الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأم والحب والذكرى

الأم والحب والذكرى
الأم والحب والذكرى




مديحة عزت تكتب:

هذه الأبيات لشاعر الشباب أحمد رامى إلى أمى وأم الصحافة فاطمة اليوسف «روزاليوسف» وكل أم:
يا ملاك الحب يا روح السلام
طالع السعد على وجهك لاحا
طاب لى بين ذراعيك المنام
وعلى نجواك شاهدت الصباحا
أنت لى أوفى حبيب من بعيد
 وقريب أنت أمى
من يواسينى إذا عز معينى قلب أمى
من يناجينى إذا طال حنينى ضعف أمى
كنت فى روضك غصنا فسقانى
عطفك الفياض بالكف الندية
فإذا أينع فى ظل الحنان
فهو منى لك يا أمى هدية
إليكم فى جنة الخلد بإذن الله يا أمى الحبيبة ويا أستاذتى الغالية أستاذة الصحافة فاطمة اليوسف وأختى الغالية هيام وكل أم فى صحبتهم فى رحاب الله خالص الدعاء لهن بالرحمة والغفران بإذن الله.. وبعد.
نرجع للمناسبة وهى فكرة أو «بدعة» عيد الأم كما كانت تطلق عليه - أستاذتنا «بنت الشاطئ» عائشة عبد الرحمن.. وكنت أوافقها هذا الرأى منذ أعلنه ومهد له أستاذنا الصحفى الكبير على أمين حتى قبل أن أصبح بلا أم لقد قلت وما زلت أقول إنها بدعة مستوردة من الغرب وأزيد عليها بمعلومات غابت عن كثيرين من أهل العلم والمعرفة أن للأم ثلاثة أعياد دينية.. فعيد الأم يحتفل به المسلمون يوم وقفة عرفات بالسعى بين الصفا والمروة سبع مرات كما فعلت السيدة «هاجر» أم سيدنا إسماعيل عليه السلام.. ويصوم المسيحيون للعذراء «مريم» أم سيدنا عيسى عليه السلام. واليهود لهم صيام لأم سيدنا موسى عليه السلام اعترافا بتضحيتها موسى كليم الله رب العزة جل جلاله.
باختصار.. لقد كرمت الأديان الأم بلا تجارة ولا دعاية ولا هدايا وكل ما حدث بعد ذلك أن العيد عيد الأم أصبح عيدا تجاريا وأصبحت الأم مادة للدعاية والإعلان عن البضائع وأصبحنا نحتفل بعيد الأم منبع الحب والعاطفة والحنان والعطف ومعه ننسى حياتنا وحبنا للغير ننسى العطف على اليتامى المحرومين من الأم.. نفس عطفنا على العاقر التى حرمتها الطبيعة من الذرية.. ننسى العوانس اللاتى حرمن من الزواج وننسى أم الشهيد الذى استشهد ولدها فى ميدان الشرف.. خاصة فى ظرف مصر اليوم وما يحدث فى أيامنا من أحداث وحوادث فى حربها مع جماعة المخربين المسلمين سابقا.
ونستعد لاستقبال عهد جديد وزمن نتمنى أن يكون زمنا سعيدا آمنا.. زمن علم.. زمن إنتاج.. زمن النصر والانتصار على كل معتد على أرض مصر وتاريخ مصر بإذن الله.
وبعد.. وبمناسبة ذكرى ميلاد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذى كان رحمه الله يقول لنا دائما كيف يحتفل بعيد يكبره سنة وكان رحمه الله يقدس الصداقة ويحترم العشرة وكان رحمه الله عودنى على أنه يصبح على كل يوم كان صباحه يبدأ بكل يوم وأنت بخير وكل ساعة وأنت بخير وكل دقيقة وأنت بخير.. رحمه الله.
ومرت الذكريات، فقد كانت أستاذة الصحافة أستاذتنا فاطمة اليوسف فى بداية الثورة تقيم حفلا فى دار «روزاليوسف» وكان مطرب الحفل محمد عبد الوهاب كل عام وهو فى قمة مجده وكان أول لقاء لموسيقار مصر مع رجال الثورة بداية من محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات وجميع رجال الثورة فى هذه الحفلات، وعن تاريخ ميلاد عبدالوهاب تذكرت أن سيدة الصحافة فاطمة اليوسف كان عندها تواريخ ميلاد محمد عبد الوهاب «1903» وكان أمير الشعراء أحمد شوقى استخرج له جواز السفر أنه من مواليد «1910» هذا وقد ظل موسيقار مصر محمد عبد الوهاب لا يعترف بالسن حتى إنه قدم أغنية «من غير ليه» وعمره «88 سنة» رحمه الله.. كان صديقا عزيزا.
وبعد.. هذه تحية خاصة لذكرى أستاذنا عباس محمود العقاد الذى تمر على رحيله الذكرى الثانية والخمسون «52» هذه الأيام والذى أذكره دائما كلما مررت أمام مكتبة «الأنجلو» التى كنت دائما التقى به فيها وأتذكر حديثى معه فى «روزاليوسف» الذى نشر على ثلاثة أسابيع وكان العنوان «العقاد يشتم كل الناس» وكان الرد عليه «كل الناس ترد على العقاد» وكان أولهم أستاذنا إحسان عبدالقدوس وأنيس منصور وأحمد بهاء الدين ومصطفى محمود وموسى صبرى وجاذبية صدقى.. أما يوسف السباعى فقد شكره لأن العقاد أطلق عليه «رب السيف والقلم».
رحم الله الجميع وغفر لهم وكل من معهم فى رحاب الله من الأهل والحبايب والزملاء.. بقدر عطائهم ووطنيتهم فى حياتهم ومن تراثهم وما بقى منهم من رقى العطاء.
وأخيرا.. هذه الكلمة أقدمها بكل الحب والاحترام لروح الرجل العظيم «بابا شنودة» فى الأمجاد السماوية.
إلى روح البابا شنودة فى الأمجاد السماوية.. البابا شنودة الذى كان رمزا للسلام مؤكدا قول السيد المسيح عليه السلام «الله محبة».. لقد كان البابا شنودة رجل المحبة والسلام والوطنية المحققة لوأد أى فتنة طائفية ليُعلم ويُعلن بتصرفاته وأحاديثه أن المسيح عليه السلام هو المثال الأعلى الذى تركه وأعطاه هو الحب الذى لا يعرف الكراهية.. هو السلام الذى لا يعرف القلق هو الخلاص الذى لا يعرف التهلكة.. المسيح هو الحب.. هو الحق السلام الخير والجمال.
قداسة البابا شنودة مثلث الرحمات الذى عرفته قبل أن يصبح بطريرك القداسة أثناء اكتشافى جماعة «شهود يهوه» وأخذت برأيه بعد أن أجريت حديثى مع البابا «كيرلس» الذى كان أيامها بطريرك الكرازة.. وكانت النتيجة القبض على جماعة «شهود يهوه» واستمرت علاقتى به وكنت التقى به فى «دير وادى النطرون» عندما كنت أقدم برنامجا تليفزيونيا قدمت فيه جميع كنائس مصر بداية من الإسكندرية حتى آخر الصعيد وجميع مساجد مصر أيضا بداية من القاهرة حتى آخر بحرى وصعيدى.. يا خسارة كانت أيام.. كانت تقدم بعض الحلقات على الهواء صور الجوامع عند إذاعة أذان الصلوات وصور الكنائس أيام الآحاد.
إلى روح البابا شنودة نياحا فى الأمجاد السماوية يا بابا المحبة والسلام والذى كنت رمزا للسلام ومؤكدا قول المسيح عليه السلام الله محبة.. لقد كان رجل المحبة والوطنية والسلام..
ومن قلبى إلى أصحابى أصدقائى وأحباب العمر من الأقباط تعيشوا وتفتكروا.. والله محبة والمجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة!
وإليكم الحب كله وتصبحون على حب