الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العلماء يرفضون اقتراحاً برلمانياً باستبدال مادة التربية الدينية بمادة القيم والأخلاق

العلماء يرفضون اقتراحاً  برلمانياً باستبدال مادة التربية الدينية بمادة القيم والأخلاق
العلماء يرفضون اقتراحاً برلمانياً باستبدال مادة التربية الدينية بمادة القيم والأخلاق




كتبت - ناهد سعد


معركة جديدة بدأت تظهر تحت قبة البرلمان بعدما أعلن حزب المصريين الأحرار عن تقديم مشروع قانون بإلغاء مادة التربية الدينية وإحلالها بمادة تدرس القيم والأخلاق، وهو ما أثار ثورة الكثير وعلى رأسهم حزب النور.. وبين هؤلاء وهؤلاء استعرضنا آراء مجموعة من علماء المسلمين حول رأيهم فى ذلك الاقتراح وأستبدال مادة الاخلاق لتحسين الاخلاق العامة.
فى البداية قال أحمد ترك مدير إدارة الدعوة بوزارة الأوقاف إن الدولة لا تتحمل فى الوقت الراهن المزيد من الانقسام المجتمعى، خاصة أن المنتمين إلى التيار المتشدد لن يصمتوا أمام هذه المساعى، ومن المرجح أن تكون لهم ردود أفعال قاسية، إذا لم تتخذ الدولة إجراءات مضادة مبكرا.
وأضاف: إن التعامل مع المسألة الدينية فى مصر لا يتطلب قوانين جديدة، بقدر ما يحتاج إلى استراتيجية شاملة تتضمن تفعيل القوانين ومحاربة التعصب وتجديد الخطاب الدينى والثقافى ومعالجة اقتصادية لتجفيف بيئة الكراهية والصراعات المرتبطة بالدين لأن استبدال مادة الدين بأخرى تتعلق بالقيم، سوف يمنح التيارات المتشددة فرصة للمزايدة عليها وتوظيف الأمر سياسيا لكسب أرضية جديدة فى الشارع وتصوير الدولة بأنها تحارب الدين.
فيما يوضح د . سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف السابق إن حذف مادة الدين من المناهج الدراسية سيؤدى إلى تدنى المستوى الأخلاقى للطلاب، ويمنح فرصة للمتشددين فى المساجد والزوايا والكنائس ليتحكموا فى تشكيل عقول الطلاب كيفما شاءوا، لأن الناس لن يتوقفوا عن طلب المعلومات الدينية، وإن لم يحصلوا عليها فى المدارس سوف يسعون للحصول عليها من أى مكان.
ويقول د. أحمد عبدالرحمن أستاذ علم الأخلاق والفلسفة بجامعة الأزهر: إنه يرفض تدريس مادة الأخلاق على طريقة الفكر العلمانى لكونها لا تستشهد بالقرآن الكريم وسنة نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم - داخل موضوعاتها، وقال إنها لا تصلح للمسلمين.
وأشار إلى أن تدريس مادة الأخلاق وإدخالها إلى المدارس هو البداية لإلغاء مادة التربية الإسلامية وهذه علمانية مرفوضة رفضا تاما، ويتساءل: كيف نلغى الجزء الخاص بالعبادات كأركان الإسلام وغيرها؟ ومن أين سيتعلم أبناؤنا ذلك؟
كذلك قال د. خالد نصار أستاذ الشريعة الإسلامية جامعة الأزهر إن مادة الأخلاق لا يمكن أن تفى بالغرض، ويضيف: رغم أنها جزء مهم من التربية الدينية لكنها ليست كلها فالعبادات مثلا لا يمكن تضمينها بمادة أخلاق عامة لأن لها أحكاماً خاصة.. ويؤكد أن غياب التربية الدينية فى المدارس يؤدى للتفرقة بين أبناء الوطن، ويذكر أن الاختلاف الدينى هو حقيقة قائمة فى واقعنا وإذا لم ترب الأطفال عليها فلن يعرفوها بطريقة صحيحة.. ما قد يؤدى للتطرف الدينى ورفض الآخر المختلف، فوجود التربية الدينية فى المدارس من شأنه منع التسرب الفكرى لأماكن أخرى قد تزرع التطرف الدينى والطائفى عند الأطفال دون رقابة ما قد يجعلهم بعيدين عن الفكر الوسطى.
ومن جانبه، شدد الدكتور عبد الغفار هلال، عضو مجمع البحوث الإسلامية، على ضرورة بقاء مادة الدين فى كل المراحل التعليمية كما هي، لأنها تعلم أولادنا كيفية عبادة الله عز وجل، لافتاً إلى أن تحويل مادة الدين لمادة القيم والاخلاق ، يقود إلى تجاهل ثوابت الدين، لأن الأخلاق الحسنة انبثقت من الدين.
وقال إن السيدة «عائشة» قالت فى بعض الأحاديث: «كان خلق الرسول من القرآن»، مضيفًا: إن فهم الأخلاق بمعناها الضيق يقودنا إلى ارتكاب الأخطاء، لأن الأخلاق جزء من الدين، وتعليم الأخلاق من غير الدين يخالف الثوابت الدينية.
وأوضح أن إلغاء مادة الدين بالمدارس يباعد الطلاب عن الدين وطاعة الله، مشيراً إلى أن إقامة شعائر الله تقوى لدى الطلاب قيمهم الأخلاقية والعكس صحيح، مطالباً أصحاب الديانات الأخرى بكتابة دينهم وتعليمه الطلاب لخلق نوع من القيم السوية.
وأشار د. أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إلى أن مقترح إلغاء مادة التربية الإسلامية من المناهج الدراسية، يؤدى إلى تدنى المستوى الأخلاقى للطلاب، من خلال عدم المعرفة بأصول الحياة التى تقوم بها التربية الدينة السليمة.
وأكد أن تطوير المؤسسات التعليمية يقوم على خطط عشوائية وارتجالية دائماً فى مصر، مما أدى إلى انهيار منظمومة التعليم، لافتا إلى أن الخطط التعليمية لا يمر عليها أكثر من سنتين فى المؤسسات التعليمة ما يؤدى إلى عدم وضوح الأهداف المرجوة من الخطة التى وضعت لتطوير المناهج وتعليم أجيال تحمل المسئولية فى المستقبل.
وأضاف: إن المناهج الدينية فى المؤسسات التعليمية هى الأساس والقواعد الثابتة للمجتمع المصرى، وإلغاؤها يأخذ المجتمع إلى الهاوية الأخلاقية والدينية وسقوط الأصول الثابتة للمجتمع المصرى.
وتقول د. آمنة نصيرأستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية والنائبة بمجلس النواب: إن المشكلة الحقيقية ليست فى فرض المادة أو إلغائها، ولكن المشكلة الحقيقية فى تدريس المادة، التى تعامل على أنها مادة ثانوية، علمًا بأنها مادة رئيسية وأساسية لكل مسلم فى مصر، فكيف لا ندرس الدين للطلاب، ونطالبهم بأن يكونوا أشخاصا متحلين بالأخلاق.
وأضافت: إن تدريس مادة الدين أمر واجب ولا يجب أن نتقاعس عنه تحت أى بند من البنود، فإلغاء مادة الدين معناه أننا نخرج جيلا كاملا بلا عقيدة وبلا هوية على الإطلاق، وهو شيء لا يمكن قبوله فى مجتمع يعترف بالديانات السماوية.