الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإخوان والأمريكان وقطر إيد واحدة!

الإخوان والأمريكان وقطر إيد واحدة!
الإخوان والأمريكان وقطر إيد واحدة!




رشاد كامل يكتب:

يوم بعد يوم تتكشف أسرار رهيبة حول دور جماعة الإخوان والأمريكان ومعهما قطر فى محاولة السيطرة على مصر وثورة 25 يناير 2011.
ولن تعرف سر الجنون الإخوانى الأمريكى القطرى من مصر وشعبها إلا إذا عرفت هذه الأسرار وتأملتها بعمق ورؤية دون تشنج أو عصبية.
الأسرار والحكايات الرهيبة والصادمة كشف عنها الدكتور سمير رضوان وزير المالية الاسبق فى أصعب الفترات أثناء ثورة يناير، فى حوار ممتع وبديع للزميلة الصحفية البارعة الأستاذة «رانيا بدوى» «بالمصرى اليوم».
فى حواره المهم يقول: «فى عام 2011 كان الشاغل الرئيسى لنا هو مواجهة المظاهرات والمطالب الفئوية بزيادة الرواتب وغيرها من الأحداث فى ظل فقدان ثقة واضح بين الحكومة والناس فى نفس الوقت الذى كانت تجرى فيه ترتيبات الاستيلاء على الدولة من قبل «الإخوان»!! وليس صحيحًا أن ذلك كان وليد اللحظة والسيولة الأمنية التى حدثت، فقد كان هناك عمل دءوب ومنظم من قبل بعض الجماعات!!! مخطط الإخوان للسيطرة على الدولة بدأ فى عام 2004 وليس بعد الثورة، واشتد فى عام 2006 عندما رفض «مبارك» عملية التبادل التى اقترحتها إسرائيل بأخذ جزء من صحراء النقب فى إسرائيل مقابل أن تصبح رفح وغزة دولة فلسطين، ولا أحد يتحدث ثانية عن القضية الفلسطينية، وكانت «حماس» وافقت على ذلك العرض وكذلك الإخوان الذين كانوا مقتنعين منذ سنوات طويلة بأن هذا هو الحل، وبالطبع رفض «مبارك» ورفض الجيش المصرى حتى مجرد التفكير فى الأمر!!
وكان «يوسف القرضاوى» وهو المرشد الحقيقى للإخوان أصدر كتابًا عن التمكين ذكر فيه إنه «لا يمكن التصادم مع الحكومة فى ذلك الوقت لأنها أقوى من الجماعة ولكن لابد من التغلغل فى جميع أجهزة الدولة رويدًا رويدًا وتأجيل مؤسسات الشرطة والجيش للمرحلة الأخيرة، وهذا ما حدث واستمرت عملية الاستيلاء على مفاصل الدولة من وقتها واهتموا بوزارة الكهرباء والتعليم والمالية وأهمها قطاع الضرائب لأنه منفذ لخدمة أعوانهم وكذلك مصلحة الجمارك، وأذكر عندما فكرت فى تحويل النظام الجمركى إلى النظام الرقمى واجهت تهديدات شديدة وقامت ثورة عارمة وكادوا يغتالون الشاب المخترع لهذا النظام!! وبعد فترة تخلصت من 12 قياديًا فى الوزارة»
ويعترف د.سمير رضوان فى حواره بأنه لمس بنفسه الضغوط الخارجية لتمكين الإخوان ويقول: «كانت هناك أمور كثيرة واضحة لا تحتاج إلى تفسير، فمثلاً كنت فى جولة خارجية لأوروبا حيث زرنا إيطاليا وبريطانيا وفرنسا، وهى الجولة التى جعلتنى متيقنًا أن العالم الخارجى كان يريد تمكين الإخوان من السلطة فى مصر. والجميع يقول نفس الكلام بنفس الطريقة: إن الحكومة فى المنطقة العربية شاخت وغير ديمقراطية ولابد من تغييرها، والبديل ووهم الليبراليون فى حالة ضعف شديد، والقوى الوحيدة التى لها علاقة بالشارع هى قوى الإسلام المعتدل أى الإخوان فى وجهة نظرهم!
وعن الموقف الأمريكى يقول: الأمريكان قالوا للمشير طنطاوى: بصراحة نحن مع الإخوان وعندما كنت أتحدث معهم عن المعونة كان ردهم يجب أن يكون لديكم برلمان وحياة ديمقراطية أولاً، وكانوا يطلبون صراحة مشاركة الإخوان فى الحكم! وكانت تأتى بعثات لتحقيق هذا الغرض وعلى رأسهم «جون ماكين» السيناتور الأمريكى، وهو من أخطر رجال أمريكا وله دور كبير فى إنشاء «داعش» بالمنطقة، وكذلك بعثات برئاسة «مادلين أولبرايت» وزيرة الخارجية السابقة، بخلاف دور السفيرة الأمريكية «آن باترسون» التى نصحت الإخوان بتكوين حزب سياسى وقالت لهم: «إن توزيع الزيت والسكر لن يوصلكم للحكم وإنما تكوين حزب هو الطريق الأقصر لتحقيق حلم السلطة» حيث كانت هناك معارضة داخل الإخوان لفكرة تكوين حزب سياسى!
وعن سياسة قطر فى ذلك الوقت يقول: كنا نعانى من فجوة تمويلية تقدر بعشرة مليارات دولار، ورأينا لو استطعنا الحصول على 5 أو 6 مليارات دولار من الدول الخليجية ونستكمل الباقى من قرض البنك الدولى سيكون الوضع أفضل، لذا قمنا بجولة خليجية ومنها «قطر» وكانت زيارة مهمة لنا حيث علمنا حقيقة مشاعرهم تجاه البلد، فقد كان الرجل القوى الذى يحكم البلد فعليًا هو «حمد بن جاسم» رئيس الوزراء ووزير الخارجية وهو يملك نصف قطر لمن لا يعلم «!» وكنا نتفاوض معه حيث حصلنا على مبلغ مالى كمنحة وآخر وديعة بالبنك المركزى وثالث على سبيل القرض وكانوا يريدون إقراضنا بفائدة 4٪ فى حين يقرضنا البنك الدولى بفائدة 1٪، وعندما علم المشير «طنطاوى» بشروط قطر المجحفة لاقراضنا استشاط غضبًا منهم، وكان وزير ماليتهم يتعامل معنا بطريقة سيئة للغاية، وكأن الفرصة جاءتهم لرؤيتنا فى حالة انكسار «!» وازدادت حالة التوتر بعد واقعة اختيار منصب أمين عام جامعة الدولة العربية، حيث رفضت قطر وبشدة ترشيح مصر للدكتور «مصطفى الفقى» وهددوا بترشيح مرشح قطرى! وبعد مشاورات تم ترشيح الدكتور «نبيل العربى» لهذا المنصب وحدث عليه توافق «!».
تحية للزميلة «رانيا بدوى» على حوارها الممتع، والمؤكد بعد ذلك أن الثلاثى «الإخوان والأمريكان وقطر» مازالوا إيد واحدة ضد مصر.