحمد حسنين هيكل، والزميل العزيز علاء الديب.
أولا كان رحيل قامة سياسية دبلوماسية رفيعة هو الدكتور بطرس بطرس غالى الذى أهديه هذه الأبيات فى الأمجاد السماوية التى كتبها الشاعر الكبير إسماعيل صبرى الذى كان رحمه الله صديقا لبطرس باشا غالى إليك منى يا فقيد السياسة الدبلوماسية، والذى لا أنسى لك اتصالاتك بى كلما قرأت لى ما كنت أكتبه، إليك هذه الأبيات لعلها تعبر عن عزائى.
لهف الرياسات على راحل
قد كان ملء العين والمسمع
لهف العلا قد عطلت من سنا
بدر هوى من أوجها الأرفع
تبكى المروءات على «بطرس»
ذاك الهمام الماجد الأروع
إلى الأمجاد السماوية يا بطرس غالى يا فقيد السياسة والدبلوماسية.
وبعد، رحل العزيز علاء الديب الزميل والصاحب الذى ترك غصة فى قلوب أحبابه من الكتاب والمثقفين فى مصر وفى الوطن العربى نظرا إلى القيمة الأخلاقية التى كان يجسدها علاء الديب فى الثقافة المصرية مما جعل رحيله فاجعة فى قلوب زملائه وعشاقه وقرائه، علاء الديب زميل وصاحب أحلى أيام روزاليوسف وكان من أهم أدواره الذى جسد فكرة العطاء ودوره فى ترسيخ باب «عصير الكتب» فى مجلة «صباح الخير» وهو الباب الذى كان يكتبه قبله كل من «صلاح عبد الصبور» و«فتحى غانم» و«فتحى خليل» إلا أن علاء الديب استطاع أن يمنح روحه لما يكتبه فى هذا الباب، الذى حمل اسمه لوقت طويل فيما بعد حيث قدم علاء الديب فيه أجيالا من الأدباء الكبار بداية من «طه حسين» و«توفيق الحكيم» حتى «نجيب محفوظ» حتى الأدباء الشباب ومنح كثيرا من المبدعين شعراء وقصاصين الطاقة الإيجابية بالكتابة عن أعمالهم وفرصة نشر أعمالهم فى بابه الشهير «عصير الكتب» واختار علاء الديب فى رواياته وكتبه الانحياز إلى أبناء الطبقة الوسطى وأحلامها، حيث تدور ثلاثيته الروائية «غربة أسرة مصرية» وفى السينما لم ننس أنك أحد صناع فيلم «المومياء» عندما استعان بك العزيز «شادى عبدالسلام» وكتبت حوار الفيلم الذى أخرجه العزيز «شادى عبد السلام» عليك رحمة الله وغفرانه يا علاء الديب، لعلك التقيت بالحبايب فى رحاب الله يا علاء، بالعزيزة سعاد رضا صديقتك المدير العام لروزاليوسف أيامك والناصرة لك فى كل مشكلة.
ورحل «علاء الديب» إليك يا علاء وإلى كل الراحلين قبلك من الحبايب والأهل والزملاء وسعاد رضا فى رحاب الله:
نفسى خلت من أنس تلك الصحاب
لما غدوا ثاوين تحت التراب
ولو حزنت العمر لن ينمحى
ما خطه فى اللوح مر القلم
وبعد نصل إلى رحيل الكاتب الشهير محمد حسنين هيكل عليه رحمة الله والذى أثارت ما نام من شجونى بعد أن أوشكت أنسى الذى تولى فجئتنى اليوم تذكرنى بعد كل هذه المهرجانات وصفحات العزاء وزحام المعزين وكتاب الصفحات والمقالات وادعاء الزمالة والتلمذة تذكرت هذه القصة، يوم مات «طه حسين» وأقيمت الجنازة وسرادقات العزاء فى كل القاهرة، قلت لأستاذنا «إحسان عبد القدوس» أنا عايزة لما أموت تعمل لى جنازة وعزاء زى «طه حسين» قال لى اتفضلى اكتبى نعيك وأنا أعمل لك الجنازة، قلت له أنا بقول لما أموت، قال لما تموتى حتعرفى وتشوفى إزاى؟ اللى بيموت لا يعرف ولا يأخذ معه إلا أعماله وما يحدث فى جنازات وتوابعها لا يخص إلا الأحياء المنتفعين بالنفاق حتى فى جنازات المشاهير، هذا هو عظيم الصحافة إحسان عبد القدوس.
وعلى الماشى وللعلم لم يكن لحسنين هيكل أى علاقة بروزاليوسف لا صداقات ولا تلاميذ وكانت خلافاته دائمة مع كل من يحاول التقرب بعمله من الزعيم عبد الناصر.
ويا صورة الغابر الدفين أيقظت ذاكرتى هذه القصة التاريخية وبطلها الكاتب الصحفى إبراهيم عزت زميلى وشقيقى، يوم كلفه الرئيس عبد الناصر بمهمته الوطنية التى قام بها إبراهيم عزت وزيارة إسرائيل مبعوثا من الرئيس عبد الناصر إلى «بن جوريون» رئيس إسرائيل عام 1956 وسافر إبراهيم بالتنسيق مع صلاح نصر وموافقة جمال عبد الناصر والدكتور عبد القادر حاتم والدكتور ثروت عكاشة وكان ملحقا عسكريا فى باريس، رحمهم الله شهودا على ذلك، وسافر إبراهيم عزت إلى إسرائيل، قادة إسرائيل لإبراهيم عزت: نريد مقابلة «عبد الناصر» ورجع إبراهيم واستقبله عبد الناصر فى بيته بمنشية البكرى أكثر من ست ساعات وأكل معه جبنة وفول مدمس وعرض عليه نتيجة زيارته لإسرائيل وصوره مع المسئولين فى إسرائيل وسلمه رسالة من «بن جوريون» وخرج من عبد الناصر ومعه رسالة إلى «بن جوريون» واتفاق على موعد زيارته لإسرائيل.
وفجأة تسرب خبر زيارة إبراهيم إلى صحف لبنان وإحدى السفارات وكان مسرب الخبر الكاتب حسنين هيكل، وباعتراف المرحومين «سليم اللوزي» الصحفى اللبنانى وزميله «سعيد فريحة» أن الذى نقل لهما الخبر الأستاذ حسنين هيكل وطلب منهما نشره وغضب عبد الناصر بعد تسرب الخبر وفشلت أول مفاوضات للسلام مع إسرائيل ومبادرة عبد الناصر للسلام مع إسرائيل وكانت النتيجة «النكسة» أو على رأى العزيز زميل العمر «محمود السعدنى» رحمه الله «الوكسة» على أيادى ونصائح الأستاذ هيكل رحمه الله، وغفر له.
رحم الله شقيقى العزيز إبراهيم عزت والذين معه من الحبايب والأهل والزملاء، إليكم الدعاء بالرحمة والمغفرة وفى الجنة بإذن الله!
وأخيرا يا دعاة الحق محتاجين للعمل والأمان حتى نقضى على البطالة والفقر والجوع ونتذكر قول أستاذنا عباس محمود العقاد،
لا تحسبوا أمة يعلو أعاظمها
إذا الفقير طلاب القوت أعياه
وأخيرا هذه تحية خاصة ومحبة وشكر مع خالص تحياتى إلى الكاتب المحترم «أيمن إبراهيم» بمجلة الإذاعة والتليفزيون.
وإليكم الحب كله وتصبحون على حب