الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مطارات العالم تحت الحصار

مطارات العالم تحت الحصار
مطارات العالم تحت الحصار




كتبت - ابتهال مخلوف ووكالات الأنباء


فى الوقت الذى استنفرت فيه مطارات العالم إجراءاتها الأمنية خوفًا من هجمات إرهابية عقب انفجارات الثلاثاء الأسود فى بلجيكا التى أدت إلى مصرع 34 شخصًا وإصابة نحو 230 آخرين، تضاربت الأنباء عن مصير الإرهابى الحى الوحيد الذى يشتبه فى اشتراكه فى الهجمات وكشفت التحقيقات الأولية أن منفذى الهجمات المتزامنة لهم صلة بأحداث فرنسا العام الماضى.
وتراجعت وسائل إعلام بلجيكية كانت قد نشرت فى وقت سابق أمس أنباء عن اعتقال نجم العشراوى المشتبه فيه الرئيسى فى تفجيرات بروكسل إن الشخص المعتقل ليس العشراوى.
وقالت صحيفة لو ليبر بلجيك إن الذى اعتقل شخص آخر. وقالت صحيفة دي.اتش التى كانت أول من نشر التقرير إنه حدث لبس فى هوية الشخص الذى اعتقل فى حى اندرلخت.
وذكر راديو لوكسمبورج أن العشراوى، عمره 24 من أصل تركى، ويملك سيارة مسجلة فى بلجيكا ويُعتقد أنه كان واحدًا من الخبراء الرئيسيين وراء صنع القنابل التى استخدمت فى هجمات باريس، مع اكتشاف حمضه النووى على عدة أحزمة ناسفة تم العثور عليها فى «استاد دو فرانس» ومسرح باتاكلان بعد الهجوم.
وكانت صحيفة (دى. اتش) البلجيكية قد أعلنت أنه عثر على الحمض النووى لنجم العشراوى فى منازل استخدمها مهاجمو باريس فى بلدة أوفليه البلجيكية وحى سكاربيك ببروكسل وأنه سافر إلى المجر فى سبتمبر الماضى مع صلاح عبدالسلام المشتبه به الرئيسى فى هجمات باريس.
ويعتقد خبراء أمنيون أن تفجيرات بروكسل ربما جرى الإعداد لها قبل اعتقال صلاح عبدالسلام المسئول عن هجمات باريس.
وأعلن وزير الداخلية البلجيكى، جان جامبون أن الشعراوى هو من ظهرت صورته معتمراً قبعة على رأسه حين رصدته كاميرا مراقبة فى قاعة المغادرين فى مطار بروكسل بصحبة رجلين آخرين، وكان هو من قام بزرع قنبلة لم تنفجر، مضيفًا إن الادعاء البلجيكى يعتقد أن الرجلين اللذين كانا بصحبة المشتبه به فجرا نفسيهما فى صالة المغادرة بالمطار».
وكشفت هيئة الإذاعة والتلفزيون البلجيكية أن منفذى هجوم مطار بروكسل الآخرين هما الأخوان إبراهيم وخالد البكراوى المقيمان فى بروكسل والمعروفان بسجلهما الجنائى لدى الشرطة وأن هناك خيوطًا تجمعهما بمنفذى هجمات باريس فى نوفمبر الماضى.
وأضافت الهيئة: إن أحد الشقيقين قام باستئجار شقة فى شارلروا جنوب بلجيكا بهوية مزيفة، انطلق منها منفذو اعتداءات باريس فى 13 نوفمبر وعثر فيها على بصمات صلاح عبدالسلام.
وعثر المحققون بعد المداهمة على راية تنظيم داعش وعلى بندقية وأجهزة تفجير وبصمات أصابع صلاح عبدالسلام.
وتوعد تنظيم داعش «بأيام سود» لأولئك الذين يقاتلونها فى سوريا والعراق، وانضمت طائرات حربية بلجيكية للتحالف فى الشرق الأوسط لكن بروكسل التى تضم مقر الاتحاد الأوروبى ومقر حلف شمال الناتو كانت مركزا للتشدد الإسلامى منذ أمد بعيد.
وذكرت صحيفة الجارديان أن بلجيكا ذات الـ 11 مليون نسمة تعتبر المصدر الرئيسى للمتشددين الذين سافروا للحرب فى سوريا فى صفوف داعش حيث انضم للتنظيم نحو 450 بلجيكيًا أغلبهم ترعرعوا فى ضاحية مولينبيك شمال غرب بروكسل والتى يقطنها 100 ألف شخص 80 %  منهم مسلمون
فى غضون ذلك كشفت الوثائق المسربة عن تنظيم داعش وجود «لواء الانتحاريين» فى أوروبا، الذى يضم 123 عضوا، بينهم 25 بلجيكياً مدّرباً وجاهزاً لشن هجمات فى أوروبا.
ويتألف «لواء الانتحاريين» أو ما يسمى «لواء الشهداء» من مجندين جهاديين ينضمون إلى التنظيم بهدف تفجير أنفسهم فقط، ويوجد معظمهم فى فرنسا وألمانيا وتونس وإسبانيا.
ويضم الملف الأكثر سرية لدى داعش، أسماء مستعارة للمقاتلين، وأرقام اتصال أفراد عائلاتهم، وبلدان إقامتهم، ويتألف من عناصر انضموا للتنظيم بهدف الموت فقط.
وشددت عدة دول إجراءات الأمن فى المطارات أو أخضعتها للمراجعة بعد انفجارى بروكسل، فيما ألقى رئيس وزراء أستراليا مالكولم ترنبول باللوم فى الهجوم على سهولة اختراق الحدود الأوروبية وتراخى تدابير الأمن.
كما أمرت السلطات فى لندن وباريس وفرانكفورت بزيادة عدد جنود الشرطة فى دوريات المطارات ومحطات النقل. وسارعت شركات الطيران إلى تحويل الرحلات المتجهة إلى مطار بروكسل مع استمرار إغلاقه.
ووضعت كبرى المدن الأمريكية فى حالة تأهب قصوى وصدرت أوامر إلى الحرس الوطنى بتعزيز الأمن فى مطارى مدينة نيويورك.
من جانبها أعلنت شرطة الحدود الفرنسية، إخلاء مطار «تولوز بلانياك» صباح أمس الأربعاء لإجراء تفتيش أمني، ونشرت عدة تغريدات على تويتر، فيها صور لمسافرين تجمعوا أمام المبنى الرئيسى للوصول والمغادرة، كما يبدو أن ركاباً خرجوا من طائرات على وشك الإقلاع.
واعتبر رئيس الوزراء الفرنسى هجمات بروكسل اعتداء على أوروبا بأسرها، يتطلب ردا أوروبيًا من خلال إجراءات مشتركة من بينها تعزيز مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبى، مضيفا: إن بلاده غضت النظر عن «أفكار السلفية المتطرفة».
فيما أعلن آرد فان دير ستير وزير العدل الهولندى أن وزراء الاتحاد الأوروبى سيجتمعون بطلب من بلجيكا لمناقشة الهجمات الانتحارية صباح اليوم الخميس.
وطالب توماس دى ميزير وزير الداخلية الألمانى بتبادل استخباراتى أفضل بين دول الاتحاد الأوروبى، فيما دعت نقابتا الشرطة فى ألمانيا لتبنى استراتيجية أوروبية ضد الإرهاب وتوفير معلومات عن «الشبكات الإرهابية والهياكل الإجرامية العابرة للحدود».
على الصعيد الاقتصادى، ذكرت صحيفة «بروكسل تايمز» البلجيكية أن الخسائر الاقتصادية جراء الهجمات الإرهابية تقدربنحو 4 مليارات يورو، وأكد الخبير الاقتصادى بيتر فانهوت أن خسائر المباشرة لإغلاق المطارات تصل لعشرة ملايين يورو يوميًا.