الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ذكرى الحبايب حب

ذكرى الحبايب حب
ذكرى الحبايب حب




مديحة عزت تكتب:

إلى سيدة الصحافة أستاذة الصحافة فاطمة اليوسف إليها فى ذكرى وفاتها..
دنيا الصحافة ياروزا أنت باريزها
وأنت الصبية الحلوة من عواجيزها
غنى القلم يوم ميلادك والورق زغرط
يامدرسة كلنا كنا تلاميذك
روزا تمثيلها الفنى يملأ عينى ضى
وعظمى يتفكك منى لما تكتب واقرأ فى المجلة والكلمة من روزاليوسف تتضرب فى الأمثال
أذكر اليوم ذكرى وفاة واحدة من أعظم نساء التاريخ المصرى التى رحلت فى مثل هذه الأيام من شهر إبريل سيدة الصحافة والفن استاذة الصحافة فاطمة اليوسف التى أودعنا جسدها القبر منذ «58» سنة تاركة تاريخاً عظيماً فنيا وصحفياً.. فقد كانت أول سيدة فى مصر تصدر مجلة سياسية باسمها المسرحى وتصبح من أشهر الصحف.
السياسية فى مصر والتى أصبحت اليوم مؤسسة صحفية كبيرة بل من أكبر المؤسسات الصحفية فى مصر.. رحلت فاطمة اليوسف وتركت تاريخاً صحفياً وقائمة بأسماء من كبار رجال الصحافة والأدب الذين بدأوا فى «روزاليوسف» وكبروا فى روزاليوسف.. وكانت العزيزة فاطمة اليوسف أول من بدأ فى توظيف الفتيات وهى التى جعلت من بعضهن أشهر الصحفيات وأقدر المديرات وأشرف العاملات.. فاطمة اليوسف التى لم أحب بعد أمى أما غيرها كانت أغلى عندى من جدتى.. كان فرق السن بيننا كبيراً ولكن كان التفاهم والتقاء الأرواح قريباً جداً صدقتها كما لم أصدق أحدا قبلها ولا بعدها كانت ترتاح لي وكنت أرتاح معها كنت ألتقط ما تريد أن تقول قبل أن تنطق وكانت تقرأ ما فى نفس بمجرد أن تلقانى.. علمتنى الكثير واختصتنى بأدق أسرارها وذكرياتها وكانت ترتاح وتسعد كثيراً فى إعادة الماضى.. وكانت رحمها الله تقول لى من لا ماضى له ليس له مستقبل ماضى الإنسان تاريخه الذى يستفيد منه فى المستقبل.. كانت تطلب منى الاحتفاظ بكل ورقة مكتوبة حتى لو كانت كارت معايدة.. كانت تقول: كل كلمة لها وقت نرجع لها عند اللزوم. إلى سيدة الصحافة فاطمة اليوسف فى رحاب الله الدعاء بالرحمة والغفران بقدر عطائها للصحافة والفن.. هذه السيدة التى كانت من أهم كلماتها أنها رغم قسوة المحن صبراً على الجهاد فى سبيل المبدأ ثم تقول: إذا كنت أرتضيت لمجلتى خط المعارضة فإن من بواعث ارتياحى أن أجد تأييداً عظيماً من القراء.. ومن أقوالها «ما ضاع شعب حافظ أبناؤه على كرامتهم».
وكانت تحب الشاعر الهندى «تاجور» وتردد كلماته المأثورة «حضرت إليك أيتها الأرض كغريب.. وعشت فيك كضيف.. ورحلت عنك كصديق».. هذه هى سيدة الصحافة فاطمة اليوسف صاحبة الذكرى التى أحببتها قدر حبى لأمى.. ولو أننى عدت بالذاكرة إلى الماضى وحاولت أن أكتب عن الذين علمونى صغيرة وتأثرت بهم فى حياتى وفى بناء شخصيتى وكان لهم الفضل الكبير فيما وصلت إليه من العلم والمعرفة بشئون الحياة والناس والفن فلا جدال أن أولهم الاستاذة العظيمة فاطمة اليوسف.. التى آمنت برسالة «قاسم أمين» محرر المرأة وحققت أهدافه بتشغيل المرأة فى جميع المجالات على هذا النحو العملى..
ولم تكتب بسيرته وجهاده بقدر ما نفذت تعاليمه وكان إعجابها بجهاده واضحاً.. ولما نزل بها قضاء الله دفنت إلى جواره فى مقبرته كأى تلميذة تؤمن بزعيم وتراه قمينا بالصحبة الطويلة فى عالم الخلود!
وهى إذا ما كانت تركتنا بجسدها من زمن إلا أن روحها الخالدة مازلت باقية تطوف حولنا هذا لأن الحق باق والخير باق والحب باق وهى كانت كل هذا.
وبعد.. هذه الأبيات لشاعر النيل حافظ إبراهيم
وكم ذا بمصر من المضحكات.
كما قال فيها أبوالطيب :
أمور تمر وعيش يمر
ونحن من اللهو فى ملعب.
رحم الله شاعر النيل الذى أقدم أبياته بمناسبة ذكرى رحيل الثقافة وفشت الجهالة كما قال أستاذنا عباس العقاد..
وأبدأ كلامى بالتحية والدعاء بالرحمة والغفران إلى رجل العلم والثقافة والأدب والمعلم الوزير الصديق العزيز «ثروت عكاشة» الذى تمر هذه الأيام ذكرى رحيله ولم يذكرها ولا يذكره أحد فى زحمة «عبدالحليم حافظ» مش قلت فشت الجهالة واستفاض المنكر.. ثروت عكاشة رحمه الله عظيم الثقافة.
 الدكتور ثروت عكاشة الإنسان الوطنى الذى كان أحد رجال الثورة الفنان الذى شرف مصر فى خدمته الدبلوماسية عندما كان سفيراً لمصر فى فرنسا.. وشرف الثقافة وارتفع بالفن والأدب وهو على رأس وزارة الثقافة.. عليك ألف رحمة يادكتور ثروت عكاشة يامن علمتنى قراءة الشعر عن طريق إهدائى جميع مؤلفات جبران خليل جبران شاعر المهجر الذى ترجمها وقدمها ثروت عكاشة.
وللمعلومات العامة وإلى وزارة الثقافة بالذات وهيئة الكتاب أن ثروت عكاشة صاحب مشروع القراءة للجميع وأول من حقق اشتراكية ثقافية عندما كان وزيرا للثقافة وتكوينه مكتبة الثقافة التى كانت تقدم انتاج كبار الكتاب والشعراء وكان ثمن الكتاب «قرشين صاغ».. ياريت ياوزارة الثقافة اليوم عودة زمن ثروت عكاشة الفنى والأدبى والعلمى.. رحم الله ثروت عكاشة والذين معه فى رحاب الله من الحبايب..
وإلى عبدالحليم حافظ صاحب وصديق الزمن الجميل هده الأبيات من مراثى الشاعر صالح جودت فى ذكراه يقول صالح
 ياحليم..
يا راحلا أنعم بذكرك نرويها فتروينا
يا راحلا لم يزل يحيى ليالينا
والحب مثلته نجوى ملائكة
يقدسون المعانى لا شياطينا
أما أبوالعلاء المعرى يقول هذا البيت: ياعبدالحليم
قد نطوامينا على الله وافتروا
فمالهم لا يفترون علينا
وكأن المعرى يعزيك ياحليم ويصف الأفاقين المفترين عليك وأنت فى رحاب الله.. حتى جثمانك وقبرك لم يسلم من افتراء المرتزقة والأفاقين وإدعائهم عليك وعلى رفاتك من الخرافات والأكاذيب ولم يحترم كل من يروج لهذه الخرافة حرمة المقابر واحترام رفات الموتى.. ورغم مرور «39» سنة على رحيله مازال الأفاقون يروجون خرافة أن جثمانه لم يتحلل وإنه وضع يده يتبع..
على وجهه وشعره ورموش عينيه ولمعلومات هؤلاء المدعين.. أن شعر عبدالحليم سقط وكان يستعمل باروكة فهل دفن عليه رحمة الله بالباروكة ثم إن جثمان عبدالحليم كان شديد الهزال «جلد على عظم» كما يقولون فى النهاية من شدة النزيف الأخير.. ويا لهول الخرافة التى لازالت تتردد «39» سنة ياعبدالحليم.. وفى كل ذكرى يزوجونه رغم أن مرضه كان يمنعه من الزواج وكانت له جملة كان يرددها رحمة الله عند ما تسأله: متى تتزج ياحليم؟ يقول: «أحس أن الموت هو أحضان المرأة» عليك رحمة الله ياعبدالحليم ياصديقى الراحل العزيز ياعالم ارحموا عبد الحليم الفنان والإنسان الذى عاش لفنه ومرضه رحمه الله كان يمنعه من الزواج.. حتى إن جميلة الجميلات «سعاد حسنى» اللى قالوا إنه تزوجها قالت للاستاذ حسن إمام عمر عليه رحمة الله عندما قال لها: إيه رأيك أجوزك عبدالحليم؟ حافظ قالت: عبدالحليم محتاج ممرضه مش زوجة!!
وبعد للاسف الشديد أن ما يحدث من حكايات وروايات فى ذكرى رحيلك «39» ياعبدالحليم.. «39» سنة..
عليك رحمة الله وغفرانه.. مازالوا يتقولون ويعلنون معلوماتهم المزوقة وعبدالحليم قال لى وقلت له وهكذا «39» سنة ياعبدالحليم وسيرتك ثمن الحب والصداقة.. وإللى يقولوه يعيدوه وهكذا ناقص يقولوا أنهم سبب شهرتك.. وبعد كل هذه السنين وأنت فى رحاب الله يسألون هل تزوجت فلانة؟ ولا داعى لذكر أسماء احتراماً لذكرى الموتى رحم الله عبدالحليم حافظ الصديق والإنسان والفنان الذكى جدا الذى أصبحت سيرته وذكرى رحيله صدقة جارية على كل مدعى صداقته وعشرته وتاريخه!!
وإلى أحمد زكى الفنان القدير الإنسان الراقى الذى كان عظيماً فناً وخلقاً وإنسانية فى تاريخه الفنى الذى لم يطل أحمد زكى الممثل الرائع فى كل أدواره.. وأعظم من قدم صورة الزعيمين جمال عبدالناصر وأنور السادات إليهم جميعاً الدعاء بالرحمة والغفران مع كل من معهم فى رحاب الله.
وأخيراً.. ياسيناء سامحينا ياسيناء لو كنا غفلنا عن رضاك أو تأمين حماك من إرهاب وغدر بقايا انفاق بلطجية حماس يكفيك شرهم والنصر والسلامة والسلام لسيناء معبر الأنبياء والرسل ومهبط الرسالات السماوية.. والأمل بما يمكن أن تصنيفه للاقتصاد وأمن مصر!!
وإليكم الحب كله وتصبحون على حب