الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الشرقية» تبحث عن قطرة ماء

«الشرقية» تبحث عن قطرة ماء
«الشرقية» تبحث عن قطرة ماء




تفاقمت أزمة المياه الملوثة بمحافظة الشرقية، حتى أصبح الحصول على قطرة مياه نظيفة شبه مستحيل، خلال الفترة الحالية، ناهيك أن الكارثة لم تكن تخص مركزًا بعينه أو عددًا من القري، بينما باتت تؤرق جميع المناطق والنجوع والمدن بالمحافظة وسط غفلة السادة المسئولين.
وباتت جموع الأهالى بين نارين: نار تلوث مياه الشرب، وأخرى انقطاعها لعدة أشهر، ورغم الشكاوى المتكررة من المواطنين لم تلتفت إليهم شركة مياه الشرب والصرف الصحي، حتى بات الشراقوة مهددين بالموت عطشا.
لكن من الواضح أن الشرقية قد لا تفيق من المشاكل، حيث شهدت قرية بردين بمركز الزقازيق منذ عدة سنوات تسمم أكثر من 100 مواطن بسبب تلوث مياه الشرب، علاوة على كارثة مركز الإبراهيمية التى وقعت العام الماضى وأسفرت عن تسمم نحو 300 آخرين.
«روزاليوسف» رصدت معاناة الأهالى والمشاكل التى تقلق منامهم لكونها تهدد أرواحهم وأبنائهم بالأمراض الفتاكة.
بداية يعانى أهالى جزيرة «الشافعي»، التابعة لمركز أولاد صقر بالشرقية العطش، الأمر الذى يدفع الأهالى إلى شراء جراكن المياه من البائعين، حيث  إن إقبالهم على الشراء أنعش التجارة ودفع الأسعار للصعود، فى الوقت الذى يعانى فيه الأهالى ضعف الإمكانات المادية.
فضلا عن أن «الشافعى» تبعد نحو 20 كيلو مترًا عن مدينة أولاد صقر، ما يكبد الأهالى أموالاً أكثر إلى جانب ثمن الجراكن، حتى أصبح ثمن كوب المياه يتجاوز الـ12 جنيها، دون تدخل محافظ الشرقية لحسم الأزمة.
وبلغت الأزمة حدتها بعد إزالة الوحدة المحلية «الطلمبات الحبشية» باعتبارها مصدر تلوث للبيئة، حيث إن قرية العزيزية التابعة لمركز منيا القمح، اعتاد الأهالى انقطاع المياه عن القرية بالأسبوع، علاوة على أنها تضم أكثر من 20 تابعًا.
فى الوقت الذى يكون فيه ضخ المياه ضعيفًا للغاية إذا صادف الحظ وتم ضخها فى مواسير المياه، فضلا عن أن المواطنين لا يجدون قطرة مياه صالحة للشرب، ناهيك أن أهالى مدينة أولاد صقر يشتكون أيضا من غياب مياه الشرب بسبب انقطاعها الدائم والمتكرر، الأمر الذى يدفع الأهالى إلى التقاعس عن سداد فواتير المياه.
كما أن قرية «المناجاة الكبرى» التابعة لمركز الحسينية تعيش بالأشهر دون مياه، وفور وصلها تجد ألوانها بنى ورائحتها كريهة، فضلا عن أن المواطنين يلجأون إلى شرائها من المحافظات المجاورة عبر سيارات «الفنطاس»، حيث وصل سعر الجركن 3 جنيهات ونصف الجنيه.
«هم يضحك وهم يبكي» هذا حال الأهالى بـ«الإبراهيمية»، حيث إنهم يصنفون المياه إلى نوعين: الأول لون الشيكولاتة، والآخر الفانتا، بسبب العكارة التى تكون متواجدة بالمياه فور وصولها صنابير المنازل، الأمر الذى يهدد المواطنين بالإصابة بالأمراض المزمنة والفشل الكلوى.
أيضا لم يلتفت المسئولون إلى الحياة المأساوية والصرخات المدوية التى تصدر من أهالى قرية «عمر بك» بمركز أبو كبير، بسبب تلوث مياه الشرب، ما أجبر أولياء الأمور بشراء الفلاتر لتنقية المياه حرصا على حياة أبنائهم.
إلى ذلك يفاجأ المتضررون بقرية غصن الزيتون بالحسينية، بانقطاع مياه الشرب بعدة أيام، رغم وجود خط مياه الشرب المغذى للقرية وتوابعها البالغ عدد سكانها 10 آلاف نسمة، وما يزيد معاناتهم توقف معمل التحاليل وعيادة الأسنان بسبب انقطاع المياه عن الوحدة الصحية المجهزة.
من جانبه  قال اللواء أيمن عبدالقادر، رئيس شركة المياه والصرف الصحى بالشرقية، إن القرى التى لم يصل لها المياه حتى الآن جار إدراجها فى الخطة وذلك حسب الإمكانات المتاحة، مؤكدا وجود أزمة حقيقية للمياه بالشرقية، فضلا عن أن الأزمة لا يمكن أن يتم إنهاؤها بين عشية أو ضحاها.
وتابع: إن صحة المواطن الشرقاوى خط أحمر ولا يمكن أن نسامح المقصرين فى عملهم، مؤكدا أن أى موظف سيكتشف تقصيره ستتم محاسبته على الفور، وذلك فى إطار تقديم خدمة أفضل لجمهور المواطنين.
يشار إلى أن محافظة الشرقية شهدت من قبل تظاهرات واحتجاجات غير مسبوقة بسبب النقص الحاد فى مياه الشرب، واختلاطها بالمياه المختلطة بالسموم، نتيجة استمرار العديد من المصانع فى صرف مخلفاتها الصناعية فى مصبات محطات المياه، فضلا عن أن استخدام مواسير «الأسبوستس» المحظورة دوليًا يعد مصدر خطر لنقل الأمراض وتفشيها بين المواطنين بعد أن أثبتت الأبحاث أنها تؤدى إلى الإصابة بمرض السرطان.