الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

المساواة فى النعى عدل يا نقابة الصحفيين

المساواة فى النعى عدل يا نقابة الصحفيين
المساواة فى النعى عدل يا نقابة الصحفيين




تسلمت نسخة من كتاب الأعمال السنوى لمجلس نقابة الصحفيين مع دعوة لحضور أعمال الجمعية العمومية التى كانت مقررة يوم الجمعة 5 مارس الماضى، وتم تأجيلها للجمعة بعد المقبل لعدم اكتمال النصاب القانونى، الكتاب الذى يحتوى على جهد مشكور لمجلس النقابة الموقر على مدى عام مضى تصدرت صفحاته الأولى صورة لجنازة الأستاذ محمد حسنين هيكل تحت عنوان «رحيل الأستاذ» وتبع الصورة نعى من مجلس النقابة للأستاذ، وصور من حياة الأستاذ هيكل، وسردا لتاريخه المهنى الصحفى والسياسى ومقتطفات من أهم مواقفه منذ عمل فى بلاط مهنة الصحافة.
ورغم أن ما فعله مجلس النقابة من نعى الأستاذ هيكل فى الكتاب السنوى شىء يحمد للنقابة ومجلسها الموقر، ولكن مع كامل احترامنا للأستاذ هيكل وتاريخه فإنه إذا كانت النقابة ستستن سنة طيبة فى نعى أعضائها، فلماذا لا تقوم النقابة كل عام بتذكيرنا بمن رحلوا عن عالمنا من ابناء المهنة، ألا يستحق الصحفيون شيوخا وشبابا ممن افنوا حياتهم فى المهنة وحملوا همومها على أكتافهم أن نذكرهم بعد وفاتهم المنية لنترحم عليهم بعد ان كانت الصحف تمتلئ بما تخطه أقلامهم نقلا للحقيقة ولنبض الوطن ودفاعًا عن مظلوم ومساندة لمستغيث وكشفا لاهمال ومواجهة لفساد هنا وهناك.
على مدى عام مضى رحل الكثيرون من ابناء المهنة قيمة وقامة تستحق أن نذكرهم ونذكر الأجيال الشابة بعطائهم أمثال الكاتب الكبير جمال الغيطانى والكاتب الفذ الأستاذ محسن محمد، وزملائنا الصحفيين الأستاذ صلاح درويش، يوسف عزالدين، قدرى عزب والأستاذ طارق عبدالعزيز وزميلنا الصحفى الشاب محمد عزوز وكثيرون رحلوا فى صمت كان أولى بنا أن نذكرهم فى سجلات النقابة لكى تكون لفتة طيبة لأسرهم وأصدقائهم وأحبتهم فى مهنة هى ذاكرة الأمة فهل عجزت ذاكرة الامة ان تحوى بين دفتى كتاب النقابة السنوى أسماء من رحلوا من أبناء المهنة مع إيراد نبذة بسيطة عن تاريخهم المهنى الصحفى وتزيين الكتاب السنوى بصورهم، حتى من استشهدوا او أصيبوا وهم يؤدون المهنة أمثال الشهيدة ميادة أشرف لم يذكره الكتاب الذى أورد وصية الاستاذ هيكل وكأنه تعمد نشره فى صدر الكتاب ليغازل أبناء بأن الأستاذ طلب باستغلال أدوار النقابة وتأجيرها لصالح مؤسسة هيكل.
الكتاب السنوى المطبوع لأعمال مجلس النقابة هو ملك أعضاء الجمعية العمومية جميعا من أعضاء النقابة ويطبع من أموال من المفترض أنها ملك لهم جميعا وليس حكرا على تيار أو فصيل معين داخل النقابة فالكراسى لا تبقى وهذه حقيقة ربما تؤجل حتى ميعاد التجديد النصفى لأعضاء مجلس النقابة أو النقيب ولكن الحقيقة الوحيدة التى لن تقبل التأجيل هى الموت الذى سيأتى لا محالة فياليت مجلس النقابة يتعظ ويترك لنا صفحات مطبوعة فيها أسماء وصور زملائنا ممن رحلوا فى كتاب النقابة السنوى لنترحم عليهم ونذكرهم بالخير.
ويا ليت نقابة الصحفيين تعقد اجتماعات للصحفيين لتناقشهم فى قانون الصحافة والإعلام المزمع إصداره خاصة أن المهنة تواجه فى الوقت الحالى صعوبات جمة بداية من مسألة الأجور التى أصبحت تشغل جميع الصحفيين بعد أن تدنى راتب الصحفى فى جدول الأجور الموجودة فى الدولة لتصل إلى المرحلة التاسعة، علاوة على قانون حماية الصحفيين الذى من الضرورى إصداره للحفاظ على الصحفيين فى ساحات تغطية الأخبار والساحات المهمة وضرورة التأمين على حياة الصحفيين ضد الأخطار.
حماية الصحفى هو واجب النقابة الأول، وإصدار قوانين تحافظ على المهنة ومواثيقها من المفترض أن يكون همُّ النقابة الأول وشاغلها الأساسى، بعيدًا عن النزاعات الحزبية أو التيارات السياسية.
يجب أن تكون النقابة مبادرة بوضع القانون وصياغة مواده ولا ننتظر الحكومة أو مجلس النواب ليصيغ للصحفيين القوانين التى تعطيهم الحرية لممارسة عملهم.
أين قانون تداول المعلومات الذى أصبح فى طى النسيان وأصبح الصحفيون يتسولون المعلومات من المسئولين من الجهات التنفيذية ويعانون مُر المعاناة من توثيق أخبارهم وتحقيقاتهم وتقاريرهم ما يفرغ الصحافة كمهنة من محتواها كعين للشعب ومصدر للمعلومات الموثقة التى يجب أن تقدم للقارئ بما يساهم فى النهاية فى رفعة هذا الوطن الذى نعيش على أرضه ونحتمى بسمائه.
وتظهر مشكلة النقابات المستقلة ذات المسميات العديدة لتهدد كيان النقابة العريقة وتفرغها من محتواها، لصالح جهات ما وأشخاص ما، ونجد الصمت الرهيب من السيد نقيب الصحفيين والسادة أعضاء مجلس النقابة الذين لم يطرحوا تلك المشكلة بشفافية ووضوح تاركين الأمر بلا رادع وما تقوم به النقابات المستقلة التى تدعى أنها تتحدث باسم الصحفيين هو حلقة فى مسلسل تخريب المهنة وتشويه الصحافة.