الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القاهرة تحتضر مروريـًا..

القاهرة تحتضر مروريـًا..
القاهرة تحتضر مروريـًا..




تحقيق - محمود ضاحى


ظاهرة لم تنته بعد.. ولكنها تؤرق القاصى والدانى.. يشعر بها كل من يدخل العاصمة.. يختنق بسببها قاطنوها.. إنها الأزمة المرورية خاصة فى المناطق الحيوية داخل العاصمة والقاهرة الكبرى، وتزداد حدتها فى أوقات الذروة بين الساعة 8 و10 صباحا، والساعة 1 و4 عصرا، وتتضاعف الحدة فى شوارع مثل فيصل بالجيزة وقصر العينى وكورنيش النيل بالقاهرة، وطرق صلاح سالم والدائرى وكوبرى 6 أكتوبر، بحيث تصيب الشوارع بالشلل التام.
انتقلت روزاليوسف لأماكن الازدحام التى يكثر فيها شكوى المواطنين، وعايشت تلك الساعات المهدرة التى يقضيها كل فرد فى المواصلات، واحتل شارع فيصل أولى المراتب فكان الأكثر إزدحاما نتيجة التكدس السكانى فهو من أشهر شوارع مصر وطوله 8 كيلو مترات يقطع الجيزة من شرقها إلى غربها.
يقول محمد محروس - أحد سكان فيصل - يمكن زيادة عدد الكاميرات خاصة فى الشوارع الرئيسية، وسرعة مسح الطرق بالتواصل مع رجال المرور والرد على بلاغات الحوادث لرفع الأعطال من الطريق فى أسرع وقت، وتحديد محطات لوقوف السيارات والميكروباص وتحديث علامات المرور فى الطرق كلها، وتطبيق القانون على المخالفين.
 ويضيف عم سعيد - سائق بهيئة النقل العام - إن الرحلة الواحدة كانت تربح فى اليوم الواحد 100 جنيه، وأدى الازدحام لعدم القدرة على الخروج لأكثر من رحلة واحدة فى الوردية.
ولا تختلف الحال كثيرا فى منطقة العباسية التى تشهد زحاما غير عاد إذ تقع فيها جامعة عين شمس ومقر الكاتدرائية الأرثوذكسية، ومسجد النورالمحمدى، ونقابتا التطبيقيين، والتجاريين، وعدد من المصالح الحكومية، ويقول جمال فهمى - موظف - إنه يعمل فى التأمين الصحى بمدينة نصر ويسكن بالعباسية وبالرغم من قصر المسافة إلا أن الزحام يتسبب يوميا فى تأخيره عن العمل حتى وإن استيقظ مبكرا، مما يتسبب فى خصومات متكررة من راتبه شهريا.
أما عمرو - سائق ميكروباص - فيقول: الانتظار صف ثان، وإشغال الطرق الذى يسببه الباعة الجائلون هما السبب الرئيسى فى الزحام، ولابد من تطوير الطرق حتى تستوعب المزيد من السيارات، وإنشاء محاور وكبارى جديدة لتخفيف العبء عن الطرق الرئيسية، وأن السيارات الملاكى التى تعمل بالأجرة هى التى تتسبب فى الكثير من الحوادث والمخالفات لأن أغلب سائقيها لا يجيدون القيادة.
ويسوء الوضع أكثر فى منطقة رمسيس التى بها محطة قطارات مصر قبلة المسافرين إلى المحافظات، وهناك إلتقينا سعد السيد - مواطن - وأشار إلى أن مشكلة المرور تكمن فى افتقاد النظام، فالزحام سببه العشوائية، والدولة عجزت فى تدريب المواطنين على النظام، والاختناق المرورى لن يحل بزيادة الطرق، ولكن الحل يتلخص فى تنظيم الاتجاهات.
أما محمود على - مواطن - فيقول إن التخطيط الجيد وقراءة المستقبل بواقعية هما الحل لمواجهة المشكلة قبل تفاقمها، فقريبا لن تستوعب الطرق تلك الزيادة السكانية، والدولة ليس لديها رؤية فى إنشاء الطرق من البداية، والحل يكمن فى تخطيط جيد.
ومن جانبه قال الدكتور ميلاد حنا - أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس - أن المرور فى مصر مرتبط بالكثافة السكانية المرتفعة فى القاهرة، وﻻ يوجد سبيل لحل المشكلة سوى الطرق العلمية، التى تتلخص فى النقل الجماعى، والتخطيط العمرانى الجيد الذى يقضى بأن يشغل كل مساحة عدد محدد من البشر ﻻ يتجاوز هذا القدر، وطالب بوضع خطة لتطوير النقل الجماعى والتى بسببها يضطر الأهالى لشراء سيارات خاصة مما يعمل على تكدس عدد كبير من السيارات فى الشوارع، فهو غير منظم وغير آدمى، ولو لم يكن مترو الأنفاق موجودا لكان الوضع كارثيا فى العاصمة.
وقال الدكتور فاروق الحكيم - أستاذ الطاقة - إن الازدحام المرورى يؤثر على استنزاف الوقود نتيجة تكدس السيارات وانتظارها وأن 50% من الوقود مهدر بلا مبرر أو سبب، وأن سلوك سائقى السيارات والميكروباص غير حضارى، وأغلب شوارع القاهرة أصبحت مزدحمة لا تهدأ طوال الوقت، مما يؤثر على استهلاك الوقود ونفاده من السيارات فى فترات الانتظار، كما طالب بتطبيق القانون والمساواة بين جميع السائقين خاص او أجرة، كما أن هناك سيارات بدون أرقام تسير فى الطرق والأماكن المهمة فى العاصمة دون رادع.
ويقول اللواء على عبدالرحمن - مساعد وزير الداخلية الأسبق - إن علاج المرور فى مصر يتلخص فى 3 محاور هى سلوك قائد السيارة، وحالة الطريق، ومتانة المركبة، وفى حالة حدوث خلل فى أى منها سينتج عنه اختناق مرورى، ولا تقع المسئولية هنا على رجل المرور فالطرق ليست مسئولية الداخلية، والسلوك خاص بمالك السيارة، ويكمن الحل فى رصف طرق جديدة تجنب السيارات المرور من خلال الشوارع الرئيسية، لتخفيف الاختناق المرورى، مضيفا أنه من السهل إيجاد طرق وكبارى جديدة كالدائرى وكوبرى 6 أكتوبر.
وتابع: نقف مكتوفى الأيدى أمام سلوك انتظار خاطئ أو كسر الإشارة، مطالبا بعدم استخراج رخصة قيادة بدون تعلم سلوك القيادة نفسها وكيفية الانتظار والالتزام بقواعد المرور، ولفت إلى ضرورة تفريغ العاصمة كحل للتكدس السكانى، وهذه ليست مشكلة الداخلية أيضا، لكن كل رجال المرور يؤدون عملهم ويقفون فى أصعب الأوقات صيفا كانت أو شتاء.