الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الحسين فوزى.. سجل الحياة المصرية

الحسين فوزى.. سجل الحياة المصرية
الحسين فوزى.. سجل الحياة المصرية




كتب – أحمد سميح


ضمن فعاليات المشروع الثقافى والفنى لكلية الفنون الجميلة بالقاهرة والذى يحمل اسم «مشوار فنان» بهدف تعريف طلبة الكلية بأقسامها المختلفة وجموع الحركة التشكيلية المصرية برموز كلية الفنون الجميلة أقام قسم الجرافيك بالكلية مؤخرا أولى ندوات المشروع والذى تناول سيرة حياة ومسيرة الفنان الكبير الراحل الحسين فوزى وهو أول رئيس مصرى لقسم الجرافيك – قسم الحفر وقتها - وتحدث فيها محاضرا تلميذه النجيب الفنان الدكتور حازم فتح الله الأستاذ المتفرغ بقسم الجرافيك والعميد الأسبق لكلية الفنون الجميلة ونائب رئيس جامعة حلوان الأسبق بحضور الفنان الدكتور بدر الدين عوض رئيس قسم الجرافيك بالكلية والدكتورة صفية القبانى عميد الكلية.
ويعد الفنان الرائد الحسين فوزى الأب الروحى للرسم الصحفى المصرى من خلال تاريخ فنى حافل قضاه فى مجال الرسوم الصحفية ابتداء من عام 1924 أول تاريخ لأولى أعماله الصحفية, مرورا بمرحلة ما بعد منحته الدراسية إلى فرنسا وبعد تدريسه بكلية الفنون الجميلة وكونه أول رئيس لقسم الحفر, قام خلال هذه الفترة وحتى تسعينيات القرن الماضى بعمل رسومات للعديد من المجلات والجرائد وكان خلال تلك الفترة ما يزال يقوم أيضاً بالتدريس بكلية الفنون الجميلة ليتخرج من تلاميذه من التحق أيضاً بمجال الرسم الصحفى ويسيروا على نفس منهجه ثم يتخذ بعضًا منهم منهجاً مغايراً فى الأسلوب بعد وهكذا وعلى مدار عقود طويلة وحتى وقتنا الحالى لا تزال بصمة الحسين فوزى فى مجال الرسم الصحفى باقية من خلال أعمال تلاميذه أو تلاميذ تلاميذه، ليتعلم من تلك الأعمال أجيال أخرى، وليكون الحسين فوزى بأعماله المرسومة رائد فن الرسم الصحفى المصرى.
وفى بداية الندوة تحدث الدكتور حازم فتح الله واصفا الحسين فوزى: «هو رائد الفنون الجميلة وأول رئيس مصرى لقسم الجرافيك والدولة كرمته بالحصول على وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى بعد ماحصل على جائزتى الدولة التشجيعية والتقديرية، وهو فنان واستاذ معلم وصاحب مدرسة مازالت تؤتى ثمارها حتى الآن». ولفت «فتح الله» إلى انه لا يوجد فنان أو أستاذ بقسم الجرافيك إلا وتأثر بالحسين فوزى حتى ولو لم يره، وواصل حديثه قائلا: «الحسين فوزى مواليد 1905م وتوفى عام1999م، وكان قد وصل إلى سن المعاش عام 1965م وكنت وقتها طالبا فى السنة الثالثة بكلية الفنون الجميلة، وتولى رئاسة القسم من بعده الأستاذ الدكتور عبد الله جوهر، وهو أستاذ عظيم لم يأخذ حقه فقد فضل «الفنون الجميلة» على كلية الهندسة – «المهندس خانة» فى حينها – وحصل على دبلوم مدرسة الفنون الجميلة عام 1927م من قسم التصوير لأنه لم يكن قد أنشئ قسم الجرافيك بعد، وفى أثناء دراسته بالكلية كان له نشاط فى الصحافة وهى من أهم الجوانب الفنية فى حياته وفى حياة الصحافة المصرية والتى مارسها منذ عشرينيات القرن الماضي، فجميع من مارسوا الرسم الصحفى هم تلاميذ الحسين فوزى قبل أن ينهار الرسم الصحفى حاليا عدا بقايا فمستوى الرسم الصحفى حاليا متدنِ. وطالب «فتح الله» من خلال اسم الحسين فوزى باستعادة بعض من التاريخ والجوانب الهامة التى تطرق لها الفنان الراحل فى لوحاته ورسومه الصحفية، ولفت إلى أنه فى الفترة التى تخرج فيها الحسين فوزى كانت الدولة تهتم بالفنون وتقيم المسابقات الفنية وكانت الجائزة عبارة عن بعثات أو دراسة مجانية، فحصل الحسين فوزى على جائزة فى مسابقة وكانت بالسفر إلى فرنسا، وكان هدفه التعلم والتمرن فتتلمذ على يد أستاذ فرنسى يسمى فوجيرا فى مجال التصوير، ثم التحق بمدرسة استين لفن الحفر ثم التحق بمدرسة عليا للفنون الزخرفية - الديكور- فأتقن الرسم والتصوير والحفر والديكور مما أهله للمشاركة فى صالون باريس أثناء بعثته، وأشار «فتح الله» إلى أنه بالرجوع إلى التاريخ سنجد أن هناك فنانون عالميون كانت ترفض أعماهم من المشاركة فكان الصالون هو المصفاة لفنانى العالم، ثم عاد الحسين فوزى إلى مصر عام 1934م وكان قسم الجرافيك بالكلية قد أنشئ قبلها بعام وكان يرأسه السيد برنارد رايس وتم تعيينه بالقسم وكان أول أستاذ مصرى بهذا القسم ثم تولى رئاسته بعد ذلك وظل رئيسا له حتى خروجه على المعاش عام 1965م.
وعن عدم حصول الحسين فوزى على مايستحقه من مكانة لفت «فتح الله» إلى أنه عندما بدأت الدولة تعمم وتحدث النظام الجامعى تمت مراجعة شهادات أساتذة الكليات فلم يعترف النظام الجامعى وقتها بشهادات الحسين فوزى التى حصل عليها واعتبرها لا تعادل الدكتوراة فمنع من الإشراف على الرسائل العلمية أو مناقشتها رغم أنه أستاذ الأساتذة الذين يمنحون الماجيستير والدكتوراة، وكتبت عنه رسالتان علميتان وهو لم يناقش أو يشرف على رسالة، ولا يوجد كتاب أو رسالة علمية تتعرض لتاريخ الحركة التشكيلية المصرية أو لتاريخ الجرافيك المصرى إلا وفيها فصل عن الحسين فوزى.
فيما أكد الدكتور حازم فتح الله: «الحسين فوزى اكتسب قيمته الفنية من عمله وليس من شهادته، واكتسب قيمته الفنية من عطاءه لتلاميذه ومن جماهيريته بين أبناء الشعب الذى كانو يتشوقون لرسومه فى الصحافة المصرية».
ولفت «فتح الله» إلى الجوانب الإنسانية لدى الحسين فوزى وكيف أنه كان ينحاز ويختار رسم الحرف البسيطة الموجودة فى زمانه كما فى لوحته «الدلالة» وكيف كانت لوحاته سجلا للحياة المصرية، وأشار إلى رسومه لكتاب «مساجد مصر» ومدى براعته وتمكنه فى تسجيل التفاصيل بحرفية شديدة تفوق معظم فنانى المستشرقين ومعظم فنانى كتاب «وصف مصر» وهو مع ذلك لم يهمل جانبه الإبداعى فى الرسم والحفر، وأيضا إلى إبداعه فى لوحات كتاب «مآذن القاهرة»، وكيف أنه رسم فى الصحافة إلى جوار عمالقة الأدب والثقافة المصرية من أمثال نجيب محفوظ ويوسف السباعى وغيرهم، وأشار إلى ما تحمله لوحاته من رومانتيكية وواقعية وتعبيرية فى آن واصفا ايه بالفنان متعدد المدارس والاتجاهات.