الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بوابة الإسكندرية تكلفت الملايين فأصبحت غابة موحشة

بوابة الإسكندرية تكلفت الملايين فأصبحت غابة موحشة
بوابة الإسكندرية تكلفت الملايين فأصبحت غابة موحشة




الإسكندرية - نسرين عبد الرحيم


تعد منطقة محطة مصر بوابة ومدخل الاسكندرية وهى  من أكثر المناطق حركة ونشاطًا بالثغر، فبها محطة قطار رئيسية لاستقبال الوافدين والمغادرين من وإلى الثغر وأيضا لوجود كم كبير من البائعين مع توافر جميع وسائل المواصلات، وتتميز محطة مصر بوجود حديقة كبيرة على مساحة 2 فدان يطلق عليها حديقة الشهداء نظرا لأنه يوجد بها نصب تذكارى شهير يقع بمنتصف الميدان.

وكان من المفترض أن تكون الحديقة مكانا راقيًا وحضارياً يعطى بريقاً على المنطقة فى محاولة لتجميله، حيث تم إنشاء ثلاث نافورات بالحديقة وتنسيق الأشجار وأماكن للهو الأطفال وكراس خشبية وأعمدة للانارة، ولكن الغريب أن حديقة الشهداء تحولت عقب ثورة 25 يناير الى وكر للبلطجية والمشبوهين وتم سرقة لمبات الإنارة من الأعمدة وسرقة الكراسى وإتلاف نافورات المياه لتتحول فى الليل إلى مكان موحش يمثل خطورة على المارة فلا تستطيع سيدة أو رجل السير بالحديقة ليلاً أو نهاراً بمفردها حيث تكون مهدده بالتحرش أو السرقة.
«روزاليوسف» التقت بعدد من أهالى محطة مصر للتعرف عن قرب على مشاكل الحديقة وأيضا التقت بعدد ممن يقيمون بالحديقة ويحملون لقب بلطجية والمسئولون لمعرفة أبعاد المشكلة.
حيث أكد محمد توفيق صيدلى من سكان محطة مصر أن الحديقة ليلاً تتحول إلى غابة موحشة، حيث يقوم البلطجية بالتردد عليها بل والمبيت بين الأشجار فلا يمكن لأى مواطن عادى أن يدخل الحديقة ليلاً وأضاف أنه من الغريب أن ميدان محطة مصر يوجد به 2 حمام عمومى إلا أن المترددين على الحديقة يقومون بقضاء حاجتهم بها وتتحول لمكان موحش مع بدايت الساعة السادسة بالرغم من أن الباعة الجائلين يسرقون التيار الكهربائى ويقومون بإضاءة المكان فى وقت الظهيرة. . وأضافت سناء إبراهيم ربة منزل من سكان الميدان لا يمكن لسيدة أو حتى رجل أن يمر بالحديقة مع اختفاء الشمس حيث يوجد بها كم من البلطجية وأشارت إلى أن نافورات المياه تم إتلافها وسرقة الكراسى التى كانت مخصصة للجلوس وأيضا أصبحت القمامة تملؤها وأيضا تمت سرقة لمبات الإنارة من الحديقة.
وتساءلت هدى محمد إن الحديقة تكلفت الملايين فلماذا لا يهتم المسئولون بالحفاظ عليها فلو وجد بالحديقة عسكرى شرطة لن يتجرأ أحد على سرقتها أو التبول بها أو إتلافها وأشارت إلى أنه يوجد بائعون للشاى دخل الحديقة من السيدات وطبعا هم من أصحاب السوابق لافتة إلى أن الحديقة فى بداية إنشائها كانت مكانًا جيدًا للتنزه ولراحة المواطن المنهك من السير بالميدان لشراء احتياجاته إلا أنها الآن صبحت مكان غير آمن لافتة إلى أنه يجب أن يتم فرض غرامة على من يقوم بإلقاء قمامة بالحديقه أو المرور بين النجيلة وأشارت إلى أن الحديقة أيضا أصبحت مهددة بالاحتلال من قبل الباعة الجائلين والذين سيجدون بها ملاذا آمناً لهم بعد أن أصبحت تطاردهم الحملات الأمنية.
وعلى جانب آخر التقت روزاليوسف بأحد الأشخاص الذين ينامون ليلا بالحديقة ويقوم ببيع الملابس المستعملة فى النهار ويدعى رامز والذى طلب بنفسه الحديث واصطحبنى بداخل الأشجار لمشاهدة مكان نومه وسط تخوف بعض زملائه ممن يقيمون بالحديقة ومحاولتهم منعى الدخول.
حيث أكد أنه كان يعمل بائع خضروات عام 99 بميدان محطة مصر إلا أنه حدثت له مشاكل مع ضباط الإزالة والذين لم يتفهموا أنه لايوجد له مصدر آخر للحياة سوى بيع الخضروات وأشار قمت «بتعوير» نفسى لاثبت لهم ضيقى وضعفى ويأسى، إلا أن الإزالة ظلت تأخذ فرشى من حين لآخر ولم أكن أملك 200 جنيه لاسترداده، وقضيت فى السجن بعد ذلك لمدة خمس سنوات وقد كان أبى وأمى على قيد الحياة وكنت اسكن بمساكن مستعمرة عبد القادر وبعد قضاء الخمس سنوات خرجت من السجن ليلاً حيث تم إخلاء سبيلى من قسم العامرية، فجلست على أحد المقاهى بمنطقة محطة مصر ولم أذهب إلى المنزل مباشرة تم سجنى 5 سنوات أخرى لأخرج إلى الحياه مرة أخرى فاجد نفسى بلا مأوى أو مسكن أو وظيفة فاضطررت أن أبيت بالحديقة ليلاً واقوم ببيع الملابس المستعملة فى النهار ولا أحلام سوى بحجرة واحدة بدلا من العيش مهدداً من الأمن داخل الحديقة.. وأشار  كمال حسنى من النابشين ويقوم بجمع الكراتين داخل الحديقة وتم سجنه 6 سنوات لبيع وتعاطى الحبوب المخدرة أنا متزوج ولدى 6 اخوات بنات غير أمى وننام جميعا فى حجرة واحدة تقع بمنطقة الفرهدة ولا نريد من الحياة سوى حجرة ووظيفة..ومن جانبه أكد ياسر محمود رئيس مجلس إدارة جمعية صوت الجماهير للتنمية أنه سبق وتقدم بشكوى باسم الجمعية للمحافظ السابق اللواء طارق المهدى اعتراضاً على الحالة المزرية التى وصلت إليها الحديقة، لافتاً إلى أنه أكد من خلال الشكوى أن الحديقة أصبحت تأوى اطفال الشوارع ولايوجد بها كهرباء ولايوجد بها حراسة أو شرطة مرافق أو شركه خاصة.
وأكد محمود أن هناك حوادث كثيرة تحدث للفتيات والسيدات أثناء مرورهن أو جلوسهن بالحديقة مثل الاختطاف أو التحرش او التثبيت ثم السرقة، نظرا لان الحديقه أصبحت أيضاً مرتعاً وأرضاً خصبة للهاربين ومتعاطى الإبر والمخدرات والدعارة لافتاً إلى أن تلك الظاهرة ازدادت بوضوح مع الانفلات الأمنى الذى أعقب ثورة الخامس والعشرين من يناير».
ومع ذلك  محافظة الإسكندرية متجاهلة الأمر تماماً فكان يجب أن تكون هناك أعمال صيانة دورية للكهرباء لأعمدة الإنارة ووجود مكتب لخفراء أو أمن تابع للمحافظة أو تفويض شركات خاصة للحراسة والأمن.. وطالب ياسر بضرورة أن تتعاون مديرية أمن الإسكندرية لتنشيط مكتب رعاية الأحداث للقبض على الأطفال المشردين أو الهاربين وبائعى المخدرات وغيرهم مع ضرورة القيام بأعمال صيانة دورية للحديقة نظراً لانها تعد بوابة ومدخل الإسكندرية وبها نصب تذكارى شهير لذا لابد من إغلاق باب الفوضى على المنحرفين وضرورة وضع مكتب تابع للأمن.. ومن جانبه أكد  على مرسى رئيس حى وسط بالإسكندرية، أن الحديقة من الناحية الزراعية ممتازة أما بالنسبة للإضاءة فقد تم فصلها بسبب سرقة التيار الكهربائى من قبل الباعة الجائلين وأشار نسعى لإنشاء عمود كبير وبه أربعة كشافات لإضاءة الميدان ونفكر فى وضع واحدة أمام الجندى المجهول لاضاءة الميدان كله العمود يكون به 12 كشافًا لمنع سرقة التيار، وأضاف أن الشق الأمنى ليس من اختصاص الحى.