الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأجندات الأجنبية تحت قبة البرلمان

الأجندات الأجنبية تحت قبة البرلمان
الأجندات الأجنبية تحت قبة البرلمان




أعد الملف: سمر حسن – محمد السيد

طالعنا صورا فى الفترة الأخيرة لنائبين بمجلس النواب أثناء مقابلاتهما لمسئولين أمريكيين وإسرائيليين إما فى بيوتهم أو دوائرهم الانتخابية، ثم انتفض المصريون تجاه هذا الفعل، مستنكرين التطبيع مع الدولتين، ومؤكدين أنه لا مصلحة للارتباط بهما، وسادت أسئلة كثيرة أهمها: هل استطاعت المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلى تجنيد نواب تحت قبة البرلمان؟ ولماذا؟ وكيف تم انتقاؤهما من بين جميع النواب؟ وهل هناك أنشطة سابقة بين هذين النائبين وتلك الجهات سابقا؟ وما رد الفعل من عامة الشعب والسياسيين والحقوقيين والبرلمانيين تجاه هذا الفعل؟.. فى السطور التالية واجهنا أهل قرية النائب توفيق عكاشة فى مسقط رأسه بميت الكرماء بالدقهلية، قبيل إسقاط عضويته بساعات قليلة، ورصدنا ردود أفعال النائبة رانيا السادات التى قابلت القنصل الأمريكى، واستطلعنا آراء المتخصصين.

«عكاشة».. اتهموه بالجاسوسية.. وأكدوا أنه «بطل من ورق»

«ميت الكرماء» مسقط رأس النائب البرلمانى السابق توفيق عكاشة عن دائرتى «طلخا ونبروه» والذى يحمل رقم عضوية فى البرلمان «154»، والذى اعتقد الكثيرون أنها بمثابة الحصن الأخير له بعد التصريحات المثيرة للجدل الصادرة منه، والتى أثارت استياء جموع الشعب المصرى، ودائرته على وجه الخصوص، فلم يتحملوا ما فعله باستقبال السفير الإسرائيلى لتناول العشاء داخل منزله، واعتبروها خيانة عظمى ويجب المحاسبة عليها، وعبر الأهالى عن غضبهم لـ«روزاليوسف» ووصفوا عكاشة بأنه أخطر عليهم من الدواعش لأنه منهم ويعيش بينهم ويتعامل مع عدوهم، يهدد الأمن القومى ويريد إسقاط البلاد وإضاعة كرامة الشعب، وحتى بعد إسقاط العضوية فمازال الأهالى فى حالة غليان ضد عكاشة.
وبمجرد وصولنا إلى مسقط رأسه بدأ الجميع يدقق النظر إلينا، فهم يعرفون بعضهم البعض، وانتظروا أن بدأنا فى الحديث مع الأهالى فتجمهر العديد حولنا، فمنهم من هو معارض لزيارة السفير الإسرائيلى فرحب بنا على أمل أن يصل صوت الأهالى لباقى الشعب برفضهم لذلك، ومنهم من وافق عليها فحاول الإعتداء علينا إلا أن الرافضين له هدأوا الموقف.
المعارضون
قال الزكى فودة – 35 عاما من ميت الكرماء – أن ما حدث من عكاشة خطأ فادح ووصفه بالعار، وهذا لا يقبله أحد ولا يفعله إلا مختل، ولذلك فإن الأهالى يرفضون ما حدث، وهم بريئون مما فعل، مضيفا أنهم شاهدوا فى الفضائيات صور لقاء عكاشة بالسفير الإسرائيلى، وكانو قد رأو فى الليلة التى تسبق هذا اليوم 6 سيارات حماية 2 أمن مدرعة  و4 هيئة دبلوماسية، فأيقنوا أن السفير الإسرائيلى كان بهذا الموكب.
وأوضح حمدى محمود - 65 عاما من الأهالى - أن معظم أهالى القرية وقفوا بجوار عكاشة فى الانتخابات البرلمانية، لكن الآن لم يهمهم أمره، مشيرا إلى أنهم وطنيون ويخافون على البلاد، ويعشقون ترابها، وواصل أن ما فعله  لا يقبله أى فرد، ومن يهاجم رئيس الجمهورية الذى أنقذ البلاد من الهلاك سوف نقف له بالمرصاد، مشيرا إلى أن أهالى القرية لو علموا بوجود عدوهم فى قريتهم لهاجموه وطردوه منها، لأن حب الوطن واجب شرعى ووطنى وفوق كل شىء، ومؤكدا أن دعوة عكاشة لانتخابات رئاسية مبكرة هى دعوة لهدم الدولة، وقائلها يجب إيداعه مستشفى الأمراض العقلية، وإسقاط العضوية عنه أقل شيىء ويجب محاكمته.
وليد عبد العزيز – 36 عاما – إنه لم يتوقع أن الوطنى الثورجى توفيق عكاشة هو أحد أيادى الكيان الصهيونى، بحسب التصريح الذى أعلنته الحكومة الإسرائيلية، وقال: مثل علينا دور ابن البلد والفلاح الأصيل، ولكننا أعددنا استمارات لسحب الثقة منه قبيل إسقاط عضويته، وتم توزيعها على أهالى قرى دائرتى مركز طلخا ونبروه، فهو لا يمثلهم بعد هذه الخيانة، ونطالب الرئيس بسرعة التدخل لمحاكمته، لافتا إلى أنه بذلك يصبح أخطر عليهم من الصهاينة أنفسهم، وعلى الدولة أن تكشر عن أنيابها لمن يخونها.
ورفض خالد محمد – 55 عاما من ميت الكرماء - هذه الاستضافة، فإسرائيل هى عدو العرب والمصريين، فلا يصح أن يكون الاتصال بهذا الشكل خاصة من نواب البرلمان، فالاستضافة لها قنوات شرعية خاصة من خلال وزارة الخارجية.وقال موسى عبد النبى - 51 عاما من الأهالى – ليس من حقه الدخول فى مفاوضات مع العدو الصهيونى، فهو ليس مفوضا أو حاصلا على إذن من الدولة، وأضاف قائلا «وبعدين هو لما هو عايز يتفاوض على سد النهضة لماذا لم يقابل بالسفير الإثيوبى؟، وإزاى هيعطى إسرائيل مليار متر مياه من النيل؟، وعلى أى أساس؟».
أبدى عبدالعليم حسن – 80 عاما – غضبه الشديد من زيارة السفير الإسرائيلى لعكاشة، لأنه يهدد أمن الوطن بدعوته لحل مجلس النواب، وانتخابات رئاسية مبكرة، فمن يطالب بهذه الدعاوى الهدّامة يجب أن يعالج نفسيا.
جمعة عبد السلام -  60 عاما – بدأ حديثه بقوله «نحن أحرار، وأخطأنا عندما وثقنا فيه وأعطيناه أصواتنا»، وأكد أن المصريين الشرفاء يرفضون المنفعة التى تأتى من الكيان الصهيونى ومعاونيه.
اعتبر محمد رجب الموجى – 42 عاما من ميت الكرماء – استقبال عكاشة للسفير الاسرائيلى فى بيته خيانة عظمى يجب أن يحاسب عليها، ولا يستحق أصواتنا التى منحناه إياها، وأبدى سعادته بإسقاط عضويته من البرلمان.
عبدالرازق حامد – 61 عاما – قال: مصلحة البلد فوق الجميع، وأمام ميزان الدولة لا يوجد شىء آخر، فجميعنا بأموالنا وأولادنا وأنفسنا وكل ما نملك فداء للوطن، وما حدث من عكاشة عرقلة لمسيرة العمل وضد مصلحة الوطن.

المؤيدون
قال محمد عبد الله – 52 عاما -  إنه مؤيد للبرلمانى السابق توفيق عكاشة، لأنه رجل وطنى وعرض حياته وحياة أسرته للخطر أثناء فترة حكم الرئيس المعزول مرسى، ولا يمكن أن يخون وطنه، وأضاف أن التاريخ يعيد نفسه من جديد فما يفعله عكاشة الآن هو ما فعله الرئيس الراحل أنور السادات، ولكن مع اختلاف الموقف، فوقتها لامه الجميع وعاب عليه، إلا أنه كان يدرك جيداً ما يفعل، ولو أن الرئيس الراحل ياسر عرفات طاوعه وقتها ما كانت تعرضت فلسطين لكل هذه المآسى. ووافقه الرأى رزق زكى – 47 عاما من ميت الكرماء – قائلا إن هذه الزيارة هدفها هو مصلحة الوطن، واستضافته للسفير الإسرائيلى خوفاً من أن يموت الشعب المصرى عطشا بعد بناء إثيوبيا لسد النهضة.
وتابع أحمد ابراهيم – 30 عاما من القرية - أنه ليس لديه اعتراض على الزيارة، لكنه يريد أن يعلم سببها، لافتا إلى أن عكاشة كان نائب برلمانى وليس مسئولا بالدولة، ويلتقى بمن يشاء، ويقف على الحياد بمعنى أنه يستطيع أن يفعل أى شىء ويسعى فى مصلحة الوطن بشكل غير رسمى، ومن حقه أن يستقبل فى بيته من يشاء.