الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«روزاليوسف» ترصد الخطة الشيعية - الصهيونية لتزييف القرآن الكريم

«روزاليوسف» ترصد الخطة الشيعية - الصهيونية لتزييف القرآن الكريم
«روزاليوسف» ترصد الخطة الشيعية - الصهيونية لتزييف القرآن الكريم




تحقيق - محمد فؤاد


بعد تعاقب الأحداث والأزمان يحاول بعض الضالين تحريف كتاب الله، وهم ما بين شيعة ويهود وصهاينة وغيرهم، ويكون التحريف فى حروف من القرآن الكريم، ولكن الله تكفل بفضحهم وكشف باطلهم، فلا تروج محاولاتهم تلك على أهل الإسلام، فالقرآن لا يلحقه تحريف ولا تبديل بفضل الله، كما قال تعالى «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»، ومن واجب أهل العلم أن يحذروا الناس من كل محاولة للنيل من كتاب الله تعالى، بل التصدى لمثل هذه المحاولات الخبيثة، وعن المسئول وطرق العلاج والتصدى جاء رد علماء الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية حول هذه القضية، لتثبت أن تحريف القرآن محاولة فاشلة والقرآن الكريم عناية الله فى أرضه، وأن الحرب الفكرية ضد كتاب الله دائما تبوء بالفشل وحملات التحريف تقف عاجزة أمام معجزة الله الخالدة لحفظ كتابه، ونوضح أيضا أن القرآن الكريم محفوظ فى الصدور وليس فى السطور وتفاصيل كثيرة داخل هذا التحقيق.
بداية قال الدكتور أحمد كريمة - أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر - إن تحريف القرآن يرجع إلى ضعف الأزهر الشريف، حيث يعمل بصورة وظيفية وينتهى دوره فى الثانية بعد الظهر، ومن الغريب أن تخلو مصر بأزهرها الشريف من مجمعين مهمين للغاية، أولهما مجمع القرآن الكريم، لمراجعة الفرائض والواجبات الشرعية والمصحف القرآنى بالإصدارات الورقية على غرار ما أنشأه الشيوخ وعلماء القرآن فى المملكة العربية السعودية، والتى أقيم فيها مجمع الملك فهد بن عبدالعزيز وهو قائم على علماء القرآن والشريعة الإسلامية المصريين ويحظر على كل المطابع الحكومية طباعة المصحف الشريف.
والمجمع الثانى الذى ينبغى على الرئيس السيسى سرعة اتخاذ القرار فى إنشائه هو مجمع الفقه الإسلامى، حتى يعد الدراسات الفقهية ومنها الآن شبهة العنفين الفكرى والمسلح، حيث لا يوجد بمصر غير لجنتين يتيمتين، ومجهودهما ضعيف ومشتت بين الأزهر والأوقاف، ومن غير المجمعين المطلوب استحداثهما سوف تتوالى الاختراقات فى نسخ الحاسوب والمطبوعات، ومجمع البحوث الإسلامية ليس مؤهلا لحماية القرآن.
وأضاف كريمة أن البنك المركزى يصدر علامات يصعب تزييفها لحماية العملة المصرية، ولكن يصعب على غراره حماية المصحف بعلامة اعتماد غير قابلة للتزييف، حيث إنها غير موجودة.
وطالب الدكتور ناصر خضر - أحد مكتشفى التحريف والأخطاء المطبعية فى القرآن الكريم - الدولة بمراجعة كل المصاحف المطروحة فى الأسواق حرصا على عدم خلق جماعات متطرفة وأفكار متشددة وحماية الدين الإسلامى من الفتن، وأضاف خضر أن مجمع البحوث الإسلامية يراجع المصحف قبل الطباعة، ويعتمد الزنكات الخاصة بالطباعة، متسائلا: إذن كيف يتم التزوير والتبديل؟ لذلك لابد أن تضع الحكومة الأمر ضمن قضايا الأمن القومى حرصا على استقرار الأوضاع بعيدا عن نيران الفتن بين الأديان.
وأكد المستشار أحمد عبده ماهر - الباحث الإسلامى - أن المسئول عن تحريف القرآن هو الأزهر الشريف بعد أن كفله الدستور والقانون فى المادة الثانية بتنقية التراث الإسلامي، والأهم هو تنقية القرآن من الشوائب وذلك يرجع إلى عدم تأهيل الأزهريين وتواصلهم مع كل وسائل التواصل الاجتماعى، وأن الحل فى هذه الكارثة هو تكوين لجنة من خريجى الجامعات ويتم تأهيلهم بالأزهر حتى يستطيعوا التواصل مع المواقع الإلكترونية التى تعمل على تحريف القرآن، كما أن مباحث الانترنت قادرة على حذف أى مواقع تعبر عن فتنة، ويستجيب موقع جوجل للنقد والتصويب ضد المتجاوزين، وأكد أن الأزهر لم يعد متفرغا إلا للفقه، والتضييق على المسيحيين ومواجهة أصحاب الفكر.
وأدان الدكتور محمد الشحات الجندى - الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية سابقا وعضو مجمع البحوث الاسلامية - وجود خطأ مطبعى فى أى من نسخ المصحف، وطالب المواطنين بتسليم النسخ المحرفة من مصاحف القرآن إلى مجمع البحوث الاسلامية لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد المطبعة المسئولة عن طباعته، أما المصاحف الإلكترونية فهناك جهات أخرى مسئولة عما ينشر من خلال الانترنت.
وأكد الدكتور محيى الدين عفيفى - الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية - أن المجمع يقظ تماما لهذه الافتراءات، وله ضبطية قضائية فى جمع المصاحف المحرفة، وأنه دائم التحذير منها عبر كل وسائل التواصل الاجتماعى، وأصدر المجمع مؤخرا تحذيرا إلى مستخدمى التطبيقات الحديثة والفيس بوك من وجود تحريف متعمد للقرآن الكريم وبعض الأحاديث النبوية الشريفة فى بعض تلك التطبيقات.
وقال عفيفى إن مجمع البحوث الإسلامية والأزهر يحذران من وجود آيات محرفة من القرآن الكريم على بعض التطبيقات التكنولوجية الحديثة وفقا لما تداوله بعض المدونين على فيس بوك وتناقلته المواقع الالكترونية، وأهاب عفيفى بكل مرتادى الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى الاعتماد على المصادر الصحيحة فى قراءة القرآن الكريم وذلك عن طريق المواقع الالكترونية للأزهر ودار الافتاء المصرية، ووزارة الأوقاف على شبكة الانترنت، كما أهاب بالشركات المتخصصة فى هذا المجال بمراجعة التطبيقات الحديثة الخاصة بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية وكل ما يتعلق بعلوم الإسلام.
وشدد عفيفى على أن الله أوقف للإسلام الأزهر الشريف الذى يقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه النيل منه أو يحاول تحريف القرآن الكريم بالزيادة أو النقصان أو التبديل، وظهرت على النت نسخ من القرآن الكريم بها تحريف وعلى سبيل الزيادة التى وردت فى الآية السابعة من سورة آل عمران، فقد تم زيادة كلمة بالحق وكررت ثلاث مرات متتالية، إذ كتبت كالآتى «هُوَ الَّذِى أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ «بالحق بالحق بالحق» مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ» والصواب كما هو مرسوم فى المصحف قال تعالى «هُوَ الَّذِى أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ».
وفى سياق متصل قال الشيخ الدكتور محمود عاشور - وكيل الأزهر الأسبق - إن تزييف المصحف أمر مدبر، ويقف خلفه دول أجنبية بعينها لتحريف آيات معينة وسور بعينها حتى تخل من ثقافة معارضيهم، ولكن على القائمين على هذا الأمر التحرى عن هؤلاء الأشخاص حتى لا يعبث أحد بكتاب الله ويجعلون منه عبرة لغيره، مضيفا أن لو فى يده القرار لأخذ قرارا بعدم رفع المصحف على مواقع التواصل الاجتماعى وأجهزة المحمول لسوء استخدامها واصطحابها فى الحمامات، وأماكن يقام فيها المنكرات، كما يحفظ على نفس الذاكرة أمورا مخلة بالشريعة الإسلامية.
مشيرا إلى أن الأزهر لن يتأخر لحظة فى الحفاظ على كتاب الله من المزيفين، حيث يقوم مجمع البحوث الإسلامية بجمع أى مصاحف يتم الإبلاغ عنها فور إثبات التحريف والتزوير فيها ويقوم المجمع بإعدامها وتقديم الفاعل للمحاكمة.
من جانبه قال الدكتور عويس النجار - أحد علماء الأزهر ورئيس مجلس أئمة كيبك فى كندا - أن قضية تحريف القرآن هى قضية قديمة حديثة، تتجدد بين الحين والآخر مع مستجدات العصر وتطوراته، فقديما حاول أعداء الإسلام تحريف القرآن عبر المصاحف من خلال طبع نسخ محرّفة ففشلوا، والآن يتجدد نفس المنهج ولكن بأسلوب آخر يتناسب مع مستجدات العصر ولن يفلحوا أيضا، لأن القرآن محفوظ فى الصدور قبل أن يكون محفوظا فى السطور، والله تعالى يقيض من ينبه عليه ويكشف زيف هؤلاء لأنه محفوظ بحفظ الله القائل «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون».
وأضاف عويس أن المسئول عن هذا التحريف هم أعداء الإسلام ومبغضوه ومن يدور فى فلكهم من أصحاب الأهواء والحقد على الإسلام من المتعصبين، مشيرا إلى أن الهدف من التحريف هو الطعن فى أقدس كتاب بالنسبة للمسلمين فهو مصدر قوة الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقا وتربية ومنهج حياة، كما يهدفون أيضا إلى التشكيك وإثارة الشبهات حول القرآن وهو نوع من أنواع الحرب الفكرية ضد المجتمع المسلم.
واللافت للنظر أن أعداء الإسلام ينشرون برامج مجانية لتحميل القرآن الكريم إلكترونيا لسهولة النشر والتداول دون أى قيود، وقال النجار إن طرق العلاج والمواجهة تكون بتوثيق واعتماد المصاحف الإلكترونية بطريقة معينة تمنع التلاعب من المواقع والمغرضين فى ظل سهولة التغيير والعبث بالنصوص القرآنية، كما نصح باستحداث جهة وهيئة رقابية عالمية متخصصة على مستوى عال تقوم بالتوثيق الإلكترونى للنصوص ومراجعة ومتابعة هذه المواقع لكشف التحريف أولا بأول.
وأكد النجار أن حملات التشويه والتحريف هذه دائما تبوء بالفشل لأن القرآن الكريم فى عناية الله تبارك وتعالى، وهو الذى تكفل بحفظه بنفسه سبحانه، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، كما أن طريقة التحريف التى يبغونها ويتبعونها، فهى غالبا تهدف إلى تغيير المعنى المراد كحذف كلمة أو تغيير حرف أو استبداله، وأحيانا تكون طريق التحريف عشوائية، أو بحذف بعض من الصفحات، وهو أمر مكشوف حتى من أصغر الحفظة لكتاب الله عز وجل.
أما الشيخ حمدى قدوسة - الداعية الإسلامى - فقال إن محاولة تحريف نُسخ من المصحف الورقى أو تطبيق إلكترونى كارثة، ونجد القرآن الكريم قد حدثنا من طبعه التحريف فى كثير من الآيات مثل قوله تعالى «أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ» وقوله تعالى «مِنَ الذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَن مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بَأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِى الدِّينِ» وقوله أيضا «وَمِنَ الذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ» وغيرها الكثير.
مضيفا أن هذه دلالة واضحة على أن اليهود لهم الباع الكبير فى هذا الموضوع، فهم أصحاب الخدع والمكر والدهاء وكله مسخر للكيد للإسلام منذ فجر الإسلام، لذلك وجدنا عبد الله بن سبأ اليهودى يدخل الإسلام ليكيد للإسلام واتخذ من التشيع ستارا لأفعاله المقيتة، وذكر عبد الله بن سبأ هنا لنتعرف على الصلة الوثيقة بين اليهود والشيعة التى تنمو كل يوم لا لشيء إلا هدم الدين والقضاء على الإسلام، مشيرا أنه لن تجد نسخة من المصحف الشريف سواء كانت ورقية أو تطبيقا إلكترونيا طالتها يد التحريف إلا ووراءها دار نشر شيعية أو موقع شيعي.
والطامة الكبرى هى انتشار هذه الطبعات فى بلاد كثيرة كسوريا والسعودية واليمن وغيرها من البلاد ذات الأغلبية السنية، وقصد بكل هذا أن الطبعات الورقية والتحريف فيها ممنهج بحرفية ودقة بالغة، فهناك تحريف لفظى كحذف بعض الصفحات خاصة نهايات السور وبداياتها، وتحريف معنوى وذلك كوضع نقطة على حرف غير منقوط أو تغيير شكله مما يغير المعنى بالكلية، ونفس الشيء نجده فى التطبيقات الإلكترونية التى غذت أغلب المواقع لسهولتها فى الاستخدام ووضوحها التام وإمكانياتها الكبيرة، وبنظرة سريعة نجد أن الأمر ممنهج ومدروس ومقصود لخلق جيل سنى يمقت أسلافه لهجومهم على الشيعة، وربما تشيع فيثبتون أن الشيعة هى المنهج الصحيح، وكله فى مصلحة من يريد هدم الإسلام والقضاء عليه، لذلك فالأمر جد خطير ولا يمكن السكوت عنه أو الاستهتار به.
وشدد قدوسة على أنه لا يقول قائل لا تشغل بالك فإن الله حافظ كتابه وهو القائل (إنَا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فأقول إن الله لن ينزل من عليائه ليجمع مصاحف قد حُرفت أو يقضى على تطبيق للقرآن محرف وأنتم خلفاء الله فى الأرض فلزم الوقوف صفا واحدا للحد من هذه الظاهرة أو القضاء عليها.
وأكد قدوسة أنه لا يكون ذلك إلا بوقوف المؤسسات الدينية المنوط بها طباعة المصحف ومراجعته والتصريح بطباعته كمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف ومجمع الملك فهد المعنى بطباعة مصحف المدينة المنورة فتقوم هاتان المؤسستان بطباعة أعداد كبيرة من المصحف تفى باحتياجات المسلمين.
وطالب قدوسة بوضع رقابة صارمة على منافذ استيراد هذه الطبعات من المصحف حتى وإن كانت تحت مسمى تبرعات أو إهداءات فلابد من مراجعتها أولا قبل نزولها الأسواق وتداولها وسط المجتمع. وبالنسبة للتطبيقات الإلكترونية فلابد من إنشاء مواقع موثوقة بإشراف من هاتين المؤسستين ويناط بهذه المواقع نشر التطبيقات الصحيحة ذات الجودة العالية مصحوبة بتطبيقات صوتية للمصحف المعلم فتكون مرجعا للقراءة السليمة ومراجعة للمكتوب منه وكلما خلصت النوايا كلما أتت هذه الأعمال بثمارها المرجوة وكلما كان هناك جهد مبذول كان الله هو المعين وتحقق قول الله عز وجل (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).