الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

استعد لتخرج الدفعة الثالثة بعرض غنائى استعراضى كبير!

استعد لتخرج الدفعة الثالثة بعرض غنائى استعراضى كبير!
استعد لتخرج الدفعة الثالثة بعرض غنائى استعراضى كبير!




حوار- هند سلامة

حالة من الوهج والنشاط الفني، يعيشها حاليا المخرج المسرحى خالد جلال، فبرغم زحام عمله الإدارى اليومى، فى قطاع الإنتاج الثقافى، إلا أنه يستعد حاليا، لضخ دماء جديدة، بالحركة الفنية، من خلال عرض تخرج الدفعة الثالثة، لورشة التمثيل بمركز الإبداع، كما يستعد لأكثر، من مشروع مسرحى جديد، مثل «أهلا رمضان» للفنان محمد رمضان، والذى يشهد، عودة مسرح القطاع الخاص بعد غياب طويل، وعن ذلك والمزيد حدثنا خالد جلال، فى هذا الحوار:
 العرض المقبل، هو عرض تخرج الدفعة الثالثة، من قسم التمثيل بمركز الإبداع، وهو نتاج مادة الارتجال والتمثيل، وكنا قد قدمنا فى الدفعة الأولى، «هبوط اضطراري»، وبعده فى الدفعة الثانية كان «قهوة سادة»، وهذه العروض عبارة، عن ارتجالات كوميدية، تنتقد الأوضاع الاجتماعية والسياسية فى مصر، وكذلك سيكون العرض الحالى، لكنه مفاجأة جديدة، فى التكنيك، لأننا نقدم هذه الإسكشتات، فى قالب غنائى كوميدى راقص، ومن قام بالتلحين والإعداد الموسيقى، والكتابة الغنائية للأشعار، وتصميم الحركة، هم الطلبة أنفسهم، وهم شريف عبد المنعم، أحمد طارق يحيى، وأحمد كيكا، ومصمما الاستعراضات ثائر الصيرفى، وآلاء صلاح.
■ هل وجدت صعوبة فى تقديم هذا النوع من المسرح؟
- هو الأصعب لأنه ارتجال غنائى، وهناك جزء ملحن بالكامل من الشباب، وجزء آخر من كلاسيكيات السينما العالمية، تم عمل إعداد موسيقى له، بإعادة كتابة كلمات جديدة عليه، وأتمنى أن تكون تجربة ممتعة ومثمرة، تليق بالفترة الطويلة، التى قضاها الطلبة للدراسة بالورشة.
■ هل نجاح «قهوة سادة» و«بعد الليل»، فرض عليك اللجوء لهذا الخيار الأصعب؟
- إطلاقا لأن هذا العرض سيحتوى أيضا، على مشاهد تتناول قضايا اجتماعية، لكن بتكنيك مختلف، ومن أجمل الجمل التى قيلت عن عروض ورش مركز الإبداع، على اختلافها، قالها مهندس الديكور السينمائى فوزى العوامرى، أنه من خلال «هبوط اضطراري» ثم «قهوة سادة»، وأخيرا «بعد الليل»، يستطيع المشاهد أن يرى تاريخ مصر، خلال العشر سنوات الماضية، بعيون شبابها المبدعين، وبالتالى هى رصد متتالى للأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية خلال هذه السنوات، وفى 2016 أكمل هذه المسيرة، بهذا العرض الغنائى فى نفس الاتجاه، وهو رصد نظيف، لأننى أرى أن الكوميديا الخالية من التشفى، هى أجمل أنواع الكوميديا.
■ هذا العام أيضا سيشهد عودة قوية لمسرح القطاع الخاص على يديك ماذا تتوقع لهذه التجربة؟
- أعتقد أنه مؤخرا، سواء على مستوى التليفزيون أو القطاع العام، بدأ الجمهور يضع على أجندته، فكرة متابعة المسرح، والنزول إلى قاعة العرض، وأكبر دليل على ذلك، العروض التى يحرص الجمهور على الذهاب إليها، مثل عروض أشرف عبد الباقى، وغيره، كما حدثت طفرة جماهيرية، فى عروض البيت الفنى، التى كان بها نجوم أو حتى عروض الشباب، كان يذهب لها الجمهور وبقوة، مثل «روح»، «جميلة»، «شى كايرو» «ظل الحمار»، «الفنار»، و«الحلال»، وفى الوقت نفسه تابع الجمهور عروض النجوم سامح حسين، وأحمد بدير، ويحيى الفخرانى وآخرين، وكذلك كان هناك جماهير بعروض، الفرق المستقلة، التى قدمت عروضها بمسرح الهوسابير، وساقية الصاوى، فالناس أصبح لديها فكرة الرجوع للمسرح، وهذه حالة من المتعة كان يفتقدها الجمهور الفترة الماضية، بسبب سيطرة الفضائيات عليه، فحدثت حالة من التمرد الجماهيرى، على فكرة ربطه بالمنزل، وقرر النزول إلى قاعات المسارح، لرؤية أعمال حية، حقيقية، وانسانية.
■ وماذا عن تجربتك مع محمد رمضان؟
- تجربة محمد رمضان، اعتبرها عودة قوية لمسرح القطاع الخاص، بمفهومه الاستعراضى الكوميدى الضخم، ومنتج العرض عماد زيادة متحمس جدا للتجربة، وتعاقد مع وليد صبرى، وأجر منه مسرح الزعيم، الذى كان يعرض عليه الأسطورة عادل إمام، و «احنا بنتبارك» بروح هذا المكان، الذى كانت عليه مسرحية بودى جارد، واستمرت سنوات طويلة، العرض ديكور عمرو عبد الله، وأزياء مروة عودة، وموسيقى عمرو مصطفى واستعراضات عاطف عوض، وتأليف وليد يوسف.
■ هل حرصت على تغيير جلد محمد رمضان على المسرح؟
- محمد رمضان، يسعى دائما للتغيير، فبعد أفلامه الأولى انتقل من شخصية عبده موتة وقلب الأسد، وقدم فى شد أجزاء دور ضابط الشرطة، ثم ارهابيا فى فيلمه الجديد، وهو يعشق الكوميديا، واكتشفت فيه خفة ظل شديدة، أثناء البروفات، فهو دائما متحمس للجديد، وأصبح لديه شعبية طاغية، وهو شاب قابل للتحدى، وسيكون عرضا مختلفا، على طريقة عروض برودواى، وله رسالة كبيرة، ولا يحمل أى نوع من الإسفاف.
■ كيف ترى تجربة مسرح الفضائيات التى انتشرت كثيرا خلال هذه الفترة؟
- أشرف عبد الباقى، له فضل فى عودة مسرح الفضائيات، والمشروع نجح نجاحا كبيرا، ونجاحه أيضا كان بمشاركة طلبة مركز الإبداع الفنى، وهذه نقطة مهمة يجب الإشارة إليها، سواء من خلال مسرح مصر أو تياترو مصر، وهذه البرامج عادة تصارع الإعلانات، فهى تقدم ضحكا من أجل الضحك، وأنا لا أعترض على هذا النوع، لأنه أحد أنواع المسرح، ولابد أن نحترمه طالما ليس به أى اسفاف، فكما توجد أنواع للمسرح مثل الغنائى، أو التجريبى، الذى قد يراه البعض متعاليا، على أذهان الناس، إلى جانب المسرح القومى، الذى يقدم مسرحيات رصينة، هكذا تكون المائدة زاخرة بالمتفرجين، ولابد أن نقدم لهم أصنافا متعددة، تناسب أذواق الجميع، سواء صاحب الثقافة العالية أو الجمهور العادى، لأنه ليس هناك منطق، أن نطالب سيدات البيوت بمشاهدة مسرحية تجريبية!!
■ لكن البعض يرى أنها أعمال خالية من المضمون؟
- حتى هذا النوع موجود، وكانت هناك أعمال مسرحية قديمة، تطرح فى نهاية العرض، فكرة بسيطة للغاية، مثل أعمال بديع خيرى، ونجيب الريحانى، لذلك ليس بالضرورة، أن تمتلئ المسرحية بآلاف المضامين، حتى تنال إعجاب الناس، لكن المهم أن يتم تقديم هذه الأعمال بحرفة عالية، حتى ولو كان الهدف منها الضحك، لأن هناك جزءا من الفن، له علاقة بالتسلية، وهذا جزء يجب ألا نغفله.
■ لكن ألم تر أن هذه العروض نجحت بسبب نجومية أشرف عبد الباقى؟
- أشرف عبد الباقى صنع شعبيته، بمهارة مجموعة العمل، الموجودة معه مثل على ربيع، وأسس، واسراء، وويزو، وكريم عفيفى، وهم خريجو المركز، لأن كل هؤلاء مدربين بمهارة عالية، على فكرة الارتجال، فهم مهارين مثل لاعبى كرة القدم «الشراب»، فهذا اللاعب يكون مهاريا جدا، وإذا دخل فرقة كبيرة، يصبح من أهم نجومها.
■ إذن ما الجديد الذى سيقدمه خالد جلال فى تجربته المسرحية مع المنتج جمال العدل؟
- تجربة جمال العدل مختلفة، ولن تكون شبيه بما يقدم على الفضائيات، وسبق وأن عرضت علىَّ، معظم هذه المشاريع لإخراجها، لكننى رفضت، لأننى لا استطيع تقديم مسرحية اسبوعية، ولا اسطيع تقديم مسرحيات قصيرة، وعلى سبيل المثال «قهوة سادة»، استغرقت فى إخراجها تسعة أشهر، و«بعد الليل» استغرقت عاما كاملا، فلا يمكن التقيد، بشرط يلزمنى بإنهاء منتج فنى جيد بهذه السرعة، فمن المستحيل أن اربط إبداعى بخطة المنتج التليفزيونية، لكن ما لفت نظرى مع جمال العدل، أن المسرحيات بينها فترات زمنية منطقية، فبين كل عمل وآخر أكثر من شهر، وكل عرض به، نجم كبير، وهذا يجعلنى مطمئن للغاية، وجمال رجل يخشى على اسمه، لأنه منتج كبير وكذلك النجم، وبالتالى هذه العوامل تجعلنى ضامنا نجاح التجربة، وسنقدم عشر مسرحيات على مدار سنة، والميزة الرائعة، أنه لا يستجعل على الإنتاج، حتى يكون متأكدا من جودة العمل الفنية.
■ كنت فى زيارة مؤخرا لدولة الصين بمصاحبة فرقة رضا حدثنا أكثر عن هذه الرحلة؟
- اعتبرها من أمتع الرحلات، التى قمت بها، فبمجرد انطلاق الاستعدادات للاحتفال، بعام مصر الصين، منذ حضور رئيس جمهورية الصين الشعبية، إلى مصر ومقابلته مع الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الأقصر، بدأت رحلة الاحتفالات المصرية الصينية، وكانت هناك خطة، لتقديم عرض لتمثيل مصر، فى بكين وجوانزو، وكان مقترح اللجنة الفنية، أن نختار فرقة فلوكلورية، تقدم رؤية مختلفة، فى إطار جديد للتراث المصرى، وكلفنى بذلك وزير الثقافة حلمى النمنم، ووقع اختيار اللجنة على فرقة رضا، لأنها أعظم فرقة حفظت تراث مصر، وتقاليدها وعاداتها عبر الرقصات، التى أبدعها محمود رضا، وهذا الرجل أعتقد أنه من أهم الناس، فى الفن الاستعراضى، على مستوى العالم، وهو من الفلاسفة الذين حفظوا لبلادهم تراثها، لذلك اتمسك بضرورة أن يكون تراث محمود رضا، مثل العمل المتحفى، الذى تتناقله كل الأجيال، لأن هذه الأشياء جمعها، هذا الرجل من أقاصى الصعيد، والواحات، والسلوم، ومرسى مطروح، وسوهاج، وقنا، ورغم أن كل هذه المحافظات، أحوالها تبدلت اليوم، إلا أن محمود رضا بعبقريته الفذة، حفظ لنا، كيف كان يلبس ويتصرف أصحاب هذه المحافظات، ومصر مدينة له بالكثير، فى حفظ تراثها، لذلك فكرت أن يكون العرض بالرقصات، التى أبدعها رضا وفى نفس الوقت، يقام حولها فيلم تسجيلى يشرح للناس، معنى كل رقصة وكيفيفة جمعها وتصميمها، ومن ابدعها معه موسيقىا، فقمنا بعمل اسكربت كامل، عن الفرقة منذ بدايتها،، وكيف ابدع محمود رضا، هذه الأعمال مع أخوه على رضا وفريدة فهمى، وعلى اسماعيل، وكيف تحركوا فى الأقاليم، وكيف جمعوا هذه المادة العظيمة، وقاموا بتحويلها إلى رقصات متنوعة، وحافظوا على المهن والألعاب، مثل بائع العرق سوس، حوله إلى لوحة استعراضية رائعة، والعاب البنات فى الشارع، وهذا حفظ لنا، أشياء تراثية كثيرة، كان من الممكن طمسها، مع الزمن واختفائها، وبالفعل وضعت صورا كثيرة، ومقاطع من أفلامه وكتبنا اسكربت يشرح عظمة هذا الفنان، وتخلل هذا الإسكربت رقصاته، وتمت ترجمته باللغة الصينية فى مصر، ثم سجلت قصة كل رقصة، باللغة الصينية، وحدثت حالة من الإبهار للناس، عندما رأوا الرقصات، خاصة بعد ما علموا تاريخها، وقام المهندس محمد الغرباوى، بتصميم ديكور العرض، الذى جمع بين الحضارة المصرية والفرعونية، ثم وضعنا على شاشة ضخمة عرضها 10 أمتار، فى ارتفاع خمسة متر الفيلم التسجيلى، الذى تخللته رقصات محمود رضا، أشرف عليه الدكتور أحمد عواض، رئيس المركز القومى للسينما، بالتعاون مع وحدة الفيديو تك، فى صندوق التنمية الثقافية، برئاسة الدكتورة نيفين الكيلانى، وعملنا جميعا كفريق، كما صمم له الإضاءة خصيصا المهندس ياسر شعلان، وبعد دبلجة الفيلم بالصينية، وتحقيقه لهذا النجاح، كان هناك مقترح، أن يظل هذا الفيلم، يتبعهم فى أى بلد يسافر بها الفريق، ويتم دبلجته بلغة الدولة، ففكرنا فى ضرورة ترجمته، بالفرنسية والإنجليزية ولغات أخرى، لأنه يجب أن يعرف العالم، أن مبدع هذه الرقصات، هو محمود رضا لأن هذا الرجل، بالنسبة لنا، مثل أم كلثوم، ونجيب الريحانى، وفؤاد المهندس، والرعيل الأول من الفنانين، الذين يستحقون أن تقام لهم تماثيل، فى كل مكان.
■ أين كانت عروض الفريق هناك؟
- قدمت فرقة رضا أربعة عروض، عرضين فى بكين، أحدهم داخل أوبرا بكين، والأخر فى مؤسسة كبيرة، فى الصين، كانت بتحتفل بالمرأة، وعرضين فى مدينة جوانزو، وهو مسرح رائع، يتسع لأكثر من 2200 كرسى، مجهز تجهيزات فائقة الجودة، كان هناك اهتمام رائع، من سفير جمهورية مصر العربية، تعاونت السفارة معنا بشكل كبير، وذللوا لنا كل الصعوبات، ومروة عودة، قامت بتصميم أزياء جديدة، للفريق بالكامل، من أجل هذه الرحلة، كما أنهم ارتدوا زيا موحدا، وهو ما منحهم شعورا بروح الفريق، ولابد أن يطبق هذا النمط، مع كل الفرق التى تمثل مصر بالخارج.
■ هل كانت هناك أى رحلات سياحية للفريق بالصين؟
- صعدنا سور الصين العظيم، وفكرت فى رصد حركة الفرقة، فى كل مكان بالعالم، فأخذوا معهم ملابس الرقصة الصعيدية، وصعدوا بها، لالتقاط صورة تذكارية بسور الصين العظيم، برغم أن الجو وقتها كان شديد البرودة، لكننى حرصت على التقاط هذه الصورة، ومن المقرر أن يكون هذا التقليد، ضمن برنامج الفريق، فى رحلاته حول العالم، لالتقاط الصور التذكارية لأنهم خير ممثل لمصر بالخارج، وحتى نرصد حركتهم فوق كل آثار العالم.