الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

المياه الملوثة تدمر صحة «القيناوية»

المياه الملوثة تدمر  صحة «القيناوية»
المياه الملوثة تدمر صحة «القيناوية»




قنا - حسن الكومى


تحولت أزمة انقطاع مياه الشرب وندرتها إلى كابوس يهاجم أهالى قرى ومراكز محافظة قنا ليل نهار، حيث حولت تلك الظاهرة حياة المواطنين إلى مأساة بسبب الانقطاع الدائم للمياه وتلوثها، حتى أصبح العطش ثمة غالبة على معظم القرى، الأمر الذى عزز انتشار تجار المياه بكثير من القرى، فضلا عن انتشار الأمراض المعدية والخطيرة بين المواطنين بسبب اعتمادهم على مياه الآبار الارتوازية غير الصالحة للشرب وسوء حالة مرشحات المياه القائمة.
وتعتبر قرى مركز أبوتشت شمال المحافظة من القرى الأكثر ضررا من انقطاع مياه الشرب وانعدامها، حيث ظل أهالى قرى المركز طيلة السنوات الماضية يحلمون بتشغيل محطة مياه «النجمة والحمران» التى تم تنفيذها منذ 5 سنوات على مساحة 6 أفدنة بقدرة 600 لتر كل ثانية لخدمة قرى المركز بتكلفة 310 ملايين جنيه.
وكانت المفاجأة عند بدء التشغيل الجزئى للمحطة فى أغسطسس الماضى لـ7 قرى هى «بنى برزه - شرق سمهود - الشمارات - المحارزة - النجمة - الحمران - الجزيرة - الرزق» وصول المياه من المحطة الجديدة وبها نسبة عالية من العكارة ما أدى إلى تنظيمهم وقفة احتجاجية، وتم وقف تشغيل المحطة على أثرها.
يقول عصام عبدالستار، موظف، إنهم انتظروا تشغيل مرشح مياه النجمة والحمران طويلا، آملين انتهاء أزمة نقص مياه الشرب المزمنة فى المركز وقراه، منوها إلى أنه من الواضح أنه كتب على قرى بلاد المال والشقيفى والقلعية والحسينات أن تعيش على مياه الآبار الارتوازية بسبب وجود مشكلة فى وصول مياه الشرب من محطة النجمة والحمران لتلك القرى، وهى وجود خط سكة حديد يفصل قرى الغرب عن قرى الشرق ما يعيق مرور خط المياه.
ويشير جمال فريد، عضو الحز ب الناصرى، إلى أنهم تقدموا بشكاوى عدة للمسئولين بشركة المياه التى وعدتهم بحل المشكلة فى القريب العاجل لكن لم يحدث شىء والمعاناة مستمرة، مطالبا بضرورة توصيل مياه الشرب لجميع قرى المركز لرحمتهم من تلك المياه الملوثة التى تنخر أجسادهم وتصيبهم بالأمراض المعدية بسبب تغير لونها وترسب المود الرملية بها.
ومن مركز أبوتشت إلى مركز دشنا الحال لم يختلف كثيرا، حيث إن قرى أبودياب شرق وغرب والشيخ على تشكو أيضا غياب المياه، حيث إن المياه ضيف عزيز فى منازلهم، علاوة على أنهم يعيشون حياة صعبة بسبب انقطاعها الدائم، بل ويقطعون مسافات طويلة من أجل الحصول على مياه نقية من القرى المجاورة لهم..ويقول ممدوح عدلى، بن قرية الشيخ على: «محتاجين نشرب مياه نظيفة، فالنساء والأطفال والرجال بالقرية يستيقظون فى الصباح الباكر من أجل الحصول على جركن مياه لقضاء حوائجهم مقابل 2جنيه وأحيانا تصل لأكثر من ذلك، مشيرا إلى أن الحياة والعيش فى تلك القرية أصبح صعب للغاية بسبب عدم توافر مياه شرب، إلى جانب عدم تمكنهم من قضاء حوائجهم.
إلى ذلك يعانى قريتى الحجيرات والعديسية غياب كوب ماء نظيف، حيث يعد رحلة عذاب، خاصة بعد استئجار سيارة ربع نقل لتحمل مجموعة من جراكن المياه يتم تعبئتها من المساجد الكبيرة بمدينة قنا ليلا ونهارا، ويتم بيعها للأهالى من أجل قضاء أغراضهم المنزلية، بسبب سوء حالة المياه بالقرية واختلاطها بمياه الصرف.
وعلى بعد 60 كيلو مترا شمال مدينة قنا يتخذ أهالى قرية الحج سلام بمركز فرشوط الطلمبات الحبشية والآبار الارتوازية مصدرا للمياه، الأمر الذى عكس بدوره ارتفاع نسبة الإصابة بمرض الفشل الكلوى بالقرية بسبب سوء المياه وتلوثها..وفى مركز نجع حمادى كثيرا ما تسبب الانقطاع الدائم للمياه فى أزمة كبيرة بالمستشفيات، حيث تسبب انقطاع المياه عن مستشفى نجع حمادى العام فى توقف وحدة الغسيل الكلوى لمرضى الكلى الصناعى، واضطرت إدارة المستشفى إلى الاستعانة بسيارات الإطفاء لنقل أطنان من المياه إلى المستشفى لمواجهة الأزمة.
أما فى مدينة قنا التى تعد العاصمة لا يكاد يخلو شارع من كسر فى ماسورة مياه أو عطل مفاجئ بسبب تهالك شبكات الصرف بالمدينة وليس هناك أغرب من واقعة انقطاع مياه الشرب عن استراحة اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا والمنطقة المحيطة بها وذلك بسبب كسر فى خط المياه بقطر 4 بوصة.
وهى نفس المشكلة التى شهدتها المنطقة المحطة بمدينة قنا، حيث تنقطع المياه فى كثير من الأحيان بالأسبوع بسبب كسر فى ماسورة المياه الرئيسية المغذية للمدينة التى لم تتمكن شركة المياه والصرف الصحى من إصلاحها كاملة.
ويلفت سيف الشيخ، تاجر، إلى أنه بعد حدوث كسر فى ماسورة المياه استمر انقطاعها فى 40 منزلا بمنطقتى الفاوى والقللى بجوار المحطة، وأرسلوا شكاوى لجميع المسئولين بشركة المياه والمحافظة ومجلس المدينة لكى يتم إصلاح العطل، منوها إلى أن سبب الكسر تهالك المواسير بالمنطقة، وعند إصلاح جزء يحدث تسريب فى جزء آخر لذلك يجب تغيير المواسير بالكامل حتى يتم توصيل المياه للمنازل..من جانبه قال اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، إن المحافظة وضعت خطة لتطوير البنية التحتية ورفع كفاءة مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى من أجل تحقيق حياة كريمة للمواطن القنائى فى شتى أرجاء المحافظة..ولفت محافظ قنا إلى أن أعمال الإحلال والتجديد بخطىّ طرد محطة رفع صرف صحى مدينة العمال بشارع الرياح تكلف 10 ملايين و500 ألف جنيه، مشيرا إلى أنه سوف يتم الانتهاء من المرحلة الأولى بطول 450م خلال الفترة المقبلة، تمهيدا للبدء فى المرحلتين الثانية والثالثة المقرر انتهائهما فى يونيو المقبل، لافتا إلى أن الهبوط الأرضى الذى وقع بجوار مجمع المحاكم بمدينة قنا عملية إصلاحه تكلفت 450 ألف جنيه.