الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الزوجة مكافحة والزوج «غلباوى» والطلاق على أتفه الأسباب

الزوجة مكافحة  والزوج «غلباوى» والطلاق على أتفه الأسباب
الزوجة مكافحة والزوج «غلباوى» والطلاق على أتفه الأسباب




تقرير-أسماء قنديل


 جذبته طرق معالجة قضايا الأسرة فى الصحافة المصرية، فقرر أن تكون محور دراسته للماجستير وفكرة كتابه الصحافة وصورة الأسرة.. رؤية الواقع وتشكيل المستقبل»، الذى أصدره فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، والذى يحلل من خلاله أسباب العنف الأسرى وعدم فهم الشباب لطبيعة الحياة الزوجية والسلوك العدوانى تجاه الأبناء والآثار المترتبة على نفسيتهم.
يقول عمرو عزب مؤلف الكتاب، وباحث دكتوراة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إنه مهتم بمعالجة الصحافة المصرية للقضايا الاجتماعية وذلك فى صفحة المرأة، صورة المرأة فى صفحات الجرائم، التحقيقات، بريد القراء، فقام بتحليل خطاب الصحافة المصرية لقضايا العلاقات الأسرية فى صحف أخبار اليوم، الوفد، والمصرى اليوم، وتناول قضايا: التفكك النفسى بين الزوجين وبين الآباء والأبناء، العنف، الطلاق، تربية الأبناء، التدخلات فى العلاقة الأسرية، غياب الأب، عدم التوافق الجنسى، دور الأسرة الممتدة، والمرأة المعيلة..  ولاحظ الباحث ارتفاع معدل قراءة الشباب للموضوعات الصحفية الخاصة بالعلاقات الأسرية، حيث يرتفع معدل قراءة الإناث للموضوعات الصحفية الخاصة بالعلاقات الأسرية ليصل إلى أكثر من 85% مقابل 69% من الذكور.
وأضاف إن الدافع الأساسى وراء شغفه بالقضايا الاجتماعية بسبب ما تتعرض له مؤسسة الأسرة من ضغوط ومشكلات جراء التحولات المجتمعية المتسارعة فى السنوات الأخيرة حتى أصبح ذلك واقعاً يلمسه الجميع، فضلاً على سيطرة مجموعة من التوقعات الاجتماعية السلبية الخاصة بمؤسسة الأسرة على عقول الشباب.
وتوصلت نتائج دراسته التى تناولها فى كتابه إلى قصور دور الصحافة فى تقديم الدعم للعلاقات الأسرية فى المجتمع وتحسين الواقع للحياة الأسرية للشباب، كما تفتقر الصورة التى تقدمها الصحافة عن العلاقات الأسرية إلى الدقة والموضوعية، والتوازن، فهى صورة انتقائية سلبية متحيزة، تعمد إلى نشر كل ما هو سلبى، حيث تبالغ فى حجم انتشاره أو سلبيته، ولا يوجد أيضًا توازن فى استخدام المصادر وتقديم وجهات النظر المختلفة، فتعمد للإثارة والتهويل وتشويه الواقع.
وتوصل الباحث إلى أن أدوار الزوجة فى الخطاب الصحفى تتمثل فى العطاء بلا حدود وتحمل المسئولية، حيث تتفاخر بأهمية دورها فى الأسرة بينما لا تجد مقابلًا لذلك فى النهاية، فهى إما تساعد الزوج وتعاونه طوال الحياة الزوجية حتى يتخطى الفقر ويصبح من الأثرياء، أو تتحمل جميع المصاعب من أجل الأبناء  وتظل على ذلك لسنوات طويلة قد تزيد على 20 عامًا، وفى النهاية لا تجد مقابلًا بعد رحلة عطائها غير الجحود ونكران الجميل، وذلك بسبب زواج زوجها بأخرى أو الخيانة أو انحراف الزوج، وبالرغم من ذلك تسعى جاهدة للحفاظ على كيان الأسرة لتوصيلهم لبر الأمان، حيث يلعب الأهل والأبناء دوراً مهماً للإبقاء على العلاقة الزوجية رغم رغبة الزوجة فى الانفصال..وتوصف الزوجة عندئذ بمجموعة من السمات الإيجابية مثل: الصبر، التحمل، العطاء الإخلاص، والأخلاق النبيلة لأن الزوجة قامت بإعلاء غريزة الأمومة والتزاماتها على مشاعرها واحتياجاتها الخاصة وسعادتها أو حتى راحتها واستقرارها النفسى، وقد يحدث ذلك بوعى وبإدارك منها أو بفعل أمومتها.
ومن ناحية أخرى يبرز الخطاب الصحفى مجموعة من السمات السلبية للأب، فهو إما سيئ الخلق، سليط اللسان، كثير التشاكس مع من حوله، عصبى، قاسٍ، عنيد، أنانى، يعتد بآرائه على حساب الآخرين، بل يتصف إجمالاً بعدم الوعى بتربية الأبناء..ويرى الباحث أن  نماذج سلوك الأب بالخطاب الصحفى توضح ملامح دوره فهو إما يعاير الأبناء بالفشل والبطالة أو يتجاوز فى إهانة من أمامه إذا احتد النقاش، ويهرب إلى المقاهى للابتعاد عن مشكلات الأبناء، أو دائم الضرب والإهانة للأبناء، وفى المقابل، تواجه الزوجة هذه الضغوط إما بشعورها بالضعف وقلة الحيلة أو الجبروت الشديد، أو يصل بها الأمر إلى حد الغيرة المرضية على زوجها، أو تكون عصبية المزاج، أو تتملكها الرغبة فى الانتقام.. كما توصل الباحث إلى أن الخطاب الصحفى أبرز دوراً فاعلاً لوسائل الإعلام فى نشر العنف الأسرى وشيوعه كظاهرة، بل والمساهمة فى توفير بيئة العنف، حيث ساهم الإعلام فى القضاء على النسق القيمى داخل الأسرة، فتلاشى الاحترام وتحول البيت إلى فندق للاستراحة، كما أن الاهتمام المتزايد والتركيز على نشر حوادث العنف الأسرى والتأكيد على أنه ظاهرة يزيد من حجم انتشار الظاهرة، كما تساعد المضامين الإعلامية العنيفة التى تحوى العنف كقيمة سواء كانت سلبية أو إيجابية على انتشاره وشيوعه على نطاق أوسع.. ويؤكد الخطاب الصحفى أن وسائل الإعلام تعمل على ترسيخ قبول الطلاق لأى أسباب وهى الثقافة التى باتت منتشرة فى المجتمع فتتعلل الزوجة بأن عدم تقدير الزوج لمساهمتها المعنوية فى حياتهما الزوجية يعد سببًا كافيًا لطلب الطلاق، كما أكدت إحدى المطلقات الشابات للباحث أن تعامل الإعلام مع قضية المطلقات ونشره العديد من الدراسات والأبحاث والإحصاءات التى تؤكد انتشار الظاهرة بين الشباب تحديداً وفى وقت مبكر من الزواج ساهم بشكل كبير فى تعديل نظرة المجتمع للفتاة المطلقة..ومن هذا المنطلق، يشير الباحث إلى أن تأكيد الإعلام على انتشار الطلاق بهذا الشكل  سيسهم فى  ترسيخ قبول الطلاق لأى أسباب.