الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الانبعاثات الغازية» قاتلة للطبيعة والإنسان والحيوان والنبات

«الانبعاثات الغازية» قاتلة للطبيعة والإنسان والحيوان والنبات
«الانبعاثات الغازية» قاتلة للطبيعة والإنسان والحيوان والنبات




تحقيق: محمود ضاحي

الدكتور إبراهيم حجازى - أستاذ الصحة العامة بجامعة القاهرة - أكد أن العاملين فى  الفحم يملكون رئة سوداء، لكن تراب الفحم لا يوجد فيه مشاكل عكس غيره من المهن الأخرى، مضيفًا أن الرئتين تتفحمان رغم كون تراب الفحم حميداً عن غيره من المهن الأخرى سواء الأسمنت أو المحاجر.
وأضاف أن العمل فى مكامير الفحم لا يصيب العامل بالسرطان إلا إذا دخل فى الفحم بعض الرمال، موضحًًا أن الأنف والأذن لا يوجد عليهما تأثير سلبى عكس الأسمنت والصناعات الأخرى، ونوه إلى أنه لا يصيب الزرع بشىء، لكن أثر دخان الفحم يصيب بالتهابات شعبية  إضافة إلى ضيق فى التنفس، وأن المفترض استخدام كمامات لحماية الأنف، وارتداء قفازات لحماية  اليد والجلد.
وطالب باستخدام الأدوات الواقية وأﻻ تزيد مدة العمل على 8 ساعات، كما شدد على المدخنين بعدم التدخين داخل المكمورة لأنهم فى هذه الحالة يصابون بالسرطان حال اندماج نوعين مختلفين من الدخان مع الأتربة.
ويقول الدكتور حسن شحاتة - استشارى البيئة بجامعة الأزهر أستاذ الكيمياء بكلية العلوم - إن المشكلة فى صناعة الفحم هى الآثار السلبية لها على الصحة العامة والبيئة، حيث تنبعث منها غازات كثيرة مثل أول وثانى أكسيد الكربون وثانى أكسيد الكبريت، وبعض المخلفات الأخرى التى تؤثر على الثروة الزراعية والمائية، وتكون أكثر خطورة إذا كانت مناطق إنتاج الفحم قريبة من التجمعات السكنية، حيث تؤثر هذه الغازات والأبخرة ليس على العاملين فى الإنتاج فقط بل على سكان المنطقة بأسرها.
وأوضح أن الأغشية الوقائية فى أنف الإنسان تلتقط غبار الفحم المتطاير لدقة حجمه وانعدام وزنه ما يؤدى إلى استقراره على جدران رئتى الإنسان أو فى مسامات التربة أو على أسطح المنازل والفواكه والخضروات وأوراق الشجر ومقاعد المدارس وغيرها.
وقال إن هناك مشكلة عند غسيل الشاحنة التى تنقل الفحم بعد إفراغ حمولتها  حيث تتسرب كميات من تراب الفحم الناعم التى تسير بمجرى المياه الطبيعية وتتسرب إلى الأحواض المائية سواء التى تصل لمحطات المعالجة أو المسطحات المائية الطبيعية، وهى غير قابلة للمعالجة، فتقتل مجموعة البكتيريا النافعة فى محطات المياه، وتقتل الثروة السمكية فى المسطحات المائية، وهذه المعضلة نفسها وراء خطورة انسكاب الفحم عند نقله على الطرق وتطايره عن جسم الشاحنة ليتطاير على المناطق المجاورة للطرق وينتشر على المزارع والسيارات والممتلكات ويستمر غبار الفحم بالترحال إلى أن يلتحم بالبخار ليصبح ماء أو مطرا حامضيا قاتلا للطبيعة والإنسان.
وأكد أن الآثار السلبية على صحة الإنسان عند استنشاقه الغازات المنبعثة من عملية الحرق، والغبار المتصاعد منه وإضرارها بالزراعات، كما أن نفايات استخدامه تحتوى على العديد من المواد السامة مثل الرصاص والزرنيخ والكادميوم، وهى مواد تسبب التسمم وأمراض الكلى والسرطان.
وعن تأثير استخدام الفحم على الصحة العامة، أضاف أنه بسبب انبعاث ثانى أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين والزئبق بمستويات عالية جدًا، يمكن للفحم أن يسبب الانسداد فى الأوعية الدموية أو فى الرئتين.