الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نقيب المرشدين السياحيين لـ«روز اليوسف»: السياحة «مفتاح» عبور مصـر أزمتها الاقتصادية

نقيب المرشدين السياحيين لـ«روز اليوسف»: السياحة «مفتاح»  عبور مصـر  أزمتها الاقتصادية
نقيب المرشدين السياحيين لـ«روز اليوسف»: السياحة «مفتاح» عبور مصـر أزمتها الاقتصادية




حوار - دعاء محمد


تألمت السياحة المصرية كثيرا خلال السنوات الماضية، من انقطاع تام فى الدخل وتشريد للعمالة، نتيجة فراغ الأماكن الأثرية والترفيهية من السياح الأجانب، ولكن تغير الوضع رأسا على عقب، وأصبحت مصر الآن تسعى إلى جذب السياح رغم ما تمتلكه من مقومات أثرية وترفيهية ومناخية لم تجتمع فى أى دولة أخرى بالعالم.. فى حوار جريدة «روزاليوسف» الذى بين أيدينا نوضح أسباب المشكلة ونطرح الحلول مع حسن النحلة نقيب المرشدين السياحيين.


 ■ فى البداية كيف ترى وضع السياحة فى مصر الآن؟
- سيئ جدا، لأن السياحة صناعة هشة تتأثر بالأحداث السياسية أو أى أحداث فى المنطقة، فمنذ 25 يناير 2011 وحتى الآن لم تتعاف بالشكل المقبول، واقتصرت السياحة المصرية فى نوع واحد وهى السياحة الشاطئية، وانحسرت السياحة الثقافية والمؤتمرات، وبسبب بعض الحوادث الأخيرة انحسرت أيضا السياحة الشاطئية فى شرم الشيخ والغردقة، فنحن أمام مأزق حقيقى، ويجب أن نعيد التفكير والحسابات وخلق أصوات جديدة، لحل الأزمة المستمرة حتى الآن.
 ■ برأيك ما الدور الذى يجب أن تقوم به الدولة لتحسين وضع السياحة حتى تتعافى من أزمتها؟
- الدولة ممثلة فى وزارة السياحة عليها استيعاب جميع العاملين فى قطاع السياحة، ودعمهم داخل القطاع فى حالة وجود أزمات أو عدمه، من خلال وضع خطة تشعر كل فرد أن السياحة تمثل له كل شىء، وللأسف الإخفاقات على مدار الـ 5 سنوات الأخيرة تتزايد، ووزارة السياحة تدعم قطاعات معينة بينما توجد قطاعات أخرى محرومة من الدعم، لذلك يجب على الدولة للحفاظ على قطاع السياحة تشكيل غرفة لمواجهة الأزمات من خلال المجلس الأعلى للسياحة المشكل من ممثلين لرئاسة الجمهورية ووزارات السياحة والثقافة والآثار والإعلام، واتحاد الغرف السياحية والأمن القومى، لتسهيل العملية السياحية وحدوث رواج سياحى، وكل هذه الجهات يجب لأن تتكاتف فى حلقة وصل لإعداد خطتين قصيرة وطويلة المدى، ولكن المشكلة الكبرى أننا مازلنا نعزف فى جزر منعزلة، لذلك لا تصل نسبة النجاح 5%، وحتى هذه اللحظة نفتقد التنسيق لإعداد خطة، أو غرفة صناعة القرار الجماعى، وأن كل هذه القطاعات لا تستطع اتخاذ قرار بدون وجود قرار سياسى على أعلى مستوى يقوم بتسهيلات لخروج القرار من المجلس الأعلى للسياحة.
 ■ ما الدور التى قامت به نقابة المرشدين السياحيين لمساندة تنشيط السياحة؟
- قمنا بمجموعة مبادرات نظرا لصعوبة الأزمة التى تمر بها السياحة فى مصر، منها «مبادرة شرم فى قلوبنا»، بهدف تنشيط السياحة الداخلية، وعربيا تواصلنا مع شركات سياحية كبيرة فى الخليج العربى من أجل الذهاب إلى مصر ولمعرفة الصعوبات التى يواجهونها والتسهيلات وغيرها، ونحاول من خلال لجنة تنشيط السياحة بالنقابة عمل ورقة كاملة بها معوقات السياحة العربية لتقديمها لوزارة السياحة من أجل أخذ القرار السياسى الأعلى لتسهيل السياحة العربية فى مصر، ودوليا لدينا مرشدين سياحيين يتحدثون أكثر من 30 لغة، يستثمرون وسائل التواصل الاجتماعى لنقل الإيجابيات التى تحدث فى مصر من حفلة أو نجم مشهور يزور مصر، فيقومون برصد الحدث ونقله بمختلف اللغات ونشره على صفحات الفيس بوك.
 ■ ما المعوقات التى تقف أمام تنشيط السياحة فى مصر؟
- بالنسبة للتنشيط السياحى الأوروبى يسير فى محورين، أولهما مكاتب تنشيط السياحة حول دول العالم، ويعمل به غير مؤهلين لتنشيط السياحة، وبعضهم لا يجيد التحدث لغة الدولة الذى يعمل فيها، ونوعية البرامج المقدمة، وماذا يحب السائح؟ والقدرة على عرض التاريخ والآثار بشكل مشوق، وثانيهما المؤتمرات والمهرجانات تنشيط السياحة حول العالم، ويخضع للمجاملات وليس الكفاءة والخبرة، لذلك هى غير مؤثرة، ولابد أن يكون هناك أعدادا مسبق قبل كل مهرجان خارج مصر، وأقترح عمل أجندة عمل طوال العام، نسجل بها المناسبات الكبرى التى تلفت أنظار الأسواق الكبرى حول العالم، والدول الذى نريد جذب السياحة منها.
 ■ من الذى يعكس صورة سيئة عن مصر فى الخارج؟
- الإعلام الأجنبى الذى يتصيد لأى خطأ يحدث على أرض مصر، ويثير بلبلة ويقلب الحقائق، وهذا له بعد سياسى لدول معينة هدفها الهيمنة على الشرق الأوسط، وهناك بعض المنتفعين أيضا الذين يصرحون بتصريحات مسيئة لمصر، فالسائح يحب البقاء فى مصر لأسباب كثيرة منها إطلاعه على آثار وحضارة الدولة، وحسن معاملة المرشد السياحى والمواطنين له فى الشارع، ويرى الشعب المصرى مترابط وبشوش، وهذا أمر لم يتعد عليه فى بلده.
 ■ ما الطرق المناسبة لترويج السياحة المصرية؟
- حتى هذه اللحظة لم نهتم بالسياحة العربية ولم ننظم مؤتمرات ومعارض لتنشيط السياحة، فالدول الخليجية تعرف مصر من البعد السياسى، لكن الشعب نفسه لا يعلم تفاصيل السياحة فى مصر، لذلك يجب توضيح ما لدينا من أفخم فنادق، وإرشاد سياحي، ومعالم سياحية، ونعطيه معلومات تجعل العربى بدلا من أن يقضى العطلة فى أوروبا يتحول إلى مصر، فمصر تمتلك جميع المقومات لجذب أى سائح عربى، ولابد من رفع الوعى الثقافى للمصريين عن كيفية التعامل مع المواطن العربى.
 أما عن السياحة الأجنبية فمنذ نعومة أظافرنا ونحن نعمل على أسواق أوروبا الغربية وأمريكا، ويجب فتح أسواق جديدة، فجميع دول آسيا لا تجد اهتماما دقيقا، وفى أمريكا اللاتينية لا يوجد طيران مباشر إلى مصر، وليس لدينا تسويق هناك، ونحتاج لتسهيل ودعم حركة الطيران وومنحهم أسعار برامج وفكرة عن مصر جيدة، مع عمل توازن بين الأسواق القديمة المعتادة والجديدة المستهدفة، وهذا يتم من خلال وضع يدينا فى يد وزارة السياحة لتسمع ما لدينا من مقترحات لوضع خطة، بدلا من إدارة الأزمة بشكل عشوائى.
 ■ ما المعوقات التى يعانى منها المرشد السياحى فى مصر؟
- مشكلة المرشد السياحى أنه لا يوجد سياحة فى مصر، فهى مقصورة على السياحة الشاطئية ومحدودة جدا، فنحن 18 ألف مرشد سياحى، وكل مرشد يعول أسرة، وانقطع دخله تماما منذ 5 سنوات، 10% لديهم قدرات يعملون فى مكان آخر، ومجموعة هاجرت خارج مصر، وآخرون لا يعرفون غير مهنتهم، وهناك حالات مرضية تعرضت لمشكلات اجتماعية بسبب انعدام الدخل، فالمهنة تندثر، فلو السياحة هى قاطرة الاقتصاد المصرى فالمرشد السياحى هو عماد الدخل القومى للسياحة المصرية.
 ■ ما الدعم الذى يحتاجه المرشد السياحى؟
- المرشد السياحى اليوم فى حالة نفسية كارثية، يوقع على إيصالات أمانة لمدارس أولاده لأنه غير قادر على دفع المصروفات، وأصبح مهدد بالسجن، لذلك نطالب تدخل وزارة السياحة ورئيس الجمهورية لرفع عبء مصاريف التعليم عن أبناء المرشدين السياحيين لجميع مراحل التعليم، بتأجيل المصروفات أو تخفيضها أو دعم مادى مباشر حتى زوال هذه الأزمة، فالمرشد محروم من الدعم المادى والصحى من الدولة، علما بأنه انقطع دخله تماما ولم يتقاض أى بدلات من الدولة، باستثناء منذ 3 سنوات قامت وزارة السياحة بتخصيص 10 ملايين جنيه للمرشدين، ولكن تم إيداعهم فى صندوق مغلق طبقا للائحة التى صممتها وزارة السياحة، وهى يأخذ منه فى حالة حدوث وفاة أو الإصابة بالعجز الكلى، وينتفع منه 5 آلاف مرشد فقط، وأطالب بمنح كل مرشد 5 آلاف جنيه لتسيير أموره خلال 3 شهور على الأقل وذلك من خلال أى صندوق من الصناديق الموجودة فى مصر، أو تخصيص قطعة أرض لكل منهم من مشروع المليون فدان، ولا بد أن يكون لديه مصدر دخل ثابت وقت الأزمات.
 ■ ما المهارات التى يجب أن تتوافر لدى المرشد السياحى؟
- عندما يكون المرشد فى كلية السياحة والفنادق يجرى مقابلة شخصية لملاحظة الموهبة واللباقة والظهوروالمظهر واللغة، والقدرة على حفظ المعلومات الغزيرة، ولابد أن يكون لديه مهارات التواصل والإحساس بالآخر، ومعرفة هل المستمع يريد الاستفاضة أم تغيير الموضوع.
 ■ كيف ترى عدم الاهتمام بالمناطق الأثرية من قبل الدولة؟
- الوضع لم يصل لعدم اهتمام بعد، فوزارة الآثار نشيطة جدا وتعمل أقصى جهدها لحمايته والحفاظ على آثار مصر، ولحسن حظنا لدينا آثار مترامية على جميع الأرض المصرية، ولكن تحتاج إلى نظافة وأمن فى كل الأماكن وهذا يتطلب دعما ماديا كبيرا جدا.
 ■ عدم ذكر مصر فى تقرير الأمم المتحدة للسياحة العالمية فى أقوى 25 دولة جاذبة للسياحة لعام 2015 سببه عدم الاستقرار الأمنى خلال الـ 5 سنوات السابقة .. ما رأيك؟
- البعد الأمنى عامل مهم للسياحة ولكن هناك أبعادا أخرى إعلامية وسياسية أثرت على الموضوع، وهناك دول كبرى فى الشرق الأوسط لم تذكر فى التقرير أيضا، ولكن خلال عام 2016 سنتصدر المشهد.
 ■ هل قطاع السياحة قادر على التخلص من أزمة البطالة فى مصر؟
- يعمل فى قطاع السياحة 4 ملايين مصرى، وأكثر من 21 مليونا ينتفع من السياحة فى مصر بدءا من المزارع والتجار، فجميع المهن فى مصر تخدم قطاع السياحة، فمع وقف حال السياحة وقف جميع عجلات الإنتاج فى قطاعات عديدة بالدولة، فالمنظومة السياحية لو تم التنسيق والتخطيط لها بشكل جيد، وإعداد قنوات تواصل جيدة واجتماعات دورية، ونجحت فى صناعة لجنة قوية لاتخاذ القرار وقت الأزمات ومواجهتها وحللنا الملابسات والإخفاقات التى تتعرض لها السياحة، أعتقد أن هذه المنظومة ستقضى على البطالة فى مصر تماما، وتخلق جو سياحى يدخل لمصر 50 أو60 مليار جنيه فى العام، حيث تتوافر العملة الصعبة، وتتزايد الصادرات، وتنخفض الأسعار فى مصر كلها.
 ■ ما أبرز الصعوبات التى تواجه السائح فى مصر؟
- المرور، فلابد من إعادة منظومة المرور فى مصر، لأن السائح يواجه صعوبة فى تنفيذ البرنامج السياحى فى التوقيت المحدد له، وتقديم تسهيلات لسياحة المعاقين لأنهم لا يستطيعون دخول الأماكن السياحية، والإحساس بالمسئولية لدى الباعة الجائلين، وسائقى التاكسى والتعامل مع السائح على أنه إنسان وليس محفظة أموال، ولابد من وضع تسعيرة ثابتة لعدم حدوث تضارب فى الأسعار، وإعادة تسعير البرامج السياحية والفنادق، حيث يوجد تنوع فى الأسعار بين الجنسيات فكل جنسية لها سعرها، فعندما نوحد الأسعار بين الجنسيات سوف نجد إقبالا سياحيا كبيرا.
 ■ ما مدى تأثير العمالة الأجنبية فى السياحة المصرية؟
- خلال تلك الأزمة العمل يأتى على استحياء، ونجد العامل الأجنبى يستولى عليه، رغم أن مهنة المرشد السياحى مهنة أمن قومى لتداخلها مع جميع الجنسيات حول العالم، ويمكن للأجنبى نقل معلومات خاطئة عن البلد، فوزارة السياحة تعطى للمرشد الأجنبى رخصة بالجاسوسية بدلا من رخصة مزاولة المهنة، فالدولة ملزمة بسفر مجموعة من المرشدين للدولة التى لغتها نادرة لتعلم اللغة وبهذا نحافظ على الأمن القومى فى مصر، ولكن هذا لم يحدث بالفعل، لذلك تمنح الدولة للأجانب التصريح، وقد يكون بينهم من لا يحترم تاريخ البلد أو جاسوسا لأى دولة أو جهة، وبعضهم يقضى اوقاتا فى مصر وأخرى فى إسرائيل.
 ■ ما الذى يجذب السائح لمصر أكثر .. هل المناطق التاريخية أم الترفيهية؟
- هناك تنوعا .. فهناك سائح معين يهتم بالبعد الثقافي، وآخر يحب سياحة الشواطئ، فمثلا كل أوروبا الشرقية تحب السياحة الشاطئية فى مصر، وأوروبا الغربية تفضل سياحة والسفارى، حيث الصحارى فى مصر تتميز بالدفء والصفاء ومتابعة النجوم ومغرمين بها، وهكذا.
 ■ بماذا تطالب البرلمان الحالى؟
- يجب أن يكون على رأس أولويات مجلس النواب تغيير القانون 121 لعام 1983 الذى ينص على أن المرشد السياحى لا يمتهن مهنة أخرى بعد الإرشاد السياحى، وفى نفس الوقت الدولة ليس لديها من القدرة أن تساعده وقت الأزمات، مع تغيير تصنيف المرشد السياحى فى قانون التضامن الاجتماعى من «صاحب منشأة» إلى «يعمل لدى الغير بأجر»، وأن يسمح القانون للمرشدين العمل والاستثمار فى قطاعات أخرى حتى تمكنه بالوقوف بجانب نفسه فى وقت الأزمات، مع سماح القانون للمرشد أن يأخذ دعما من الدولة ويتعالج على نفقة الدولة، فالموضوع ليس صعبا ولكن التصادم بالبيروقراطية واللوائح والقوانين سوف يموت المرشدين السياحيين من الجوع.
 ■ ما أكثر فترة وصلت فيها السياحة المصرية إلى ذروتها؟
- عام 2010 قبل ثورة 25 يناير وحققت فيها 24 مليار دولار.
 ■ ما سبب إقبال السياحة الروسية بشدة على مصر قبيل الأزمة الأخيرة؟
- قصر مدة الطيران بين مصر وروسيا، وهناك الجو طوال العام شديد البرودة، وأقرب مسافة إليهم هى مصر، بالإضافة إلى أن أسعار الإقامة بالغردقة وشرم الشيخ منخفضة بالنسبة لهم، فتكاليف الرحلة المقدمة للسائح الروسى تكاد تكون نصف تكاليف إقامته فى دولته، فالسائح الروسى يأتى إلى مصر فى العام الواحد 4 أو 5 مرات، ونريد أن ننجح فى تنفيذ هذا مع كل دول العالم.