الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مرضى «الزراعيين» يواجهون الموت والإدارة تفرغت لمحاربة الموظفين

مرضى «الزراعيين» يواجهون الموت والإدارة تفرغت لمحاربة الموظفين
مرضى «الزراعيين» يواجهون الموت والإدارة تفرغت لمحاربة الموظفين




كتب ـ إبراهيم المنشاوى


أصبح للفساد عنوان اسمه «مستشفى الزراعيين» التابعة لوزارة الزراعة، الموجود بحى الدقي، حيث يمارس مدير المستشفى ضغوطا على العاملين، حتى باتت حياتهم جحيما، وأصبح المستشفى صخرة يتحطم عليها أحلام البسطاء، علاوة على تردى الخدمات الطبية به، وارتفاع الأسعار وكأنه قطاع طبى خاص وليس قطاعا حكوميا، لتجده يحقق الأموال الطائلة من المترددين على المستشفي، ناهيك عن تدنى المرتبات على خلاف العقود التى تم إبرامها بين العامل وطاقم الإدارة.
بداية تقول راندا ماجد عواد إبراهيم، إن مدير مستشفى الزراعيين يمارس ضغوطا ويقهر الأطباء والعاملين، حيث إنه لجأ إلى التلاعب بالقانون لطردى من وظيفتي، من خلال تزوير تواريخ أوراق رسمية، لإدانتى وضياع حقى فى المطالبة بمكانى ووظيفتى، حيث إننى تقدمت إلى المستشفى للالتحاق بالعمل بها فتم تعيينى مديرة مكتب المشرف العام بالمستشفي.
وتلفت إلى أنها لم  تمارس عملها  كمديرة  مكتب المشرف العام سوى 3 أيام، وبعد ذلك تم طردها من قبل المدير المالى والإدارى و4 رجال آخرين، لصالح إحدى الفتيات، بحجة إنها مسنودة من الناس اللى فوق فى الوزارة دون أن يفصح عن أسمائهم، ناهيك أن تلك الفتاة أقل مؤهلا من المتضررة، وأقل منها كفاءة من ناحية التعامل مع الحاسب الآلى، مشيرة إلى أنه حينما تناولت الوسائل الصحفية والإعلامية الخبر وعدتها إدارة المستشفى بالعمل بمكان أفضل يتناسب مع مؤهلها الدراسى مطلع الشهر المقبل.
وتضيف: بالفعل انتظرت حتى مطلع الشهر المتفق عليه وتم استدعائى من قبل المدير المالى والإدارى والمشرف العام، وتم تعيينى إخصائية إعلامية، وحررت إقرار استلام العمل كمسئولة دعاية وإعلام بقسم العلاقات العامة، وسط اختفاء الفتاة التى سبق أن قيل أنها مسنودة، إلا أنه بعد 15 يوما عمل من الاضطهاد وسرقة أفكارى من مدير العلاقات العامة وتقديمها باسمه، طلبت إدارة المستشفى تغيير إقرار استلام العمل بوظيفة أدنى.
وتشير الضحية إلى أن الوظيفة التى حاولت الإدارة إجبارها على استلامها كانت توصيل المرضى من الاستقبال إلى غرفهم، لتحل محل الممرضة التى تم استبعادها على خلفية تحصيلها «بقشيش» من النزلاء، وتناسى مدير المستشفى أن مهمة توصيل المرضى من صميم عمل الـ«Porter» الحارس، الأمر الذى دفعها إلى رفض التوقيع على إقرار استلام العمل الجديد، حيث إنه يعد مخالفا لمؤهلها الدراسى وعملها الذى استلمته بداية الأمر.
وتنوه إلى أن وظيفة الـ«Porter» كانت مسندة إلى فتاة منقولة  من  كافتيريا المستشفى، حاصلة على دبلوم صنايع، لكن حينما تحكمت الوساطة والمحسوبية، تم تنصيبها «مسئولة بالعلاقات العامة» رغم عدم توافق مؤهلها، فضلا عن أنها تباشر أعمال مدير العلاقات العامة خلال عدم تواجده بالمستشفى، حيث إنه يعمل صباحا بالهلال الأحمر.
وتشير راندا إلى أنها حينما رفضت استلام العمل بالعلاقات العامة، نهرتها الحاصلة على دبلوم الصنايع أمام مديرها، الذى اكتفى بقوله: «معلهش أصلها مخنوقة شوية»، قائلة: «شوفى مين هينصفك، ولو مديرى نصفك يبقى يشوف حد غيرى ينسقله الشغل بتاعه». وتابعت: حينما قررت أن اضع حدا لتلك المهاترات تقدمت إلى مدير المستشفى بمذكرة تضمنت أننى الوحيدة الحاصلة على مؤهل مناسب للعمل بالعلاقات العامة «بكالوريوس إعلام قسم علاقات عامة ودعاية إعلان فرعى إذاعة وتليفزيون»، وهو المؤهل الذى لم يمتلكه مدير العلاقات العامة، ففاجأها مدير المستشفى: «معندناش حاجة اسمها شهادات، ومحدش بيشتغل هنا بمؤهله، وكله بمزاجنا، وأنتى مش جاية تشتغلى عندنا هنا بلوى الدراع، فوقى لنفسك، أنا أحطك فى المكان اللى أنا عاوزه، وبعدين البنت ليها حق تهينك عشان انتى أهنتيها برفضك استلام وظيفتها، وهيا ليها حق الإشراف عليكى من الآن».
الغريب هنا أن المشرف العام ينفى وجود قسم إعلام بالمستشفى، رغم أنه أكد خلال استضافته ببرنامج «اللون الأخضر» المذاع على قناة «مصر الزراعية»، اجتماعه بقسمى التسويق والدعاية، ناهيك أن مدير العلاقات العامة أنكر تأشيراته على التوصيف الوظيفى كـ«أخصائية إعلام».
ومن ضمن التعنت الذى تم تجاه الضحية، عدم التحقيق فى الشكاوى التى تقدمها إلى مدير العلاقات العامة، الأمر الذى دفعها إلى التقدم بمذكرة للمشرف العام، ونائب المدير، والمدير العام، أوضحت فيها أن جميع شكواها لا تزال حبيسة فى إدراج المكاتب، لم يكن هذا فحسب بل فوجئت بأنها مطلوبة للتحقيق فى مذكرة مقدمة ضدها من مدير العلاقات العامة.
وتلفت الضحية إلى أن مدير الشئون القانونية بتكليف من المدير العام قام بالتزوير فى الأوراق الرسمية، من خلال التلاعب فى تاريخ التحقيق، حيث إنها اكتشفت أن التحقيقات تم تدوينها بتاريخ سابق «قبل الرسمى بـ3 أيام»، فى محاولة منهم لإدانتها وضياع حقها، وعندما حاولت الاستعانة بـ«النجدة» لإثبات حالة بالواقعة، هددوها قائلين لها: «لو ما اتلمتيش هنلبسك قضية، وهنخلى كبار الأطباء يشهدوا معانا ضدك، وهنفصلك بعد 3 أشهر أنت وأختك التى تعمل بنفس المستشفى، وهنجرجرك فى المحاكم أنت وأهلك».
«راندا» لم تلق بالا للتهديدات، واستعانت بالنجدة، وفور وصول أمين الشرطة اكتشفت أنه فى صف إدارة المستشفى لعلاقته بأحد الكوادر، وأجبرها على عدم ذكر واقعة التلاعب والتزوير فى تواريخ التحقيق بالمحضر.
لكنها فوجئت صباح غد إثبات الحالة بمنعها من دخول المستشفى لممارسة عملها، قائلين: «عملتى محضر روحى كمليه برة»، الأمر الذى دفعها إلى الاستعانة بالنجدة وعلى الفور حضر أحد الضباط واستمع شكواها وحرر جميع المخالفات وواقعة التزوير فى تواريخ التحقيق، لكن حتى الآن لم يحدث شىء.
لم تقف المخالفات بالمستشفى عند هذا الحد بل كان للعمال النصيب الأكبر منها، حيث يعيش نحو 142 عاملا حياة  مأساوية، بسبب عدم  تثبيتهم  وعملهم بالعقود المؤقتة منذ 15 عاما، الأمر الذى دفعهم إلى التقدم بطلب لوزير الزراعة الذى لم يلتفت له أيضا، وبعد أن ضاقت بهم الدنيا لم يجدوا أمامهم سوى مناشدة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، بالتدخل لرفع الظلم عنهم، خاصة بعد تردد أنباء عن الإطاحة بهم للاستعانة بذوى المسئولين.
ويشير العاملون إلى أن رواتبهم «هشة»، لا تسمن ولا تغنى من جوع، منوهين إلى أن على سلومة، مدير المستشفى السابق، توجه إلى وزارة الزراعة وأمر بوقف التعيينات، بحجة أن المستشفى قطاع خاص، وإنه لو تم تعيينهم سيكون من حق الوزارة تحصيل 20% من الأرباح، والعاملون أولى بهم.. ويلفت المضارون إلى أن التعيين لا يكون إلا لذوى الوساطة والأقارب فقط، ناهيك أن الترقيات لا تتم أيضا إلا للمعارف.