الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اكتشاف يقلب الموازين!

اكتشاف يقلب الموازين!
اكتشاف يقلب الموازين!




وليد طوغان يكتب:

الأسبوع الماضى، رصد علماء فيزياء فلكية بريطانيون بقايا غازية لسحابة دخان فضائية قديمة. لما حللوها اكتشفوا انها ترجع لبقايا انفجار حدث قبل أكثر من 11 مليار سنة مضت، وكانت مفاجأة.
كل البيانات الموجودة لدى المعامل الفلكية، وحتى عند وكالة ناسا شديدة الحداثة، لا توجد عينات قديمة لغبار ذرى بهذا القدم، ولا صور ملونة لسحب غازية تعود لهذا التاريخ يمكن أن تفك شفرة بداية الكون، وما حدث بعد الانفجار العظيم.
الانفجار العظيم، هو الانفجار الكونى الأكبر والأول فى تاريخ الكون، نتجت عنه الكواكب والمجرات، وبدأت المخلوقات تظهر على كوكب الأرض، وعلى كواكب اخرى لو كانت.
لذلك، فالاكتشاف الجديد مفاجأة اكثر من سارة، وكنز لخبراء الفيزياء الفلكية. التوقعات شديدة التفاؤل فى أن يمنح الاكتشاف مزيدا من المعلومات عن شكل الكون، بعد الانفجار العظيم، والتغيرات التى طرأت عليه بعد ملايين السنين بعد الانفجار .
المجلة الملكية لعلوم الفضاء البريطانية، نشرت معلومات أولية، قالت أن العلماء توصلوا إلى أنه ضمن مكونات السحابة قليل من عنصر الهيدروجين.. يعنى ماء.
هذه أول إشارة لعدم صحة النظريات القديمة التى تقول أن عنصر الماء، لم يظهر فى الكون إلا بعد 6 مليارات سنة من حدوث الانفجار الكونى العظيم، وأن أول مراحل المخلوقات الحية، والكائنات والموجودات لم تظهر على الكون إلا بعد على الأقل 8 مليارات سنة من الانفجار العظيم.
الاكتشاف الجديد يقول خلاف ذلك. يقول إن الانفجار الكونى حدث تقريبا قبل 13 مليار سنة من النهاردة. والسحابة المكتشفة، تعود إلى 2 مليار سنة بعد الانفجار الكونى. وإذا كان ضمن عناصر السحابة المكتشفة ماء، فهذا يعنى أن الماء قد وجد فى الكون بعد 2 مليار سنة فقط من حدوث الانفجار الكونى.
النتيجة الأهم، أنه ما دام هناك ماء، أو هيدروجين ذلك الوقت، فإن الكون وقتها كان مهيئا لأن تظهر عليه المخلوقات، حيوانات ونباتات، وكائنات بشرية. فالماء هو المحفز على الخلق، وهو العامل الأساسى لبدء الدورة الأولى لحياة المخلوقات.
القرآن الكريم يقول «وكان عرشه على الماء». يجوز تفسير هذا بأن سيطرة الله سبحانه وتعالى كانت على عنصر الهيدروجين فى بداية الخلق. فتكون من الماء بدايات كل المخلوقات، بدليل أن ذرة الهيدروجين هى الوحيدة المشتركة بين عناصر كل ما تم خلقه، وهى الوحيدة المشتركة فى تركيبة الكائنات البشرية، وحتى العناصر الجامدة على سطح كوكب الأرض، وكواكب المجموعة الشمسية.
فى القرآن الكريم: «وجعلنا من الماء كل شىء حي». وفى علوم الفيزياء النووية، أنه لما ظهرت ذرة الهيدروجين، بدأت الخلايا الحية فى الظهور، والتطور، وفقا لمعادلات كيميائية، وتحت درجات حرارة عالية، انخفضت تدريجيا، حتى أصبح المناخ على الأرض صالحا لحياة الكائنات البشرية التى فى مثل أجسامنا.
المشكلة، أن هذا الكلام يصطدم مباشرة بالتراث الدينى، وتأويلات الكتب المقدسة.
الإنسان فى التراث الدينى الإسلامى هبط الأرض من الجنة قبل 5 آلاف عام فقط من ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم.
 وفى العهدين القديم والجديد، خلق الإنسان قبل أقل من 3 آلاف عام من ميلاد النبى موسى عليه السلام، وأن قصة نوح والطوفان حدثت بعد خلق الخلق، ونزول آدم وحواء من الجنة بحوالى ألفين سنة!
فى التراث الدينى أيضا أن الإنسان خلق على شكله، لا تغّير، ولا طرأ عليه تطور.
الاكتشافات الحديثة تضرب فى كثير من المسلمات.. إذا كان كذلك، فالأولى إعادة النظر فى المسلمات.. لكن المشكلة أن كثيرا من رجال الدين يشككون فى الاكتشافات الحديثة.
كارثة!