الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفن.. واليوم العالمى للمرأة!

الفن.. واليوم العالمى للمرأة!
الفن.. واليوم العالمى للمرأة!




كتب: د.حسام عطا

يأتى 8 مارس من كل عام لتأتى معه مسألة حقوق المرأة فى يومها العالمى، كتذكرة سنوية لنضالها من أجل الحرية، وهى المسألة التى دعمتها الفنون بشكل واضح ضمن سياق التنوير الغربى والمصرى، وواحدة من أشهر العلامات الرمزية الدالة على حرية المرأة فى ذاكرة الفكر الحديث والمعاصر هى مسرحية بيت الدمية للكاتب هنريك إبسن، والتى اعتبرتها اليونسكو إحدى الدلالات الفكرية الفنية المعبرة عن تلك القضية، هذا وقد وثقت اليونسكو المخطوطات الأصلية لنص بيت الدمية والممهورة بتوقيع إبسن فى سجلها ذاكرة العالم، وقد تمت إضافتها للسجل فى عام 2011 تقديرا لقيمتها التاريخية.
والمثير للدهشة أن لكاتب المسرحية الرمز لقضية المرأة رأيا مخالفا فى عمله لكنه يصب فى قضية المرأة بطريقة متميزة، فالمسرحية التى تحكى عن نورا التى اكتشفت زيف حياتها كدمية فى بيت أبيها ثم بيت زوجها والتى تمردت وصفعت الباب خلفها وخرجت كى تحصل على تجربتها الحية، وحقيقة الأمر وبعد مضى السنين يمكن تأمل ما قاله إبسن عن قضية المرأة منكرا ما أصبح شائعا عن عمله المسرحى، إذ قال أمام الجمعية النرويجية للدفاع عن المرأة يوم 26 مايو 1898:
«يجب أن أرفض ما أوليتننى من شرف العمل بوعى من أجل قضية المرأة، فإننى لا أتبين حتى ما هى فى الحق قضية المرأة، لقد كانت المسألة بالنسبة إلىَّ مسألة إنسانية».
لقد كانت نورا إذن تجسيد للإرادة الإنسانية الحرة، وهو الأمر الذى حققته المرأة المصرية بدورها الواضح فى ثورتين عظيمتين فى 25 يناير و30 يونيو، وفى كل الاستحقاقات الانتخابية، ولذلك فالمعالجات الفنية لقضيتها الآن يجب أن تتجاوز فكرة المساواة، لفكرة دعم إنسانيتها الحرة التى تدعم سعادة الرجل والأطفال، فهل تعالج الدراما المصرية جراح الروح الإنسانية للمرأة، التى تعمل وتجتهد وتتحمل المسئولية فى إطار مجتمعى عام لم يعد ذكوريا بالمعنى الذى كان عليه، لأنه عندما كان كذلك كان يدعم حماية المرأة، ولذلك فنظرة إبسن لنورا كنموذج للإنسان كانت فى حقيقة الأمر تتجاوز نظرة الفن النسوى الضيقة لفكرة المساواة بالرجل، لتأكيد إرادتها الإنسانية مما يخرجها من كونها دمية محل الرعاية والحماية، ولقد تجاوزت المرأة فى معظم أنحاء الدنيا وفى مصر مسألة الدمية ولم يعد النضال من أجل المساواة مع الرجل هو جوهر قضية المرأة، بل فى قدرتها على استخدام تلك المساواة الاستخدام الحر للإرادة الإنسانية.
إن رؤية الفن الجادة للمرأة المصرية ضرورة لدعم تلك الإرادة.