الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عتب البيوت» يفتتح اليوبيل الفضى للمستقلين

«عتب البيوت» يفتتح اليوبيل الفضى للمستقلين
«عتب البيوت» يفتتح اليوبيل الفضى للمستقلين




بعد سنوات طويلة، من الصبر والمثابرة، والعمل الجاد والاجتهاد الحقيقى، يحتفل المسرح المستقل بمرور 25 عاما على إنشائه، تبدأ هذه الاحتفالية الكبرى، والتى تضم  عددًا لا حصر له من الفعاليات الهامة، يوم الأحد الموافق 27 مارس الجارى، وهو نفس اليوم، الذى يحتفل فيه العالم باليوم العالمى للمسرح، وبالتالى يتزامن الاحتفال مع هذا اليوم الاستثنائى، ينظم الاحتفالية، صندوق وحدة دعم المسرح المستقل، فى أول نشاط فعلى له منذ تأسيسه العام الماضى، والذى يضم فى مجلس أمنائه، كلا من المخرجة عبير على، والكاتبة رشا عبد المنعم، والمخرج طارق سعيد، ومحمد عبد الخالق، ومايسة زكى، والمخرجة نورا  أمين، ويشارك أيضا فى تنظيم هذا الاحتفال، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، الدكتورة أمل الصبان، ورئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافى المخرج خالد جلال، ورئيس صندوق التنمية الثقافية الدكتورة نيفين الكيلانى، والدكتور سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة.
يبدأ حفل الافتتاح بافتتاحية فنية قصيرة، ثم يلقى وزير الثقافة حلمى النمنم كلمته، يعقبها كلمة اليوم العالمى للمسرح، بعنوان «هل نحتاج للمسرح»، وتلقيها الفنانة سلوى محمد على، والتى كتبها هذا العام، الروسى أناتولى فاسيليف، وترجمها الدكتور يوسف عيدابى من السودان، ثم تلقى الدكتورة هدى وصفى كلمة المسرح المصرى، والتى كتبتها خصيصا لهذا اليوم، ثم كلمة المسرحيين المستقلين والتى يلقيها الفنان خالد الصاوى .
      تستمر فعاليات الاحتفال، باليوبيل الفضى، أربعة أيام متواصلة، وتتضمن إعادة بعض العروض الناجحة، لفرق المسرح المستقل، على اختلاف توجهاتها الفنية، ويفتتح هذه العروض، المخرج المسرحى محمود أبو دومة، على خشبة الهناجر، بعرض «عتب البيوت» لفرقة المسرح البديل بالإسكندرية، ثم عرض «محطات من رحلة» إخراج عفت يحيى، وعرض البانتومايم «ثلاث عروض وفرقة واحدة» إخراج مصطفى حزين، «أوسكار والسيدة الوردية» إخراج هانى المتناوى، «حلم بلاستيك» إخراج شادى الدالى، «أنا دلوقتى ميت» إخراج هانى عفيفى، «آخر حكايات النيل» إخراج جمعة محمد، وعرض بعنوان «لسه هنا» ليلة من ليالى الورشة، للمخرج حسن الجريتلى، كما تقدم قاعة الجاليرى بالهناجر، مجموعة من الأعمال المسرحية المسجلة، لبعض الفرق، منها عروض «ذاكرة المياه» و«صحراوية» للمخرجة عفت يحيى، و«لما بدأ يتسنى»، «بيت الطيب» إخراج عمرو قابيل، وعرض آخر للمخرج محمد الطايع، وطارق الدويرى .
يصاحب هذه الفعاليات الفنية، عدد من الورش المسرحية المتنوعة، منها ورشة تمثيل بمركز أزوريس، للإنتاج الفنى والتدريب، ويقدمها الفنان أحمد مختار، وورشة سينوغرافيا لمهندس الديكور حازم شبل بمسرح أوبرا ملك، وورشة للإنتاج المسرحى وتنظيم المهرجانات، يقدمها المخرج جمال ياقوت بمقر المجلس الأعلى للثقافة، وورشة بانتومايم تدريب حمادة شوشة بمركز إبداع الغورى بالأزهر، كما سيتم إصدار مجموعة كبيرة من الكتيبات، تضم توثيقًا لرحلة المسرح المستقل على مدار 25 سنة، بجانب ذلك سيتم عقد مجموعة، من الندوات تحت عنوان «المسرح المستقل ومؤسسات الدولة»، سواء المؤسسات المدنية أو الحكومية أو التشريعية، وتستمر الندوات على مدار ثلاث أيام 28، 29، 30 مارس .
تعرض المسرح المستقل، إلى فترات صعود وهبوط كثيرة، وإلى ضغوط، كادت تدمر إبداع صناعه، لفترات طويلة، كان أبرزها الفترة، التى أغلق فيها مسرح الهناجر سنوات، مما دفع البعض إلى البحث، عن أماكن ومساحات فنية جديدة لاستيعاب أعمالهم، والتى لم تتوقف رغم كل الضغوط، ومحاولات اقصاء الدولة لهم، إلى أن توصل أخيرا، أعضاء المسرح المستقل، لصيغة تعاون مشترك مع الدولة، من خلال تأسيس صندوق الدعم الفنى، الذى احتوى على بنود أهمها وضع ميزانية سنوية لفرق المسرح المستقل، وهذه الخطوة التى كان يسعى إليها المستقلون منذ انشاء حركتهم الفنية، وحتى اليوم، أى منذ 25 عاما، وهم يحاولون، التوصل إلى صيغة تعاون والحصول، على دعم من الدولة، لكنهم فى الوقت نفسه، احتفظوا باستقلالهم الفكرى عن مؤسسات الدولة، وهى الفلسفة التى كانوا يسعون إلى ترسيخها منذ زمن بعيد، وكانت المرة الأولى التى قرر فيها وزير الثقافة فاروق حسنى عام 1999، تخصيص 12 منحة سنوية للاثنى عشرة فرقة، وقتها كانت قد بدأت مرحلة جديدة، ليس فقط لأهمية المساندة المالية، ولكن لأنه منذ ذلك الوقت، تم الاعتراف الرسمى بالحركة بعد سنوات من التواجد. بدأت حركة المسرح المستقل، فى أوائل تسعينيات القرن العشرين، عندما قررت وزارة الثقافة، إلغاء دورة مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، بسبب ظروف حرب الخليج، مما أثار غضب المسرحيين وقتها، وقرر الفنان خالد الصاوى، عقد اجتماع عاجل مع زملائه، وأعلنوا خلاله، فى بيان لهم عن إنشاء حركة المسرح المستقل، غير التابع للدولة، وغير الهادف للربح، والرافض لسياسيات الدولة الثقافية، فالكيانات المستقلة، هى كيانات مسرحية، مكملة لخريطة المسرح المصرى، لكنه  يختلف فى طبيعته وهدفه، عن مسرح القطاع الخاص، فى أنه ليس هادفا للربح فى المقام الأول، لكن يتقاطع معه، فى أن كلا منهما لا يلقى دعما من الدولة، أى غير تابع لمؤسسة رسمية، وهو أيضا يختلف عن مسرح الدولة، فى آليات الإنتاج فنيا وإداريا- فالمستقلون مشاريع فنية بحثية، تعمل عبر مختبرات وورش للبحث والتطوير، فى آليات الإبداع والمبدعين وهم مجموعات كل يعمل على مشروعه النوعى، وهم ليسوا هواة بل محترفين للمسرح، وتمثل الاستمرارية شرطا أساسيا من شروط الاحتراف.
اقتصرت فى البداية فرق المسرح المستقل على عشر فرق أساسية، من رواد وصناع هذه الحركة، كان منها فرقة «الحركة» التى أسسها الفنان خالد الصاوى، و«الضوء» المخرج طارق السعيد، «اتيليه المسرح» محمد عبد الخالق، «الورشة» حسن الجريتلى، «المسحراتي» عبير على، «القافلة» عفت يحيى، «لاموزيكا» نورا أمين، «همسة» عمرو قابيل، «الغجر» عزة الحسينى، فرقة «المسرح البديل» الإسكندرية للمخرج محمود أبو دومة، لكن بعد تأسيس هذه المجموعة بسنوات، ومع بدء الألفية الثالثة، بدأت تنتعش حركة المسرح المستقل، وتتسع الدائرة لعدد أكبر، وأرحب من الفرق الشبابية الجديدة، والتى أصبحت تعتمد على التمويل الذاتى البحت، وبرزت حركة هذه الفرق، بشكل أكبر بعد ثورة 25 يناير، فمن الفرق المسرحية، التى أصبحت بارزة ومنافسة بقوة، فى العشر سنوات الأخيرة، كانت فرق «تياترو للمسرح المستقل»، ومؤسسها المخرج عمر المعتز بالله، فرقة «مسرح الممثل» لشادى الدالى، فريق «الشنطة المسرحية» هانى المتناوى، «جماعة تمرد الفنون» لمحمد الطايع بالإسكندرية، «فرقة حالة» محمد عبد الفتاح، مسرح «الساعة» هانى عفيفى، «اللعبة المسرحية» دعاء حمزة، «ملح» ريم حجاب، «هلوسة» هانى عبد الناصر، وغيرها من الفرق التى أصبحت لا تعد ولا تحصى .