السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفوسفور.. وموت المثقف التقليدى

الفوسفور.. وموت المثقف التقليدى
الفوسفور.. وموت المثقف التقليدى




د.حسام عطا يكتب:

فى حواره المنشور بالأهرام الاثنين الماضى 14/3/2016 صرح الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة تصريحا لافتا للنظر عن رأيه فى مدى قدرة المثقف على صناعة الوعى العام، إذ قال كلاما قاطعا عن انتهاء دور ما أسماه المثقف التقليدى فى صناعة الوعى العام، مما يحيلنا إلى سؤال عن ماهية ذلك المثقف التقليدى الذى انتهى دوره، وبما يمكن لى على سبيل التفسير أن أحيل الاصطلاح من المثقف التقليدى للنخبة الثقافية كجزء من تكوين النخب التقليدية فى مصر، لأؤكد صحة وجهة نظره لأن النخبة التقليدية منشغلة بالفعل بحسابات ضيقة مثل التحريض عبر فاتورة السمك الشهيرة المنشورة بمبلغ 14 ألف جنيه، كأنها عشاء للوزير وصحبته، بينما هو أمر بروتوكولى متكرر منذ بداية معرض القاهرة الدولى للكتاب فمع حفل الختام تتم دعوة الناشرين العرب والأجانب والوفود المستضافة لحفل عشاء شرفى دبلوماسى الطابع ومتكرر فى كل الوزارات مثل تلك الظروف، بل يكاد يكون أمرا يوميا فى وزارة الخارجية المصرية، وهى مسألة شديدة الخطورة أن يتم تسريب مثل تلك الصغائر من داخل الوزارة، وهى حادثة تدل على وجود عدد من جماعات الضغط الثقافى الساعية للمناصب العليا بالوزارة، والتى تمارس التآمر البيروقراطى اليومى، وتعرف كيفية استفزاز مشاعر الجماهير التى تعيش أوضاعا صعبة فى مصـــــــــر.
ما يجب أن يعترف به الوزير أيضا أن مؤسسات الوزارة تعانى من شخصنة وفساد قديم جوهره عدم قدرة معظمها على التواصل مع الجمهور مما يجعلها عاجزة إلا قليلا عن إتاحة الفرص للمثقف التقليدى الذى لا يعرف إلا مؤسساتها تقريبا كطريق للتواصل مع الجمهور العام.
ولذلك فأتصور أنه وفى ظروف معاصرة موضوعية وبقراءة دقيقة لتاريخ مصر الحديث أن دور الدولة ممثلا فى وزارة الثقافة والإعلام ضرورة قصوى لاستعادة المثقف التقليدى، لأنه هو القادر على تدعيم الفنون والإنتاج الثقافى الجيد الساعى لتنوير و تبصير الوعى العام، لأن إهمال دور النخب التقليدية فى مصر وعدم تمكينها هو بمثابة إطلاق خطر للروح الشعبوية فى صناعة الوعى العام فى مصر.  
لأن ترك ثقافة الهامش ذات المصدر العشوائى الطازج الممزوج بالقدرة على إدماج التكنولوجيا، كوسيلة نشطة لتشكيل الوجدان والرأى فى مصر هو البديل الصعب بعد إعلان وفاة المثقف التقليدى.