الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بدون مقدمات

بدون مقدمات
بدون مقدمات




كريم صبحى يكتب:

تتصاعد ظاهرة النساء اللاتى انضممن، ومازلن، إلى تنظيم «داعش» الإرهابى فى سوريا والعراق، لا بل وفى ليبيا أيضا، وقد يكون استغلال النساء تحت عباءة التنظيم هناك الأكثر شراسة وضراوة، حيث لم يعد دورها قاصرا على اللوجيستيات فقط بل تمدد لتصبح الداعشية الليبية انتحارية موقوتة.
وقد بات من المسلمات استغلال النساء كحلقة أساسية من استراتيجية هذا التنظيم فى كسب مزيد من المقاتلين، ومحاولة تعزيز صفوفه بكتائب نسائية بغية تحقيق أهدافه فى التوسع وخدمة لقضيته التخريبية الفوضوية غير الخلاقة.
وداخل المدن الليبية التى يسيطر عليها تنظيم داعش، قد تكون المرأة زوجة أو سبية أو مدرسة أو داعية أو جاسوسة، باتت فى الفترة الأخيرة عنصرا أساسيا داخل التنظيم يصعب الاستغناء عنها أو تعويضها نظرا للأدوار الموكلة إليها.
وفى تقرير نشره المركز الليبى لدراسات الإرهاب منذ عدة ايام قليلة خلت، كشف أن 3 بالمائة من عناصر «داعش» فى ليبيا هم من النساء اللاتى جاء أغلبهن من دول الجوار على غرار تونس، السودان، تشاد، مالى، والجزائر، وذلك عن طريق شبكات متخصصة فى التجنيد وتسفير النساء.
وبخصوص ظروف عيش النساء داخل التنظيم أكد تقرير المركز، أن ما يحدث للنساء هناك فاق أبشع أشكال الاستغلال تجاه المرأة، بعد أن قام بتحويلها إلى شريك فى القتل، وأداة لتوفير المتعة الجنسية للإرهابيين باسم الدين، فيما يعرف بجهاد النكاح.
وأوضح التقرير أنه رغم صعوبة الظروف تلعب النساء دورا استراتيجيا داخل التنظيم والمدن الواقعة تحت سيطرته، مشيرا إلى أن الأعمال التى تقوم بها النساء داخل «داعش» فى ليبيا متعددة وأولها خدمات الدعم اللوجسيتى كالإشراف على سجن النساء الموجود فى ذات المنطقة وإعداد الطعام للإرهابيين.
وبخصوص مصير النساء والفتيات الليبيات المتواجدات فى المناطق التى يستحوذ عليها تنظيم «داعش» فى ليبيا على غرار مدينة سرت، المعلومات المتوفرة تشير إلى أن عناصر التنظيم يجبرون الأهالى على تزويجهم بناتهم مقابل توفير الحماية لهم وتأمين حياتهم، وأن هناك العديد من العائلات التى فرت من المدينة قبل أن يتمكن التنظيم منها.
وأن موضوع الزواج يتم عن طريق مراحل تبدأ بأخذ منظومة السجل المدنى بسرت ومعرفة النساء غير المتزوجات ثم سبيهن بالقوة من أهاليهن، مضيفا أن عناصر التنظيم يحاولون إشاعة هذا الأمر على أنه زواج.
ورغم أن الدراسة قد أفادت أن النساء اللاتى تم تجنيدهن من دول الجوار لم يدخلن إلى الآن إلى جبهات القتال ولم يحملن السلاح واقتصر دورهن على تنظيم حلقات التعبئة والتدريس إضافة إلى بعض المهمات الاستخباراتية داخل المدينة كمعرفة أماكن بعض الأشخاص أو معرفة ما يدور حول موضوع معين.
إلا أن تقريرا صحفيا ورد أمس الاول بصحيفة التايمز اللندنية عبر تصريحات لمسئولين أمنيين ليبيين تفيد أن تنظيم «داعش» قام للمرة الأولى بتجنيد النساء واستخدامهن فى عملياته الارهابية أخيرا، ولاسيما لتنفيذ هجمات انتحارية غرب ليبيا.
ونقلت الصحيفة عن رئيس المجلس العسكرى لمدينة صبراتة، طاهر الغرابلى، قوله إن السلطات اعتقلت سبع نساء من التنظيم، وتمكنت من قتل ثلاث أخريات خلال الأسبوع الماضى فى المدينة.
وكشف الغرابلى عن أن امرأة من «داعش» حاولت تفجير نفسها بواسطة حزام ناسف، وهذه هى المرة الأولى التى يتم التأكد فيها من استخدام التنظيم لنساء فى عملياته القتالية.
ومن جهة أخرى وفى نفس الإطار، تؤكد بعض المعلومات الشحيحة من داخل مدينة سرت، أن هناك العديد من العائلات من سكان منطقة النوفلية قاموا بالانضمام إلى تنظيم «داعش» والانخراط به وقاموا بتزويج بناتهن لعناصر التنظيم بموافقتهن وموافقة عائلاتهن.
كما أن تنظيم «داعش» بعد سيطرته على سرت قام بفرض شروطه الخاصة وبالخصوص فيما يتعلق بالمرأة حيث قام بالحد من حريتها بعد أن فرض قوانين جديدة على حياة النساء والفتيات تعلقت بشكل خاص باللباس والمظهر العام والاختلاط وبتحركاتها.
«لقد فرض تنظيم «داعش» على النساء هنا لبس النقاب شرط أن يكون فضفاضا ولونه أسود ومنع الاختلاط فى المدارس والجامعات إضافة إلى أنه حرّم على المرأة الخروج من البيت إلا بوجود محرم، وقام بإغلاق كل محلات التجميل، والمرأة التى لا تلتزم بهذه الشروط وتخالف قوانين التنظيم تكون عرضة للجلد الشرعى».
وعن أسباب انضمام النساء لـ«داعش» أكدت الدراسة أن هذا الأخير (تنظيم داعش) وفرّ كل الوسائل التى تبحث عنها النساء سواء الإمكانيات المادية أو عنصر المتعة المتوفر فى جهاد النكاح، وأن أكثر النساء المنتسبات للتنظيم من دول الجوار هن من المناطق المحرومة والأقل وعيا وثقافة وبالأحرى سهولة التجنيد.