أمانى الخياط: حماس والجزيرة دربوا الإخوان إعلامياً والمخابرات الأجنبية تحلل آراء المصريين
مريم الشريف
حوار- مريم الشريف
أمانى الخياط تقدم برنامج «انا مصر» على القناة الاولى الذى كان عودة لحاضنتها الأم ماسبيرو كما تصفه، واكدت انها اعتذرت مؤخرا عن «صباح On» الذى كان يعتبر عودة لها من جديد للقناة بعد اقالتها منها، عن هذه الامور تحدثنا الخياط فى حوار خاص لـ«روزاليوسف».
■ حدثينا عن مشاركتك فى تقديم برنامج «أنا مصر»؟
أنا «بنت التليفزيون المصرى»، ولم يكن غريبًا عليه هذا الجو، والذى لم يتعلم فى التليفزيون المصرى لن يصبح لديه كل الكفاءة مثل الذى تعلم فيه، وحتى النجوم الصغار الذين خرجوا من البيوت الخاصة «الفضائيات» ليس لديهم نفس مهارات نجوم ماسبيرو ، نحن لدينا شىء عظيم اسمه معهد الاذاعة والتليفزيون وغير موجود ولا حتى بكلية الاعلام، ويتضمن كل الادوات التى يشتغل عليها الشخص بدون الشعور بالذل لو أفسد جهازًا، انا مشروع ولست مجرد مذيع يفتح فمه ويتكلم، والدى علمنى لا بد من اننى اقرأ، حيث قرأت «البحث عن الذات» وانا فى الصف الاول الاعدادى، وكان يناقشنى به، تربيت فى بيت هذه ثقافته، وهذا المشروع الذى اسمه أمانى الخياط مزعج لانه لا يخضع الا لما يمليه عليه الضمير الوطنى، لذلك لم يكن أمامى إلا الرجوع لحاضنتى الأم التليفزيون المصرى.
■ وكيف جاءت عودتك للتليفزيون المصرى بـ«انا مصر»؟
سعيت للعودة بالفعل لماسبيرو، وقابلت استاذ عمرو الشناوى للعودة الى النيل للأخبار، وفى ذات الوقت جاء لى عرض «انا مصر» وكنت من المجموعة الاولى به وكانت هناك اسماء كثيرة معى لكن لم نجدها فيما بعد، واعتقد انه من الذكاء عدم قبولهم «الجيم»، خاصة انه فكر بأنه ما الذى يجعله يقسم نفسه على قناتين كماسبيرو قناة أخرى، والبعض حسبها بأنه لو دخل تليفزيون الدولة ما الذى سيقوله ولا يقوله، علمًا بأنه لا احد سيملى عليه ولكنه يقيس مسافة اقترابه والنفع الذى سيعود عليه، اما بالنسبة لى فقد أكملت لأن من اللحظة الاولى أعى أنه لن يكون لى مكان إلا على شاشة التليفزيون.
■ صرحت بأن المواطن متلهف لرؤية شاشة بلده بهذه الطريقة.. فهل «أنا مصر» أعاد ماسبيرو لرونقه؟
لا، هى تجربة لها مالها وعليها ما عليها، وإن كانت فى بدايتها حيث هذا الشهر الثالث تقريبا لها، التجربة لم تستطع أن تحقق أو تستثمر شغف المصريين لتليفزيون بلدهم بعدما أداروا ضهرهم للعديد من الفضائيات الخاصة.
■ وما السبب فى هذا الامر؟
أولًا هناك شىء أساسى فى الإعلام أن أعمل تراكمًا لأننى أخلق علاقة بين المذيع والمتلقى، كل يوم نقدم له طبق سلطة مختلف بطعم مختلف فالجمهور لا يستطيع أن يعرف كيف يجلس على الكرسى وما الذى يشاهده، وهذا جزء من قسوة ما يفعله «أنا مصر» فى المتلقى المصرى كأنه يقول له «أنت فى حالة اختبار» باستمرار وهذا غير مقبول، وهذه فلسفة إدارة البرنامج، ثانيا المواطن المصرى الذى أتحدث كل يوم بلسانه، يريد استراداد مستوى من الثقة مع الاعلاميين، أحيانا أقدم له اعلاميين ليست خبرتهم كبيرة وأحيانا نضعه فى لحظات فيها تناقض، أو نقدم له شخصية طوال الوقت محسوبة على التيار الذى رفضه واسقطه، ورهان الرئيس السيسى على الشعب كان اذكى رهانًا، واهم من النخبة والاعلاميين، لان فطرة الشعب بوجدانه البسيط ليست عنده ثقافة ومفردات و«برفانات» كثيرة لكنه يعرف يضبط بوصلته، وهذا وعى المصريين من البداية، الجمهور منذ 30 يونيو حينما بدءوا يصنعون مسطرتهم اختارونى ضمنها، وأعتقد أن هذا التحليل الموضوعى الذى تقوم به أجهزة الاستخبارات الأجنبية ولكن للأسف لا صحافتنا ولا إعلامنا الذى جزء منهم حسن النية يريد أن يفهم ذلك.
■ ماذا تقصدين بقيام الاستخبارات الأجنبية بتحليل موضوعى لآراء المصريين؟
تحليل مضمون يقومون فيه بقياس درجات الوعى لدى المصريين، فى حين نحن نقف على مشاجرة ممثل كذا مع آخر، نقف فى الكمين ندافع عن شخص اتمسك بمضبوطات القانون يمنعها، نقف عند نقيب انحاز مفهومه منذ أن أطلق لحيته، أقول للشعب المصرى الذى أثق فى فطرته انهم على صواب بعيدا عن ان تعطوا اذنكوا لكل من يضع لكم اسئلة غير مضبوطة، كفوا البحث عن مبررات اياكم و«اللخبطة»، أوروبا تنجح فى اجتياز أزماتها لانها تعيش بمفهوم الاب فى الاسرة المحترمة القديمة لكن انتوا يتهيأ لكم ان من حقهم أن يكونوا رئيس الدولة والحكومة ووزير الاقتصاد وغيره، واقول لهم افتكروا كل الوزراء الثوريين بداية من حازم الببلاوى الذى افسد خزينة الدولة المصرية يوم قرر أن يسير امور حكومته على حساب المخزون الاحتياطى النقدى، والدكتور حسام عيسى يوم ان قبل مهام وزارة التعليم ماذا اضاف وأنجز وكيف استغله أحمد زويل فى أزمة جامعة النيل التى لم تحل على يد حسام عيسى الثورى المحترم ونتذكر جيدا دور زياد بهاء الدين نائب رئيس حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى يوم ان قدم مسودة قانون التظاهر وعندما بدأ النشطاء فى الاعتراض على بعض بنوده تخيل انه لم يقدمه وان التاريخ لن يذكر انها كانت حكومته ووقف مع النشطاء ضد نفسه، وبالتالى نحن سنراقب نتائج القرارات وعندما لا ترضينا، لنا الحق بالطرق القانوينة ان نتعرض عليها.
■ وكيف رأيتِ مسار تحولك من رئيس تحرير برنامج إلى مذيعة بماسبيرو؟
سعيدة كثيرا بهذا التحول، واعتقد ان جمهورى كذلك ودائمًا يكتبون على صفحتى المذيعة المثقفة، وأزعم أننى كنت معدة شاطرة جدا، وأنا لدى ليسانس آداب إنجليزى، وما درسته من فكرة كتابة المقال و«البرجراف» وأن تكون فكرة رئيسية لها هذه المسألة خدمتنى وانا صحفية تليفزيونية وهذا افضل من فكرة اننى مذيعة خاصة اننى لم اهتم بان شكلى وشعرى يكونان الافضل، والكثير ذهل منى بظهورى على الشاشة وشعرى به خصل بيضاء وعدم اهتمامى بأن اصبغه، لا تفرق معى هذه المسألة أنا اداة توصيل معلومة، ولى دور كشكل أن أكون مقبولة، وحينما أذهب للكوافير لأقوم بعمل أظافرى وشعرى وهذا جزء من عملنا، «الكوافيرة تقول لى اتركينى اضع لك لون فى اظافرك»، وأرد عليها لا، المصريون يزعلوا لأنهم يحبون المرأة التى لديها درجة من الاحتشام مهما كنت، وهذا يجعلنا نفكر لماذا كانت تحية عبدالناصر مقبول دورها لدى المصريين وكانت لهم ملاحظات على حيوية ونشاط جيهان السادات، بالتالى لا بد أن اجعل الجزء الخاص لحياتى الشخصية، وكما أهتم بأن الديكور ومحتوى البرنامج يرضي الجمهور، فجزء أساسى أهتم بأن شكلى يرضيهم أيضًا، وهو جزء من الأدوات وليس الميزة التى أتفاخر بها على الشاشة، وبعض القنوات الخاصة مهتمة بالترويج للشكل اللبنانى، فتخرج مذيعين نشرة يرتدون «كات»، فلماذا تريد ان تنزع المصرى من هويته هذا جزء من فك الدولة، هويتنا التى حافظت علينا الا ننكسر بسرعة.
■ سمعنا ان بماسبيرو مثلثًا ممنوع الحديث عنه «السياسة والدين والجنس»..فما تعليقك؟
والله العظيم لم يعطنى احد امرًا منذ اللحظة الاولى بعملى فى ماسبيرو، وانا فى النيل للاخبار قمت بتغطية ندوة بها عصام العريان الاخوانى وعملت التقرير وتم عرضه فى برنامج «احداث 24»، وكلمتنى سميحة دحروج رئيس القناة وقالت: «إنتى عارفة طلعتى مين فى التقرير ازاى تعملى كده، اجابتها «تسألى فيه اللى نزلنى اعمل تغطية للحدث كمراسلة، واطلب منك قبل استدعاء رئيس الشيفت تشاهدى التقرير»، وحينما شاهدته اخذته وذهبت لمكتب الوزير صفوت الشريف، وكلمنى واخبرنى بأن التقرير عجبه لكن مازال لديه تحفظ بأن كان لابد أن ألفت النظر بأن المتحدث الرئيسى فى الندوة هو العريان، وكى أثبت لك ان التقرير عجبنى سيتم اذاعته فى كل النشرات وأعطونى عليه مكافأة، ومن ضمن التجارب الصعبة التى عشتها أنه ممنوع إحضار ضيف إلا بعد مرور شهر عليه وهذه فى قوانين دحروج بعكس حاليا الضيوف نشاهدهم كل يوم، ولم يكن فى مثلث ولا هذا الكلام حيث إننى تحدثت ايضا فى اشياء كالمحرمات لها علاقة بانتهاك اجساد النساء فاقدى الاهلية.
■ وفى رأيك من افضل وزير اعلام؟
صفوت الشريف اهم وزير اعلام يعجبنا أو لا، أدار مبنى بحرفية، لانه «ادارجى» شاطر كان المبنى يكسب ولا يخسر، يقود الدبلوماسية الناعمة فى الوطن العربى اجمع باللهجة المصرية بلا منافس، يقدم الأغنية والمهرجان من أقصاها لاقصاها ولا احد يجرؤ بأن يكون على الطاولة ندًا لنا، وأى اهواء خوزعبلية هذه قصص أخرى لا تعنينى.
■ وماذا عن عودتك لقناة On Tv من جديد؟
عُرض علىَّ العودة بـ«صباح On وكان بالنسبة لى امتحانًا لان جمهورى لم يكن مسامحا لـ on tv، لانه غضب من التويتة التى كتبها ساويرس وأنا كنت مجروحة من هذه اللغة، وعاقب القناة من ناحية نسبة المشاهدة، ولكن أنا قررت أن أسبح عكس التيار وأقبل رغم أنه قرار قاس وتحدٍ لى، وجمهورى كتب لى على الصفحة انه غاضب منى لعودتى لهم وقال لى: لا تثقى، والمستشار طه الخطيب تصدى للدفاع عنى وأقنعهم بعودتى من خلال صفحته وعليها اشخاص كثيرون، ومضيت العقد وكان الاتفاق أن اعمل من السبت الى الاربعاء اما اليومان المتبقان مذيعون من الشباب يقدمهما، وبعد ذلك فوجئت بكمية الدعايا فى كل مكان، وتوقعت العمل من فبراير، ثم وجدت اللغة التى تمارس على صباح On لغة حادة «هذا برنامجنا ومتصدقوش»، ولم اعلق وعلمت بوجود جلسة لهم مع مالك القناة وطالبوا بأن يأخذوا ثلاثة ايام وانا اربعة ايام، وهذا كان خروجًا عن العقد فى عدد الايام، لذلك اعتذرت بشكل رسمى وأتمنى أن يرفعوا الاعلانات الخاصة بى لأن جمهورى الذى كان يبحث عنى نقلهم من 15% إلى 40% نسبة مشاهدة، وهم ليسوا متخيلين حجم العقاب حينما يعرف الجمهور إننى اعتذرت، وانا لست غاضبة مما حدث هذا عقد اتفقت عليه وبحدوث خلل بالشروط اعتذرت.
■ وما صحة خلافاتك مع نجيب ساويرس؟
غير صحيح ولم ألتق معه فى حياتى، ساويرس يلتقى من يريد.
■ وما سبب إقالتك من قناة On Tv من قبل؟
جاء قرار من مالك القناة نجيب ساويرس بإقالتى وغادرتها، وجاء لى عرضى القاهرة والناس والطريقة أيضًا التى تمت ازاحتى بها منها ادركت وقتها انه لا طريق ولا قطاع خاص فى الاعلام بمصر يستطيعون ان يتحملوا عبء اسمى لان انحيازى واضح للدولة الوطنية المصرية.
■ وما حقيقة ان تركك On Tv كان بسبب تصريحاتك عن المغرب؟
ليست بسبب موضوع المغرب نهائيا، وانا اعتذرت عنه كما ان التصريح تم اجتزاؤه، ومن شاهد الفيديو سوف يفهم ذلك، وأحب أن أفهم القارئ أن اللحظة التى اتخذ فيها ساويرس قرار إقالتى خرج مع الاعلامى أحمد موسى فى رمضان ظهرا، بحيث لا توجد مشاهدة كى يقول جملة بمثابة المفتاح وهى «عندى اعلامية مش عايز اقول اسمها بتشتغل الصبح بتقولك يا ريس عشان تضبط السوق يجب ان يكون هناك هامش سعر» وهذا هو السبب الحقيقى لازاحتى من القناة، إننى ناشدت الرئيس ان الرأسماليات المستقلة لا تنضبط اوضاعها الا بتحديد هامش ربح لجميع السلع تنقسم مجموعات او فئات وليكن من كذا لكذا.
■ وما حقيقة تهديدك من قبل الاخوان؟
كنت رقم ثلاثة فى القائمة الخاصة بهم، وانا اشتغلت على الكتلة الصامتة ومن اطلق عليهم حزب الكنبة، حيث كنت أحفزها واستدعيتها ودخولهم المعادلة تسبب فى تغيير المشهد، لذلك شكلت عبئًا على مكتب الارشاد لأننى قلت ان هذه الكتلة لابد من وجودها الآن، فكنت مزعجة وعرضت الشريط لحظة حرق مقر الاخوان فى المقطم، حصلت على هذا الشريط من حارس أحد العقارات المحيطة، ولأننى اشتغلت فى الاراضى الفلسطينية فهذا الشريط «باناسونيك» ولا يمكننا قراءته فى مصر، لاننا نعمل بشريط «سونى» ، وفهمت من ذلك أن الذى علم الاخوان التصوير إما حماس أو الجزيرة، واخذت الشريط ودفعت فلوس فى مكتب كبير لديه ماكينه لقراءته وحولته من باناسونيك لشريط اقرأه، وعرضت اهم تقريرين والكل نقل عنى، اجتماع مكتب الارشاد وللقاء جيمى كارتر مع خيرت الشاطر، وللقاء مرسى وهو على المكتب وبجانبه المرشد ويتحدث عن طريقة التعامل مع اسرائيل.
■ وماذا عن مغادرتك لـ«القاهرة والناس»؟
هناك تجربة اسمها القاهرة والناس مالكها لا يعنية منها إلا شهر رمضان، وأى وقت آخر اذ سيأتى بمال خير وبركة واى شخص يأتى بالمال اهلا وسهلا سواء كان «نفسنة» او «تحت الكوبرى» او «المستخبى» وغيرة، وحينما أخذنى كان الله اعلم هل توقع ان يستثمر بى وحينما لم يجد احدًا خلفى ترك ايده كى اسقط.
■ فى النهاية..ما رايك فى تصريحات بعض الاعلاميين بتأييدهم لجمعيات المثليين فى مصر؟
أرفض هذه الجمعيات ونحن من منظومة دينية تعلى فكرة الستر، والأخلاق، والمثلية ضد عقيدتنا فى الاسلام.