الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

شيخ الأزهر للغرب: الديمقراطية لا يمكن أن تتحقق بالحروب وصراع الحضارات والفوضى الخلاقة وأنهار الدماء

شيخ الأزهر للغرب: الديمقراطية لا يمكن أن تتحقق بالحروب وصراع الحضارات والفوضى الخلاقة وأنهار الدماء
شيخ الأزهر للغرب: الديمقراطية لا يمكن أن تتحقق بالحروب وصراع الحضارات والفوضى الخلاقة وأنهار الدماء




كتب _صبحى مجاهد

 

أكد الدكتور أحمد الطيب  شيخ الأزهر فى خطابه العالمى إلى الغرب من البرلمان الألمانى أنَّه لا ينتمى إلى أيِّ تيَّار سياسيِّ أو توجه حِزبيِّ، ولا يتبنى أيَّة أيديولوجيَّة من أيديولوجيات اليمين أو اليسَار، أو غيرها من أيديولوجيات العصر، واستطرد قائلا : «لا أسعى إلى ذلك، لا اعتقادًا ولا ترويجاً، وإنَّمَا أنَا مُسْلِم مُحِبّ للبَشريَّة جمعَاء، مهموم بقضايا «السَّلام»، بكل أبعاده الدِّينيَّة والاجتماعيَّة والعَالَميَّة، أبحث عن هذا السَّلام وأتمَنَّاه للنَّاس كل النَّاس، مَهْمَا اختلفت أوطانهم وأجناسهم وقوميَّاتهم، وكيفما كانت أديانهم وعقائدهم ومذاهبهم».
 كما قدم فضيلته  التحية للمستشارة  أنجيلا ميركل باسم الأزهر الشريف، لموقفها الإنسانى النبيل من الرجال والنساء والأطفال الفارِّين من جحيم الحُروب وويلاتها فى الشرق، رغم ما قد تعانيه هذه السيدة الفاضلة من ظروف ضاغطة لم تستطع أن تثنيها عن هذا الموقف الشجاع الذى سيكتبه لها التاريخ بحروفٍ من نُور، لافتا إلى أن الأزهر  أصدر بيانًا شكر فيه المستشارة ميركل على أريحيتها الكريمة تجاه الإسلام والمسلمين حين شاركت سيادتها فى مظاهرات برلين المندِّدة بالإسلاموفوبيا وثبَّتت – فى شجاعة الأبطال – مقولة الرئيس الألمانى الأسبق كرستيان فولف: إن الإسلام جزء من ألمانيا. 
وقال شيخ الأزهر لأعضاء البرلمان الألمانى: «ما جئتكم واعِظًا ولا متغنيا بينكم للإسلام، ولكن جئت أُخاطِب عَدالتكُم فى انصاف هذا الدِّين الذى يستحق منكم أن تدفعوا عنه ما لحق به من ظلم وتهم، يبرؤ منها وينكرها أشد الانكار، بسبب تصرفات قلة من المنتسبين إليه، فهمته فهمًا قبيحًا، وقدمته للناس فى صورة دين دموى يعادى الإنسانية ويدمر الحضارات.
ولفت إلى أنه ليس صحيحًا ما يقــال عن الإسلام من أنه دين قتال أو دين سيف، واوضح أن الجهاد فى الإسلام ليس منحصرًا فى القتال الذى هو رد العدوان، بدليل أن الجهاد الأكبر فى الإسلام هو جهاد النفس والشيطان ونوازع الشر، ويدخل فى مفهوم الجهاد الشرعى كل جهد يبذل من أجل تحقيق مصالح الناس، وفى مقدمتها المجهود الذى يبذل من أجل مقاومة الفقر والجهل والمرض، وإغاثة المحتاج، وخدمة الفقراء والبؤساء ومساعدتهم، والإسلام لا يأمر المسلمين بالجهاد المسلح ولا يحضهم عليه إلا فى حالة رد العدوان، والتصدِّى للحروب التى يشنها عليهم أعداؤهم، فهنا يجب القتال للدفاع، وهذا النوع من الجهاد تقره كل الأديان والأعراف والحضارات.
واشار إلى أنَّ الديمقراطيَّة الَّتى نتطلع لأن ترفرف أعلامها عالية خفاقة فى بلادنا العربيَّة والإسلاميَّة، لَا يمكن أن  تتحقَّق بالحروب وصراع الحضارات والفوضى الخلَّاقة وأنهار الدِّماء وقعقعة السِّلاح، بل بالتبادل الحضارى بيننا وبينكم، والحوار المتكافئ غير المستبد، وبرامج تبادل التعليم والصناعة والتكنولوجيا.
واختتم كلمته قائلا: «إن الأزهر إنما جاء ليمد يده إليكم، وإلى الاتحاد الأوروبى من خلالكم.. من أجل ترسيخ علاقات الإخاء الإنساني، والسَّلام العالَميِّ بين الشَّرق والغَرب بصفة عامَّة وبين الأزهر والمواطنين المُسْلِمين فى أوروبا، الَّذين أتوجَّه إليهم فى ختامى كَلِمَتِى أمام هذا البَرلمَان العَريق بأنْ يمثلوا النموذج الإنسانى الرَّاقى للدِّين الإسلاميِّ ولنبيهم  الَّذى بُعثَ رَحْمَةً للعالَمين جميعًا وليس للمُسْلِمين وحدهم.