السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نهاية الإخوان بقلم عربى!

نهاية الإخوان بقلم عربى!
نهاية الإخوان بقلم عربى!




أكره كل ما هو كلام صارخ وزاعق صادر من الحناجر لا من العقول!! ولا ألتفت إطلاقًا لكلام «مؤيد» على طول الخط أو معارض على طول الخط فهذه مراهقة سياسية لا فائدة منها.
ومن أكثر الأقلام العاقلة والمتزنة والمحترمة قلم الأستاذ العربى الكبير «عبدالرحمن الراشد» أحد نجوم الكتابة المحترمة على صفحات الزميلة جريدة «الشرق الأوسط» التى تصدر فى لندن، التى سبق له رئاسة تحريرها قبل سنوات، وقبلها رئاسة تحرير مجلة «المجلة».
ومنذ أيام كتب الأستاذ «عبدالرحمن الراشد» مقالاً مهمًا بعنوان «مصر نهاية ثورة الإخوان» أهمية المقال فى تحليله العميق والموضوعى لحال الجماعة البائسة واليائسة، إذ كتب يقول:
«عمليًا ومجازًا لنا أن نقول إن مصر فى السنوات الخمس الماضية مرت بثورتين، الأولى أقصت «حسنى مبارك» من الرئاسة وغيرت رأس النظام القديم، والثانية عزلت «محمد مرسى» وألغت حزب الإخوان المسلمين من كل العمل السياسى، وفشلت الثورة الثالثة التى حاولت تحقيق ثورة شارع جديدة فى مصر من أجل أيضًا تغيير النظام الحالى وإعادة الإخوان إلى الحكم!
للقيام بثورة شارع ثالثة شن التنظيم الإخوانى أكبر حملة إعلامية وسياسية فى تاريخه تم توجيهها على الداخل المصرى مع ترديد صداها خارجيًا فى وسائل الإعلام العربية والدولية! دوليًا اشتغل كثيرًا على استمالة الجمعيات الحقوقية ومراكز الأبحاث وكذلك مؤسسات حكومية غربية بما فيها وزارات الخارجية فى الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة ونجحت الحملة فى إيصال قضيتهم إلى نشرات الأخبار وأكسبتهم تعاطف بعض المنظمات الدولية غير الحكومية، ومن أجل ترميم «شرعية حكم الإخوان» عقدت ندوات، وجربت بعض الحكومات الغربية ممارسة ضغوطها على الحكومة المصرية لإلغاء الحظر على نشاطهم السياسى لكنها لم تفلح!!»
ويتساءل «عبدالرحمن الراشد»: «أما لماذا فشل مشروع الثورة الثالثة؟!» ويجيب: «لأنه عجز عن استنهاض الشارع المصرى ضد الحكومة ولم ينجح فى معاقبتها دوليًا، وأخفقت الضغوط الخارجية فى وقف المحاكمات أو العفو عن أى من القيادات المسجونة!! أيضًا فشلت الحملة الإعلامية رغم ضخامتها، فقد أطلقت محطات تليفزيونية جديدة خصيصًا لتحريك الشارع وتضامنت معها محطات كبيرة وصحف ومواقع إلكترونية، وأمطرت حملات «فيس بوك» و«تويتر» الشباب تحثهم على الخروج والتغيير، وأبرمت عقودًا مع شركات علاقات عامة غربية للتضامن مع «الإخوان» ضد النظام المصرى ولم تفلح أيضًا!! وفشلوا حتى فى استغلال العنف الذى نفذته الجماعات المتطرفة فى سيناء وخارجها الذى جاهر بعض الإخوان بتبريره وبنوا عليه نظرية تقول إن «إيصال الإخوان للحكم هو الحل الوحيد حتى لا يجتاح الإرهاب مصر» وأيضًا فشلت المحاولة!
فإذا هم أخفقوا فى الضغط على النظام دع عنك فكرة تغييره فإن السؤال المنطقى يوجه لقياداتهم فى الخارج لماذا؟! وهى التى احترفت العمل السياسى المعارض منذ عقود!! رأيى أن الإخوان يعرفون استحالة قدرتهم على إحداث التغيير السريع عبر الشارع هم كحركة أيديولوجية يؤمنون بنظرية التغيير من أسفل من الجذور عبر التعليم والإعلام والثقافة والمساجد والنقابات والنشاط المجتمعى الخيرى والدعوى وغيره، لكنهم هذه المرة قفزوا إلى ساحة المعركة انتهازًا لفرصة الخلافات الإقليمية وركوبها رغم اختلاف الغايات!!
وكلا الطرفين الإخوان والقوى الإقليمية ارتكبا أخطاء حسابية كبيرة، فالاعتقاد بإمكانية مواجهة المركز فى مصر الجيش والدولة خطأ لا يقع فيه إلا هاو، ومحاولتهم قياس ما حدث للرئيس المعزول «حسنى مبارك» فى ثورة يناير 2011 الذى اهترأت وشاخت قياداته وجهازه الإدارى، على أنه قابل للتكرار لاحقًا خطأ آخر، ويعنى أنهم لم يفهموا حقيقة ما حدث فى يناير».
قادة الإخوان الذين كان دورهم فى تلك الأحداث التاريخية محدودًا ومتأخرًا جدًا! هل حقًا صدقوا بأنهم قادرون على إخراج مليون مصرى من بيوتهم إلى الشارع وتحقيق ثورة ثالثة؟! أم أنهم يدركون ذلك لكن المشروع لغيرهم ومطلوب منهم كما قال لى أحدهم لا أدرى عن الدوافع المهم النتيجة فرغم التحفيز والتشجيع والتحريض لم تخرج المظاهرات الموعودة».
ويكمل الأستاذ «الراشد»: «ولابد أن قادة الإخوان يعرفون استحالة النجاح فى مواجهة الدولة المركزية المصرية، إنما شعروا بأنهم أمام فرصة نادرة بوجود دعم خارجى عربى وإقليمى وغربى تولى تمويلهم فى أنحاء العالم، ونقل قضيتهم إلى المحافل السياسية، وهندس نظرية تقول إن الإخوان فى الحكم مشروع سياسى ودينى وأمنى ذكى فى مواجهة تصاعد التطرف وتنظيماته الإرهابية، طبعًا النظرية ليست منطقية من مشاهدتنا لتاريخ النظام الدينى الإيرانى، ولا واقعية من تجربة إخفاق «الإخوان» أنفسهم فى مصر، وأتصور أن فشلهم هذه المرة سيؤجل حظوظهم إلى ما وراء عشر سنوات لاحقة، فلا مكان للإخوان فى ساحة السياسة العربية».
ويختتم الأستاذ الراشد مقاله بسطر بالغ الأهمية فيقول: الإخوان يحتاجون أولاً إلى ثورة داخل تنظيم الإخوان!!
وأضم صوتى إلى صوت الكاتب العربى الكبير فى هذا المطلب ولكن هل بمقدور الإخوان أن يفعلوا ذلك أشك كثيرًا!