الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

علماء: إخراج الصدقات لصندوق «تحيا مصر» من القربات .. والزكاة جائزة بشروط

علماء:  إخراج الصدقات لصندوق «تحيا مصر» من القربات .. والزكاة جائزة  بشروط
علماء: إخراج الصدقات لصندوق «تحيا مصر» من القربات .. والزكاة جائزة بشروط




كتب - عمر حسن


استنادًا إلى مبدأ التكاتف المجتمعى فى مواجهة الأزمات والتحديات الاقتصادية التى تتعرض لها الدولة المصرية فى الفترة الحالية، وانطلاقا من مسئولية القيادة السياسية فى مصارحة الشعب بحقيقة الوضع الاقتصادي، والدعوة للمشاركة فى عجلة البناء والتنمية، ظهرت صناديق الدولة لجمع التبرعات، فدُشن صندوق تحيا مصر، بمبادرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحديدًا فى 1يوليو 2014،و أطلق مؤخرا مبادرة «صبّح على مصر بجنيه»، الذى دعا فيها المصريين لإرسال رسالة نصية على رقم 37037 لصالح صندوق «تحيا مصر»، وعليه نفتح التساؤل أمام جواز إخراج الصدقات أو الزكاة لصالح هذه المبادرة.
من جانبه أكد الشيخ محمود عاشور، وكيل مشيخة الأزهر الأسبق، أنه إذا ثبت احتياج الدولة لهذه الأموال فلا مانع من إخراج الزكاة لصالح صندوق «تحيا مصر»، مشيرًا إلى ضرورة توظيف الدولة لتلك الأموال فى مصارف تستحقها، وتجنى استفزاز المتبرعين بمظاهر الإهدار لأموال هذا الصندوق فى غير أماكنها.
وأضاف عاشور: إن واقعة وجبة السمك الذى قدمها محافظ الإسكندرية لوزير الثقافة، حلمى النمنم، بعد افتتاحه معرض كتاب الإسكندرية، أحد تلك المظاهر غير الرشيدة لإنفاق المال العام، لافتًا إلى أن ترغيب الناس فى إخراج صدقاتهم وزكواتهم لهذا الصندوق، تكمن فى حُسن توظيف أموالهم الموضوعة به لغرض المشاركة فى إقامة المشروعات التنموية، التى تعود بالخير على مصر والمصريين، مضيفا: «آثم من يحرم إخراج هذا النوع من الصدقات».
وشدّد وكيل الأزهر الأسبق على ضرورة توجيه جزء من أموال هذا الصندوق لصالح صيانة مرافق الصرف الصحى بقرى الصعيد الغارقة، وكذلك إقامة مشروعات سكنية لسكان المقابر فى القاهرة، وتوفير مأوى لهم يقيهم من حر الصيف، وقسوة برد الشتاء، مختتما: «نحن نثق فى وطنية القائم على إدارة الصندوق ونناشده بمراقبة بعض المسئولين فى إنفاق المال العام».
فى سياق متصل أوضح الشيخ صبرى عبادة، مستشار وزير الأوقاف، أن لولى الأمر فقط، وهو رئيس الجمهورية، حق جمع الزكوات وإنفاقها فى المصارف الشرعية، مشيرًا إلى أن إخراج الزكاة لصالح المشروعات العامة وبناء المستشفيات ورصف الطرق، أو الفقراء، أمر جائز فى هذا السند، وأنه إذا سكت ولى الأمر عن هذا -وهو جمع الزكوات- فكأنه تنازل عن حقه.
وأشار عبادة إلى أنه يجوز إخراج الصدقات لصالح صندوق «تحيا مصر»، للمشاركة فى مشروعات الدولة التنموية، قائلا: «بعض الناس يقصرون إخراج الصدقات على بناء المساجد والمعاهد الأزهرية فقط، فى حين أن المستشفيات تحتاج لتطوير، والطرق تحتاج لرصف»، لافتًا إلى أنه على شركات المحمول التى تخصم نسبة من سعر الرسائل التى يرسلها متبرعو تحيا مصر أن تتبرع هى الأخرى، مع العلم أنه من مصارف الزكاة (القائمين عليها)، فلا مانع من خصم نسبة الخدمة مقابل إخراج جزء منها كصدقة»، مؤكدا أن الله سيحاسب كل من يحصل على مال لا يستحقه، أما المتبرع فيأخذ ثواب التبرع كاملا.
وذكر مستشار وزير الأوقاف أن الضرائب لون من ألوان الزكاة، طالما يشرف على تجميعها رئيس الجمهورية، موضحا أن الضرائب تجمع بالإجبار عن طريق ولى الأمر، أما الزكاة عن طريق رب ولى الأمر، مختتما: «كانت مبادرة الرئيس فى بداية ولايته بترعه بنصف ماله وراتبه الشهرى دفعة قوية لأصحاب القلوب الرحيمة، ولكن هناك من يكنز المال ولا يتصدق به من أجل الوطن».
فيما شدّد الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالجامع الأزهر سابقا، على عدم جواز إخراج الزكاة لصندوق «تحيا مصر»، وأنها تخرج للفقراء فقط، مُبيحا إخراج الصدقة له، قائلا: «الزكاة حق معلوم حدده الله سبحانه وتعالى للفقراء والمساكين...»، لافتا إلى أنه يرى بعض الفقهاء إخراج الزكاة لبناء المستشفيات والمدارس، على اعتبار أنها فى سبيل الله.
وأردف الأطرش: إنه لا يجوز تحريم الصدقات لصندوق «تحيا مصر» أو لمبادرات الدولة بشكل عام، طالما لا يوجد نص قرآنى أو حديث نبوى يحرم ذلك، مختتما بقول الله تعالى فى الآية الكريمة: «ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم».