الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى دورته الـ21 سمبوزيوم أسوان الدولى للنحت .. عالم «التجريد»

فى دورته الـ21 سمبوزيوم أسوان الدولى للنحت .. عالم «التجريد»
فى دورته الـ21 سمبوزيوم أسوان الدولى للنحت .. عالم «التجريد»




كتبت - سوزى شكرى


يدل استمرار الفعاليات الفنية المؤثرة فى المشهد الفنى فى ظل تغيرات مستمرة فى قيادات وزارة الثقافة على وعى القيادات الجديدة بقيمة وقدر الفن المصرى المتجدد فى إبداعاته، والمتفرد فى حضاراته، وفى التواصل مع العالم من خلال «لغة الفن»، وهى لغة لا تحتاج إلى ترجمة يدركها المتلقى دون وسيط، ورغم انخفاض ميزانية صندوق التنمية الثقافية بسبب دعم الصندوق للعديد من المشروعات الثقافية المهمة فى مختلف المحافظات وفى قطاعات وزارة الثقافة، إلا أن الإصرار على استكمال مسيرة الفعاليات المؤثرة يعد إنجازاً ملموساً، وهذا ما قدمته الدكتورة نيفين الكيلانى رئيس صندوق التنمية الثقافية، فمنذ اليوم الأول لتوليها القيادة تحملت على عاتقها مسئولية استمرار الفعاليات وطرحت العديد من الأفكار لتدخل نطاق التنفيذ إيمانا منها بأنه لا تحضر ولا نهضة لأمة دون القوة الناعمة المتمثلة فى فنها وثقافتها.
تحت رعاية صندوق التنمية الثقافية اختتم أهم نشاط فنى فى الحركة الفنية لفن نحت الجرانيت والذى استمر 45 يوماً بمحافظة أسوان، من خلال « سمبوزيوم أسوان الدولى لنحت الجرانيت والذى احدث صدى دوليًا وعالميًا، والذى أسسه منذ عام 1996 الفنان القدير آدم حنين أو «عم آدم» كما يطلق عليه تلاميذه من النحاتين والذى اشتهر بعبارته «النحت فن الحياة «، وأشار «حنين» إلى أن الأجيال الجديدة لديها مهارة فكرية ورؤية معاصرة ميزتهم عن نحاتى العالم، أن النحت خرج من عباءته المعتادة من زملاء سابقين، وفخورا بإنتاج كل دورة»، وبهذه الدورة الـ 21 يكون السمبوزيوم قد دخل عقده الثالث وقد تحقق الحلم القومى والمشروع الحداثى غير المسبوق وهو «المتحف المفتوح» الذى افتتح فى العام الماضى المقام على مساحة 33 فداناً فى منطقة الشلال بمحافظة أسوان حيث بدأ العمل فيه منذ عام 2010، يضم المتحف حوالى 184 عملاً نحتيا هى نتاج الدورات العشرين السابقة، قام بتنفيذها أهم نحاتى العالم، وسوف يضاف منتج هذه الدورة للمتحف، بالإضافة إلى أنه تمت إعارة70 عملا نحتياً من أعمال السمبوزيوم للارتقاء بالذوق الفنى لتجميل الميادين والمواقع فى معظم المحافظات منها الجيزة والإسكندرية والقاهرة وحديقة الأزهر والأقصر والمنيا ومرسى مطروح.
وقد أعلن وزير الثقافة الكاتب حلمى النمنم أثناء حضوره حفل الختام: «إن حضارة الأجداد تفيض بالعطاء وتساهم فى تطور فكر الأحفاد، ومنتج الدورات جميعها يشهد على عطاء وثراء الحضارة، واختيار المصرى القديم لأصعب خامة وهى الجرانيت لتسجيل حضارته وتوثيق تاريخه بالحفر لتصبح حضارة خالدة، وسوف يتم وضع  المتحف المفتوح على الخريطة السياحية».
■ المتحف المفتوح  ومتطلبات التوثيق  
تفردت محافظة أسوان بوجود أعمال السمبوزيوم  ضمن منظومة المحافظة فى تجميل وتطوير الميادين والحدائق، وشكلت بانوراما فنية تليق بالحضارة المصرية التى عاشت على أرضها ما يقرب من 27 عملاً بجانب 24 عملاً موزعاً على 7 مدن بأسوان، ويشغل المتحف المفتوح المقام على منطقة صخرية مرتفعة وغير منتظمة، مساحة 33 فداناً تحتفل  بالمنتج النحتى لعشرين عاماً، سيمفونية الجرانيت الراقية تشدو مع المعالم الجمالية والطبيعة لمحافظة أسوان بسحرها .
أعمال صريحة ضخمة مختلفة الأحجام والمعالجات الفنية، واستغرق تجهيز هذا الفضاء المفتوح سنوات عدة نقلت خلاله المنحوتات من خلال «أوناش» و«لودرات» متخصصة وبعض وصلات الكهرباء المحدودة، ولكن من الجانب التنظيمى يفتقد المتحف الصفة المتحفية التنظيمية وهى صفة التوثيق، التى تمكن زائر المتحف من التعرف على اسم منتج العمل وبلده وعام الإنتاج، والأشكال موزعة على أبعاد بعضها على ارض منخفضة، وبعضها على أرض مرتفعة،  وقطع أخرى وضعت على منحدر ومنخفض يقترب من شاطئ النيل ويحيطه الأشجار والنباتات، بالتأكيد هذا التوزيع والتباعد بين الأعمال يتيح للمشاهد رؤية الشكل النحتى باستقلالية ويدرك قيمته الجمالية.
 إلا أن أرضية المتحف المفتوح عبارة عن أرضية مليئة بالزلط  والأحجار وغير ممهد للسير عليه مما يسبب مشقة فى التحرك من خلاله ويتطلب السير ببطء حتى لا تصدم  قدمك بالأحجار المتواجدة كجزء من طبيعة المكان ومن جذور هذه الأرض، كما كان من المفترض قبل وضع المتحف على الخريطة السياحية استكماله بشكل يناسب مع قيمته الإبداعية وأن يتم تهذيب أرضيته مع الاحتفاظ بسمات الطبيعة، وتنسيق الأعمال وتوزيع الأحجام حتى لا تحدث الكثرة تشويشاً فى الرؤية، ولنا جميعا أن نفخر بوجود هذا المتحف الذى يتصدر قائمة انجازات السمبوزيوم على مدى عشرين عاما.
الفنان الدكتور طارق زبادى قوميسير الملتقى تحدث قائلا: «الجميع فى هذه الدورة قدم أعمالًا فنيًة مختلفًة الحجم والرؤية تعكس مدى الإصرار والعزيمة لديهم، ومشاركة فنان تلقائى تحتاج إلى إعادة تقييم، وأنا راض عن الدورة الحالية باعتبارها الأولى بالنسبة لى وفخور بالمنتج واعتبر اننى قد حققت حوالى 95% مما تمنيته لهذه الفاعلية، المصرى القديم كان يؤمن بأن حضارته ستحمى نفسها على مدار الزمن، لأنه صنعها وشكلها من أحجار الجرانيت، وفى كل دورة يثبت سمبوزيوم أسوان الدولى للنحت انه أصبح معلماً ومركزا حضاريا يتألق عاما بعد عاما، وان أنفاس الأجداد انتقلت من الفراعنة إلى الأحفاد ومازال فن النحت يفيض بالحياء والروحانيات، وفى هذه الدورة قامت اللجنة المنظمة بانتقاء النحاتين للمشاركة من الأجانب على أسس علمية وفنية حتى يحدث تواصل وتلاقى انتقال الخبرات بين جموع الفنانين المشاركين، وزيادة الروابط الثقافية بين المشاركة وبينهم الوسيط الثقافى الذى ربط بينهما وهى الحضارة المصرية بالإضافة إلى تواصل أجيال باختلاف المرحلة العمرية، وكل ذلك تم بالفعل فى هذه الدورة وتمت بنجاح شهد له الجميع، وميز هذه الدورة مشاركة الفنانات اللاتى لديهن حافزًا قويًا وسوف يكون لهن شأن فى المسيرة النحتية.
■ آليات المشاركة واللجنة المنظمة فى السمبوزيوم
لم تكن المشاركة فى هذه الدورة بالترشيح بل تمت عن  طريق مسابقة نشرت على الموقع الالكترونى لصندوق التنمية الثقافية بأن يقدم كل فنان تصميما على هيئة «ماكيت»، على أن يكون تنفيذ العمل فى حدود 2×2 متر، وأن تكون هناك إضافات بحسب احتياجات العمل ومتطلبات الخامة،
ومن المؤكد أن نجاح الملتقى يرجع إلى مؤسس الحدث الفنان «آدم حنين» ولكل العاملين والمنظمين للسمبوزيوم  ومن هم قدموا الدعم للفنانين وتوفير كل متطلبات العملية الإبداعية،  و اللجنة العليا مكونة من: د.نيفين الكيلانى رئيس الصندوق ورئيس اللجنة، الفنان آدم حنين رئيس شرفياً، د.طارق زبادى القوميسير العام، الفنان محمد صبرى القوميسير المساعد، وعضوية كل من: د.عصام درويش، د.هانى فيصل، د.محمد العلاوى، د.عبد الرازق محمد، د.خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية، د.حمدى أبو المعاطى نقيب التشكيليين، نجاة فاروق مقررا للجنة.
■ الفنانون المشاركون فى الدورة الـ 21
اختارت اللجنة العليا  للمشاركة فى هذه الدورة 16 نحات مصريا وعربيا وأجنبيا، وهم: الفنانة آناماريا نيجارا من رومانيا، ومن البرازيل الفنانة مارسيا دى برناردو، ومن السودان  الفنان خالد عبد الله، ومن المكسيك الفنان جورج دى سانتياجو، ومن مصر كل من الفنانين: ياسمينة حيدر وأحمد مخلوف وحامد جبريل وأحمد مجدى عبدة ورمضان عبد المعتمد ومحمد اللبان.
 ومن أدبيات السمبوزيوم إقامة ورش مصاحبة لتؤهل النحات لمشاركة كفنان أساسى فى الدورات المقبلة، وقد شارك فيها 6 فنانين وهم كل من: عبد الرحمن البرجى وعلى سعد الله وكريم حمدى وسمر البصال و وئام على عمر والفنان جلال حزين «نحات تلقائى»، وهذه مشاركة لأول مرة بين الفنان الأكاديمى والتلقائى لاستفادة كل منهما من الآخر، كما شارك الفنانين عمال من محاجر أسوان لديهم الكفاءة والخبرة فى التعامل مع خامة الجرانيت.
- الاتجاهات الفنية للأعمال النحتية
تميزت منحوتات هذه الدورة بالتجريد والمبالغة والتعبيرية واختزال التفاصيل، تحمل بين طياتها صفة النقاء والهدوء والاعتماد على المسحة فلسفية، والتقاء وتقابل الملمس الخشن بالناعم ليسمح بمرور الضوء، ابتعدت أعمال هذه الدورة عن فكرة التمثال المتعارف عليها التشخيص أو البورتريه كما ابتعدت كل منتجات الدورات السابقة عن التشخيص.. النحات احمد مجدى عبده فنان يبحث فى الخامة فيما وراء ما نراه وما نلمسه بالعين، يشغله فكرة الانبعاث الروحى وما وراء المظاهر الحسية ويتمسك بمصطلح عودة الروح، معالجة للشكل راسية شامخة وهنا يتشابه مع الفكر والفلسفة الفرعونية النحتية الراسية من أجل نفاذ الشمس مثل المعابد الفرعونية، كما استخدم خطوط مستقيمة وغلفها بالسطح المصقول، أما النحات حامد جبريل فقد استلهم من الحضارة المصرية القديمة وأساليب الكتابة والرسومات الراسية التى وثق وسجل بها الفنان القديم تاريخه وأشهرها رموز حجر رشيد، ليبدع أشكالا جديدة تشبه النصوص التى تسرد تاريخياً، اعتمد فى عمله النحتى على «الخرطوش» ليظهر الملامس البصرية وتعامل مع الكتلة ببلاغة وعاطفة مشحونة وأعطى للشكل صفة «الأنسنة» فقد قسم عمله إلى رأس وجذع وجزء سفلى متزن، أما الفنانة ياسمينة حيدر فهى «عازفة الجرانيت» فبمجرد أن نرى منحوتاتها ندرك أنها استطاعت أن تحول الخامة الصلبة إلى خامة غنائية، فقدمت منحوتة على شكل طائر ممشوق فى حالة استعداد  للطيران، وأخرجت الجرانيت عن وقاره المعتاد الصارم العنيف وصمته وسكونه وأطلقت له الحرية ومنحته أجنحة وريشا كأنه طائر يعشق الحياة  ينتظر رياحًا تدعمه للسفر للحظة سباحة صوفية فى السماء، تتعامل «حيدر» على مدار مشوارها الفنى مع خامة الزجاج الناعمة والصلبة فى آن واحد مما ولد لديها خبرة فى استغلال طاقة الخامة فجاءت منحوتاتها حافلة بالعديد من التقنيات التى أكملت مضمون تماثيلها.
اختار النحات محمد اللبان لعمله فكرة «البوابة»  بما تعنيه من تقارب للحضارات فهو يدرك ويعى أهمية الحضارة المصرية القديمة ويطرح من خلال عمله تساؤلا عن دمج الحضارة مع الفن الإسلامى بصياغته التجريدية البنائية، فقدم أطول منحوتات السمبوزيوم والتى وصلت إلى 7 أمتار أعلاها قرص الشمس وتاج مستطيل ،وحين ننظر إليه فلابد أن نشعر بالشموخ والجلال، كما فرغ  فى الكتلة مساحة ترمز إلى مكان المرور والعبور والبوابة فى منحوتة حداثية الفكر، جمعت بين التوازن البصرى ورسوخ الكتلة والليونة والتناغم المكمل للمضمون، وبما يملكه «اللبان» من أسرار الجرانيت كخامة استطاع أن يروضها فأطاعته الخامة ومنحته كل طاقتها.
النحات السودانى خالد عبد الله استوحى عمله من حركة النيل، كما منح المنحوتة صفة الانسيابية واللولبية متوافقة مع التصميم الكلى للتصميم الذى انبثق من نبات فى مشهور فى السودان، الشكل عبارة عن قاعدة رأسها تنشد السماء تربطهما أشكال متحررة ومتمردة، مرونة الشكل تعنى وجود طاقة ايجابية انفعالية بالفنان جسدها نحتياً، أما النحات احمد مخلوف فله قناعات خاصة العمارة قد تثير مشاعر غامضة، والنحت ما هو إلا محاولة لتفسير تلك المشاعر، فاختار لعمله أن يفصح عن هويتنا العربية والإسلامية، فقدم شكلاً نحتياً معاصراً مستخدما تقنية الخدش والملامس التى تسمح بمرور النور والظل لتبعث دفاْ شديد التناغم تعبر عن وحدة الوجود، أما الفنان رمضان عبد المعتمد فهو نحات متعمق بالحضارة المصرية باعتباره قد أدركها منذ نشأته ويعى فلسفتها ودلالات رموزها جيدا، فقد اختار لعمله النحتى «القطة» التى تمثل رمز النعمة والاتزان والتى عرفت فى الحضارة المصرية بآلهة الخصوبة والأمومة، وبعض القطط جرى تحنيطها لتقدم قرابين للآلهة مع بداية الدولة الحديثة، جاءت المنحوتة «القطة» الأم فى كتلة معمارية تجريدية انسيابية ممتدة فى حالة استرخاء مستوحاة  فكرياً من المنحوتات الجنائزية فى الحضارة الفرعونية، الأم تحضن صغارها السبع فى تلاحم واحتواء وتعانق فنى وإنسانى.
■ السمبوزيوم والتمثال الميدانى  
عن رأيه فى تنوع المنتج النحتى فى هذه الدورة مقارنة بالدورات السابقة باعتباره قد شارك فى أكثر من دورة للسمبوزيوم تحدث الفنان أكرم المجدوب قائلا: «اختلف المستوى الفنى كثيرا بدءًا من الدورات الأولى التى كانت مشاركة الأجانب فيها بنسبة أكبر، فكل دورة لها فنانوها ولها مناخ فكرى وفلسفى يحدده الفنانون دون اتفاق مسبق بينهم ولكنه يأتى بالتواصل أثناء فترة العمل، إلى أن وصلنا للدورة الـ21، بالتأكيد هم قد استفادوا من كل الدورات السابقة ورؤية الأعمال من خلال المتحف المفتوح، الذى توج نجاح السمبوزيوم، وجود الكتلة النحتية فى الفراغ وجولة الطبيعة والنيل والأشجار وهى أساسا البيئة الطبيعية لخامة الجرانيت وعاد إليها بعد تشكيلها، هذا الفراغ منح الكتلة صفة قيام الطبيعة بنحتها، وأصبح الفراغ  جزء لا ينفصل عن التكوين وأصقل قيمة الشكل النحتى، ويحتاج المتحف إلى إدارة استقلالية ليصبح «كياناً متحفياً»، يحتاج إلى صيانة مستمرة، ومن الملاحظ أيضا تطور فن النحت فى السنوات الأخيرة مما أحدث رواجاً عالمياً ومحلياً وهذا الرواج يؤكد زيادة الوعى بقيمة فن النحت،    ومنتج السمبوزيوم لم ينفذ من أجل وضعه فى الميادين، وليس الهدف من السمبوزيوم الغرض الميداني، الأمر مختلف تماما شكلاً ومضموناً، فليس كل شكل نحتى يصلح كشكل ميدانى فهذا يحتاج إلى استراتيجية فكرية ودراسة عن المحافظة وسماتها، وفلسفة المكان وتاريخه، ونوعية الخامة المناسبة للبيئة، بالإضافة إلى أن هذا يتطلب مشاركة ودعم المحافظة فى تحملها التكلفة مع وزارة الثقافة، وتنسيق بين الجهات المعنية «المحافظة – إدارة السمبوزيوم» ورغم انه تمت إعارة عدد من أعمال السمبوزيوم قد أقرتها اللجنة أنها أشكال تناسب الميادين، وهذا على سبيل الإعارة، كل فراغ معمارى له ظروفه وليس أى منتج نحتى يصلح شكل ميداني،  ولو وجدنا تعامل ميدانى أضر بقيمة الشكل فسوف تلغى الإعارة ونعيد العمل النحتى للمتحف حفاظا عليه، بعض البيئات لا تدرك قيمة النحت ويتم العبث به بالكتابة عليه أو وضع ملصقات وغيرها من أشكال العبث التى نرفضها تماما.