الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لم نطلق شرارة الثورة ولم نكن من زعمائها!!

لم نطلق شرارة الثورة ولم نكن من زعمائها!!
لم نطلق شرارة الثورة ولم نكن من زعمائها!!




رشاد كامل يكتب:

منذ خمس سنوات بالتمام والكمال أصدر الكاتب والمؤرخ والصحفى الفرنسى «روبير سوليه» من أصل مصرى كتابه المهم «سقوط الفرعون: ثمانية عشر يومًا غيرت وجه مصر».
وبعد عام من صدوره صدر الكتاب بالعربية مع مقدمة مهمة جاء فى نهايتها هذه السطور الخطية: «إن مجرد التطلع إلى الديمقراطية وطرد نظام شمولى لا يكفى لإقرار الديمقراطية، هناك فى مصر قوى ظلامية تسعى للاستفادة من حالة الاضطراب الحالية، لفرض أفكار تعود لعصر آخر، وإعادة البلاد قرونًا إلى الوراء».
اللافت للانتباه أن سطور هذه المقدمة كتبها فى 16 إبريل سنة 2012 أى قبل تولى د. محمد مرسى وجماعته حكم مصر بعدة شهور، وكأن سطور الرجل نبوءة مبكرة، وعلى مدى صفحات الكتاب كله ( 232 صفحة - ترجمة د. ناهد الطنانى - إصدارات مكتبة الأسرة) راح المؤلف يرصد دور الإخوان فى تلك الأيام الثمانية عشرة، سطر هنا وسطور هناك، فقرة هنا وفقرات هناك لكنها ترسم بدقة شديدة كيف خدعت الجماعة كل المصريين سواء شاركوا فى الثورة أو لم يشاركوا!!
فى أحد فصول الكتاب الإخوان يخرجون من دائرة الظل «يروى المؤلف واقعة مهمة ملخصها أن أحد الشباب استبد به الحماس فأخذ يصيح: حى على الجهاد!! فالتف حوله خمسة من الشباب مطالبين إياه بالصمت قائلين: نحن جميعًا مصريون هنا ولا يوجد جهاد!!
ومع ذلك فقد تزايد وجود الإخوان المسلمين بميدان التحرير فالجماعة التى لم تنضم إلى الجماهير الثائرة فى بداية الأمر مكتفية بمشاركة شبابها بشكل فردى سرعان ما اختارت اللحظة المناسبة للحاق بالركب، ليس هذا فقط بل استطاعت أن تزيد شيئًا فشيئًا من ثقل تواجدها فى قلب الثورة!!
كما إنهم لم يعودوا يضعون شارة الإخوان ولكن يسهل التعرف على البعض منهم من النظرة الأولى  بفضل لحيتهم وعلامة الصلاة على جباههم. كان الممثل الرئيسى للإخوان فى ميدان التحرير هو الدكتور «محمد البلتاجى» وكان يرتدى بدلة ورابطة عنق فى محاولة لإعطاء صورة عن الإخوان تقضى قدر الاستطاعة على بواعث القلق!!
فقد كان يقول: إن نظام مبارك يحاول ابتزاز الغرب بأن يقدم نفسه على إنه الدرع الوحيدة القادرة على منع إقامة جمهورية إسلامية، ولكن الإخوان ليسوا هم من أطلق شرارة الثورة، نحن فقط نشارك فيها، نحن فى قلب الحركة ولكننا لسنا زعماءها إن الرعب الذى يسيطر على الغرب غير مبرر، فمصر ليست إيران ونحن نؤمن بالديمقراطية، وبالحريات المدنية، وحق كل فرد فى ممارسة شعائر دينه».
ويعلق المؤلف على ذلك بقوله «ولكن هذا ليس على وجه الدقة ما يتضح من برنامج الإخوان الذى أعلن عام 2007، فقد قرأنا فيه على سبيل المثال إنه يجب على مجلس علماء الدين مراجعة القوانين التى يعتمدها البرلمان، كما نقرأ فيه أيضًا إنه لا يجوز تولى رئاسة الجمهورية أى من الأقباط أو المرأة ثم أليس شعار «الإسلام هو الحل» الذى يرفعه الإخوان فى كل حملة انتخابية بمثابة أسلمة للمجتمع!؟
ويضيف: لقد اقتنصت - الجماعة - لنفسها الشرعية بعد أن كانت حتى الآن مقبولة فقط، فى أثناء استفتاء 19 من مارس (2011)  بذلت الجماعة كل ما فى وسعها لتغليب «نعم» ونجحت فى ذلك إلى حد بعيد (77.2٪) من الأصوات أما أغلب المعارضين الذين دعوا إلى قول لا قناعة منهم بضعف التعديلات الدستورية فقد اكتشفوا مدى قوة الإخوان!!
وأتوقف قليلًا أمام تصريح «د. محمد البرادعي» لقناة «ايه بى سي» الأمريكية حيث قال «إن الإخوان المسلمين ليسوا متطرفين على الإطلاق وهم لا يلجأون أبدًا إلى العنف»!!
وأخيرًا يقول: «الأربعة عشر شهرًا التى أعقبت هذه الفترة سمحت بالتناول الصريح لكل الموضوعات تقريبًا، أما الإخوان المسلمون والسلفيون الذين تصدروا المشهد فقد جعلوا الدين هو محور لكل نقاش وشاركوا فى مواجهات طائفية  تحولت أكثر من مرة إلى نهايات درامية، وتفتت وحدة ميدان التحرير الرائعة.
ولم يكن ذلك كل ما فى الكتاب، ولكنه سطور قليلة عظيمة الدلالة!!