الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشاذلي بن جديد بين «الربيع الجزائري» و«الانقلاب العسكري»






شيعت أمس جنازة الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد «بمربع الشهداء» بمقبرة العالية في شرق الجزائر العاصمة بحضور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
الشاذلي بن جديد، الذي وافته المنية السبت الماضي في مستشفي «عين النعجة» العسكري، عن عمر يناهز 83 سنة،  هو ثالث رئيس جزائري يتولي السلطة بعد أحمد بن بلا وهواري بومدين.
انتخب الشاذلي رئيسا للجزائر في 1979 بحكم كونه العسكري الذي يتمتع بأعلي رتبة في الجيش، وكونه محل توافق بين أبرز وجوه المؤسسة العسكرية آنذاك مثل قاصدي مرباح رئيس الاستخبارات الجزائرية، وكبار مسئولي اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني والأمن الوطني مثل بوتفليقة وطالب الإبراهيمي..
في أبريل 1980 واجه بن جديد أول أزمة سياسية والتي تعرف بـ«الربيع البربري»،  حيث اندلعت تظاهرات ضخمة لقبائل الأمازيغ للمطالبة بالديمقراطية وبحقوق الإنسان والاعتراف دستوريا باللغة الأمازيغية. وأدي القمع العنيف إلي مقتل حوالي 200 شخص وتقديم المئات للقضاء.
وأدي تدهور الاقتصاد وانتشار الفساد داخل الدولة ومؤسساتها وظهور البطالة إلي انتفاضة أكتوبر 1988.
وردا علي هذه الانتفاضة التي يسميها البعض «بالربيع الجزائري» قام الشاذلي بن جديد بتعديل الدستور والسماح بالتعددية الحزبية والإعلامية، إضافة إلي حرية تشكيل الجمعيات.
وعلي ضوء هذا التعديل الدستوري، عرفت الجزائر بين 1989 و1992 ربيعا ديمقراطيا حقيقيا نتج عنه تشكيل أكثر من 60 حزبا سياسيا وصدور عشرات الصحف والمجلات الخاصة، إضافة إلي جمعيات في شتي الميادين .
وتم تنظيم أول انتخابات محلية حرة في 1991 فازت بها جبهة الإنقاذ الإسلامية التي كان يتزعمها عباس المدني وعلي بلحاج.
ورغم المخاوف من استيلاء الإسلاميين علي البرلمان الجزائري والإنذارات التي قدمت للرئيس الشاذلي بن جديد بداية 1992، إلا أن هذا الأخير أصر علي تنظيمها.
ولم يتمكن الشاذلي بن جديد الذي كان مستعدا للتعايش مع الإسلاميين من إنهاء إصلاحاته السياسية، بل قام الجيش بتنحيته في أواخر 1992، فضلا عن وقف المسار الانتخابي وحل حزب جبهة الإنقاذ الإسلامية.
وفي أواخر عام 1992، ظهر الرئيس الشاذلي بن جديد علي التليفزيون الجزائري متعب الوجه ووجه خطابا قصيرا جدا للشعب الجزائري قال فيه «إيمانا مني بمسئولياتي في مثل هذه الفترة الخطيرة التي تمر بها بلادنا، أعتقد أن الحل الوحيد لإنهاء الأزمة هو أن أبتعد عن الساحة السياسية».