السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مذبحة بـ «البالطو الأبيض»

مذبحة بـ «البالطو الأبيض»
مذبحة بـ «البالطو الأبيض»




كتب - سيد دويدار


شاب فى العقد الثالث من عمره استطاع ان يبنى نفسه بجهده وعرق جبينه وتزوج بعد رحلة من المعاناة وبعد ان استقر به الحال فى احدى السفارات كسائق براتب بسيط، وكان حلمه وأبسط حقوقة ان ينجب طفلا ويصبح رب اسرة صغيرة.
محمد صبحى   تزوج   من  رباب سيد وهى إحدى الفتيات التى كانت تتمتع بسمعة طيبة وسط الجيران وبحضور الأهل والاحباب دخل «عش» الزوجية ليبدأ حياة جديدة مع شريكة حياته التى كان يتمناها.
الشهور تمر ويلمح محمد الحزن فى أعين زوجته بسبب عدم الانجاب فبدأ يطمئنها بان كل شىء بميعاد وانه لايمكن ان يتخلى عنها أبدًا ثم ذهبا الى احدى المدن الساحلية حتى يستطيع ان ينتشل زوجته من هذه الحالة.
مرت ٤سنوات ومحمد يقف مكتوف الأيدى بعد ان صرف جميع امواله على التحاليل والاشاعات ولم يشأ القدر ان تنجب زوجته ذات يوم تلقى محمد إتصال هاتفيًا من زوجته رباب تطلب منه ان يحضر حالًا ليترك العمل مسرعًا ويعود الى منزلة ليفوجى بزوجتة تخبرة بأفضل خبر حياته.. وأبلغته انها حامل وبدا بإجراء متابعة عند طبيبة بجوار منزله تدعى شيماء عمران وبدأ محمد فى رحلة الاشاعات واودية مثبتات الحمل حتى مرت اول ٣شهور على خير.

«بداية المأساة»
وفى أواخر الشهر السادس بدات تتحول حياته لجحيم عندما اخبرته الطبيبة شيماء عمران بوجود اكياس بجوار الرحم ولابد من إجراء عملية جراجية عاجلة بالمنظار ولن تؤثر على حالة الجنين للحفاظ على الجنين وهنا انقطع محمد عن الطعام والشراب خاصة ان الطبيبة شيماء عمران طلبت منة مبلغ ٢٠ ألف جنيه وهو سعر مبالغ فيه لمثل هذه العمليات ورغم انه موظف بسيط اقترض محمد من اصدقائه الذين يعلمون حالته المبلغ المتفق عليه وقررت الطبيبة إجراء العملية لزوجته فى المستشفى الاسلامى الذى يمتلكه القيادى الارهابى المحبوس حاليًا عصام العريان.
« فضيحة فى غرفة العمليات»
استلم الزوج تحاليل زوجته والتى حصلت «روزاليوسف»على نسخة منه حيث اخبرة طبيب التحاليل بان زوجته مصابة بالانيميا وان نسبة «الهموجلينا» فى الدم ٩ وانه لابد من زيادة النسبة لضمان عدم الخطورة وهنا توجه الى الطبيبة شيماء عمران واخبرها فطمأنته وقالت لة غرفة العمليات جاهزة بس «ادينى» الفلوس الأول وبالفعل اعطى لها ١٨ ألف جنيه ودخلت زوجته العملية يوم ١٠ مارس الماضى لانتشال كيس من على المبيض وبعد ساعتين تقريبًا خرجت زوجته وهى فى «البنج» وفوجئ بان الطبيبة شيماء عمران تطلب منه المبلغ المتبقى ثم غادرت المستشفى فى سرعة وخلسة وتركت زوجته التى استفاقت من البنج وهى تصرخ أنا بموت أنا بموت.
جن جنون الزوج واتصل بالطبيبة شيماء وحكى لها صراخ زوجته فقامت بكتابة مجموعة من المسكنات فى محاولة منها للتخفيف عن زوجته ولكن دون جدوى ومع مرور الوقت تشتد الآلالم وتصرخ زوجته بصوت عال يسمعه من فى المستفشفى فيتكرر الامر وتكتب الطبيبة مجموعة مسكنات ثم تأمر بخروج الزوجة من المستشفى والعودة للمنزل وكانت المفاجأة !!
فوجئ محمد بعد وصوله المنزل بساعة بأن زوجته تحتضر ووجها وبطنها ينتفخان بصورة غير طبيعية مع غياب عن الوعى لزوجتة فتصل بالطبيبة بسرعة ونهرته فى الهاتف وقالت له هو محدش عمل عملية غير مراتك»انا مش فاضية للدلع الماسخ ده فترجاها فى الهاتف وبكى لها بان تنقذ زوجته وهنا شعرت الطبيبة شيماء بأن هناك كارثة وطلبت منة ان يحضر إلى العيادة فورًا.وقتها أخبرته الطبيبة شيماء بضرورة نقلها إلى مستشفى الجلاء ونقل « كيسى» دم ولم يعلم محمد ان الطبيبة ارتكبت خطا طبيًا وجرحت جزء من امعاء زوجتة واغلقت بطنها بالخطاء.
      «سلخانة مستشفى الجلاء»
وصلت زوجته الى مستشفى الجلاء وتبين ان الاطباء فى انتظارها وبدا يتهامسون وحدث حالة من الهرج والمرج وهنا انتابت الزوج حالة قلق وصرخ فيهم قائلًا: أنا عايز اطمن على مراتى والجنين فتم عمل سونار على الجنين ليطمئنوا وبالفعل تبين ان الجنين حى ووبعدها طلبت منه الطبيبة إجراء اشاعة على البطن وذهب هو زوجته تحتضر لمركز اشاعة وعندما توسل  لطبيب الاشاعات ان ينقذزوجتة لانها حامل وهنا طردة الطبيب من مركز الاشاعة واخبره بأن هذة الاشاعة خطر على الجنين.
فعاد الى الطبيبة فى مستشفى الجلاء وتم حجز زوجته فى قسم النساء ولم يتمكن من الدخول وعاد الى منزله وصورة زوجته وهى تحتضر أمام عينه حتى اشرقت الشمس وتوجه مسرعًا الى مستشفى الجلاء وكانت الصاعقة على قلبه!
إدارة المستشفى اخبرته ان زوجتة اجهضت وطلبت منة دفن جسد رضيعه واخبروة ان زوجتة فى العناية المركزة وهنا تجمهر الأهل داخل المستشفى واقتحموا مكتب الدكتور محمد شيرين الذى بدوره هددهم بالحبس وقال انت عايز تبهدل دكتورة ياابنى وردت الطبيبة شيماء شوف احنا عملنا فى الدولة والداخلية إيه فازداد غضب أهله وأقاربه وعلم وقتها ان زوجته بين الحياة والموت وجمع مدير المستشفى جميع أطباء الجراحة الذين اكدوا لهم انهم ليس بمقدرتهم تحمل هذه الحالة وانها مهددة بالموت فقام بالاتصال بجميع المستشفيات وارسال التحاليل والفحوصات على الفاكس التى تفيد بان الطبيبة شيماء عمران جرحت جزءًا من الأمعاء اثناء إزالة الكيس واغلقت البطن خطاء مما تسبب فى مضاعفات كبيرة منها اتلاف الجزء الخاص باخراج البراز.
طبيب واحد فقط يدعى الاستشارى محمد الفقى هو الذى قبل الحالة الحرجة لزوجته بشرط ان يوقع محمد على اقرار بان الطبيب غير مسئول اذا توفيت زوجته وان الحالة صعبة.
«هروب الطبيبة وإرهاب المجنى عليه»
أكثر من ٧ساعات والزوجة  رباب   داخل العمليات ومحمد وأقاربه يبحثون عن الطبيبة شيماء ولكنها هربت ولكن بعض الاطباء يهددون محمد ويقولون له «بلاش» تعمل مشاكل مراتك تحت ايدينا وممكن تموت واهدأ كده وهنا بكى محمد وانهار وبدأ يردد «حسبى الله ونعم الوكيل»، حتى جاء له طبيب واخذه فى غرفة مغلقة واكد لة ان زوجته حدث لها خطأ طبى وان الطبيبة شيماء جرحت جزءًا كبيرًا من الأمعاء مما تسبب إلى توغل البراز فى اجزاء من الامعاء بدل إخراجة ولابد من قطع اجزاء من الامعاء حتى تعيش زوجته وطلب منة عمل محضر. وخرجت الزوجة من العمليات ثم الى غرفة العناية المركزة لتصبح تحت أجهزة معقدة وظل محمد يبكى على باب العمليات ويردد حسبى الله ونعم الوكيل وعندما دخل الى زوجتة وجد جروحًا كبيرة فى بطنها رغم ان الطبيبة شيماء اخبرته بان العملية ليست جراحة ولكنها بمنظار وتبين للزوج قطع أجزاء من معدة زوجته وامعائها لانقاذ حياتها  فذهب ليحرر محضر  فى قسم شرطة الطالبيه حيث استقبله المقدم محمد ربيع ضابط المباحث وحرر الامين ياسر سيد محضر رقم ٢٤٣٠ ولم يجد الزوج امامه إلا ان  يستغيث برئيس الجمهورية لانقاذ زوجتة خاصة ان احد اطباء  المستشفى أكد له ان زوجته لم تنجب مرة أخرى وانة صرف جميع اموالة على زوجته وباع جميع مصوغاتها لدفع فاتورة الادوية التى تطلبها الطبيبة وتهدده بالحبس.