الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ننشر الأسباب الحقيقية لانسحاب بنك باركليز من مصر

ننشر الأسباب الحقيقية لانسحاب بنك باركليز من مصر
ننشر الأسباب الحقيقية لانسحاب بنك باركليز من مصر




كتب – أحمد زغلول


أثار قرار مجموعة باركليز البريطانية بالتخارج من السوق المصرى اللغط فى الأوساط الاقتصادية، لاسيما أن البنك يعمل فى السوق منذ ما يزيد على الثلاثين عامًا، كذلك فإن الظروف الاقتصادية التى تعانى منها البلاد، تعطى استنتاجات لدى البعض أن التخارج هو انسحاب من مصر نظرًا لمواجهة البنك مشكلات بالسوق.
إلا أن الحقيقة تكمن فى أسباب أخرى،لا تتعلق بالسوق المصرى، أو الجهاز المصرفى المصرى، حيث إن قرار التخارج جاء فى وقت تحقق فيه وحدة بنك باركليز فى مصر أرباحًا سنوية تقترب من 500 مليون جنيه، وهو رقم كبير، فى الوقت الذى تعانى فيه المجموعة الأم من مشكلات ضخمة نظرًا لتراجع أرباحها بشكل عام مع انكماش الأوضاع الاقتصادية فى أوروبا والعالم، إضافة إلى مواجهة البنك مشكلات تعلق بسداده غرامات كبرى بمنطقة الاتحاد الاوروبى نظرًا لتلاعبات اقترفها فى حق عملائه.
ومن ثم فإن ما يقوم به البنك هو إجراء انكماشى ،لن يطال وحدته فى مصر فقط بل فى أغلب الوحدات بإفريقيا، وعرض الوحدات فى الدول الافريقية لتحقيق سيولة يتمكن من خلالها من مواجهة الأعباء الاضافية التى فرضتها عليه ظروف الاقتصاد العالمى وتراجع حجم أرباحه بشدة.
وأعلنت مجموعة بنك باركليز ،مع بداية العام الجارى، هبوط الأرباح بأكثر من 56 % خلال الربع الأخير من العام الماضى لتصل إلى 247 مليون جنيه استيرلينى (344 مليون دولار) قبل خصم الضرائب وتكاليف إعادة الهيكلة.
وذكرت وكالة بلومبرج، أن البنك أعلن عن عزمه بيع حصته البالغة 62 % فى فرع بنك باركليز جنوب أفريقيا على مدار السنتين إلى الثلاث سنوات القادمة، لتقليل التكاليف حيث يعانى البنك من ارتفاع نسبة التكاليف إلى الإيرادات من 97 % بداية العام الماضى إلى 109 % حاليا.
وهبطت أسهم البنك بحوالى 30 % هذا العام لتسجل أكبر خسارة بين البنوك البريطانية، بعد أن هبطت بحوالى 38 % العام الماضي.
كما كان  «باركليز» البريطانى  قد وافق على دفع غرامة مالية قدرها 50 مليون دولار، كتسوية لاتهامات وجهت له للتلاعب بتداولات العملات على حساب مصالح عملائه.
وكانت بنوك بى إن بى باريبا و بيريوس – مصر وسوسيتيه جنرال، وهى بنوك أوروبية، قد تخارجت من السوق خلال العامين الماضيين،وذلك يعود بشكل أساسى إلى ذات الأسباب التى تدفع الآن بنك باركليز إلى مغادرة السوق بعد أن قضى بها 30 عامًأ استطاع من خلالها حفر علامته التجارية بين المصريين.
لكن المعروف أنه عند خروج هذه البنوك،أقدمت مصارف كبرى تمتلك الملاءة المالية المناسبة للمنافسة من أجل الاستحواذ على هذه البنوك فى السوق،وتطوير حجم أعمالها بشكل عام والتوسع بمعدلات أكبر،وقد استحوذ على بيريوس مصر الأهلى الكويتى، كما استحوذ على بى إن بى باريبا بنك الاتحاد الوطنى الاماراتى، كذلك فقد استحوذ بنك قطر الوطنى الأهلى على بنك الاهلى سوسيتيه جنرال الفرنسى.
ورغم أن خروج البنوك الأوروبية من السوق المصرية يفقدها بريق التنوع، والخبرات التى تحملها هذه المصارف للسوق،وطرق العمل،وتدريب العاملين،إلا أن القطاع المصرفى المصرى فى الوقت الراهن أصبح فى مرحلة نضج،حيث قامت كافة البنوك فى السنوات الماضية بتطوير أنظمة العمل بها، وتدريب العاملين على أحدث الوسائل التكنولوجية فى العمل المصرفى،إلى جانب أن البنوك العربية التى استحوذت على المصارف الاماراتية بالسوق تمتلك هى الأخرى الخبرات الكبيرة، إلى جانب الملاءة المالية المرتفعة التى تعظّم من دورها فى السوق المصرى.
وبرغم أن حركة الاستثمار فى السوق المصرى تعانى فى الفترة الاخيرة،إلا أن القطاع المصرفى لا يزال جاذبًا بقوة للاستثمار،وهناك مؤسسات مالية كبرى تبحث لها عن موطئ قدم فى السوق،الذى يتّسم بالاستقرار والنمو المستمر، حيث إن التوقعات تشير إلى أن نمو القطاع المصرفى خلال العام الجارى من الممكن أن يسجل 15%،وهى من أعلى النسب بالمنطقة.
وقال «جيس ستالى»، الرئيس التنفيذى لمجموعة باركليز العالمية، إن المجموعة تعتزم بيع بنك باركليز مصر وبعض من وحدات الأعمال فى الأسواق الأخرى بكلٍ من إفريقيا وأوروبا وذلك بهدف إعادة التركيز على مجموعة أعمال أكثر بساطة فى قطاعات التجزئة والشركات والاستثمار كجزء من عمليات التحديث لاستراتيجية بنك باركليز بي.ال.سي.
وأوضح بنك باركليز ،فى بيان له ،إنه فى الوقت الراهن سيتم إدراج بنك باركليز مصر وعدد من وحدات الأعمال الأخرى ضمن قطاع “باركليز للأعمال غير الاستراتيجية” وهو قطاع كان البنك قام بإنشائه فى مايو 2014 للإشراف على الأعمال التى ينوى بيعها أو التخارج منها.