السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

روزا أون لاين




قبل نحو الشهر،‮ ‬ووفق ما أطلعنى عليه زميلى هاشم عبدالحميد من صحيفة‮ (‬ال باييس‮ ) ‬الإسبانية‮ - ‬أنا لا أعرف الإسبانية بالطبع وإن كانت لى محاولة فاشلة فى تعلمها‮ - ‬جرت مناقشات علمية موسعة فى جامعة‮ (‬منديز بلايو‮) ‬الدولية حول الأسئلة المقلقة فى مستقبل الصحافة‮.. ‬مع التطور التكنولوجى الحادث فى عالم الإنترنت‮.. ‬والتهديد الذى‮ ‬يلوح به القراء كل‮ ‬يوم بأنهم فى سبيلهم للاستغناء عن الصحف الورقية بمرور الوقت‮.

الصحافة فى العالم،‮ ‬وليست مصر بعيدة عن ذلك،‮ ‬تواجه أزمتين‮.. ‬الأزمة الاقتصادية التى أدت إلى انخفاض إيراد الإعلانات‮.. ‬وأزمة التصميم والتكنولوجيا‮.. ‬ما‮ ‬يؤدى إلى تفكير عميق فى شكل الصحف‮.. ‬وأيضًا منظومة العمل الصحفى برمته المرتبطة بشكل الصحيفة‮. ‬

‮ ‬امبراطور الإعلام الدولى روبرت مردوخ كان بين شقى رحى الأزمتين قبل أيام‮.. ‬حين أعلن أن مواقع الإنترنت الصادرة عن صحفه سوف تكون مدفوعة الأجر‮.. ‬وليست مجانية‮.. ‬بدءًا من فترة قريبة‮.. ‬لأنه‮ ‬يواجه أزمة طاحنة فى التمويل بما‮ ‬يهدد مستقبل صحفه‮.. ‬مع انخفاض معدلات التوزيع وزيادة إقبال القراء على النسخ الإلكترونية للمطبوعات‮.‬

‮ ‬أنا لست من الذين‮ ‬يساورهم القلق‮.. ‬بخصوص مستقبل الورق‮.. ‬فليختف‮.. ‬وما هى المشكلة‮.. ‬حتى ولو كان هذا لن‮ ‬يحدث قبل ثلاثين سنة‮.. ‬الأشكال تتطور‮.. ‬والورق كان وسيلة‮.. ‬وهو ليس مقدسًا‮.. ‬وإذا كانت مطالعة الصحف سوف تكون على الإنترنت فإن هذا لا‮ ‬يعنى نهاية الصحف وإنما نهاية شكل من أشكالها‮.. ‬المهم ألا‮ ‬يكون الشكل‮ ‬يسبق صاحبه‮.. ‬بمعنى أنه لا‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون الإنترنت هو الأساس والصحفى لم‮ ‬يزل‮ ‬يعمل بالورق وطريقة تفكير الورق وإيقاعه‮.

مع العلم بأن كل الأشكال الإعلامية لم تنف بعضها حين ظهرت‮.. ‬الصحف لم تلغ‮ ‬الكتاب‮.. ‬والإذاعة لم تلغ‮ ‬الصحف‮.. ‬والتليفزيون لم‮ ‬يقض على الإذاعة‮.. ‬والإنترنت لن‮ ‬يقضى على كل هذا‮.. ‬بل إن الشبكة‮ ‬المعلوماتية ستكون وعاء لهذا كله معًا‮.. ‬ومن المثير أن الإذاعات تستعيد عصرها الذهبى الآن‮. ‬

وجدت أن هذا أمر مناسب أن نناقشه اليوم‮.. ‬بينما‮ ‬روزاليوسف‮ ‬تخطو بدءًا من أمس خطوة عصرية جديدة‮.. ‬بعد أن دشن رئيس مجلس إدارتها الزميل كرم جبر موقعها الإلكترونى الجديد على الشبكة‮.. ‬وبعد أن كان لدينا موقع تقليدى للمجلة الأسبوعية‮.. ‬أصبحت لدينا بوابة شاملة تضم الإصدارات الثلاثة للمؤسسة‮ : ‬روزا اليومية وروزا الأسبوعية ومجلة صباح الخير التى‮ ‬يرأس تحريرها الأستاذ محمد عبدالنور‮. ‬

والموقع لم‮ ‬يزل بالطبع فى مراحله التجريبية‮.. ‬وسوف‮ ‬يكون مكتملاً‮ ‬خلال أيام‮.. ‬لكنه‮ ‬يبدو من وجهة نظرى مميزًا وثريًا‮.. ‬ومنوعًا‮.. ‬ومتفاعلاً‮.. ‬والأهم أنه لن‮ ‬يكون بخيلاً‮ ‬على القراء‮.. ‬بمعنى أنه سوف‮ ‬يتيح لجميع القراء كل المواد الموجودة فى المجلة والجريدة فى توقيت ملائم جدًا بعد الطبع‮.. ‬كما سيكون أرشيفه متاحًا لكل القراء المسجلين‮.. ‬ومحركه البحثى متقدمًا تكنولوجيًا‮. ‬

الذى‮ ‬ينظر إلى العدد الأول الذى أصدرته فى عام‮ ‬1925‮ ‬السيدة العظيمة المؤسسة لبيتنا فاطمة اليوسف‮.. ‬يعرف قدر التطور الذى حدث فى الحياة‮.. ‬من حيث الشكل‮.. ‬لكن المضمون بقى كما هو على قيمه‮.. ‬حتى لو اختلفت أساليبه‮.. ‬وتطورت نوعيته‮.. ‬بمعنى أن الوسيلة لا تقضى على الفكر‮.. ‬بل‮ ‬يتم تطويع الفكر للوسيلة‮.. ‬خصوصًا أن الوسيلة الجديدة تفتح آفاقًا عصرية ومترامية الأبعاد‮.. ‬وتجعلنا قيد التصويت المستمر‮. ‬

هذه الإضافة الجديدة من‮ ‬روزاليوسف‮،‮ ‬وهى قيد الاكتمال،‮ ‬إنما‮ - ‬من جانب آخر‮ - ‬تمثل إضافة من جانب مؤسسة‮ ‬روزاليوسف‮ ‬للمضمون الذى‮ ‬يحتاجه المستخدم المصرى على الشبكة‮.. ‬إذ إننا نتميز فى مصر بخدمة هائلة من حيث البنية التحتية الاتصالية‮.. ‬لكن المضمون‮ ‬غير كافٍ‮ ‬للمستخدمين‮.. ‬وروزا‮ ‬تقدم إسهامها‮.. ‬الذى تعد باكتمال صورته بعد المراحل التجريبية فى الأيام المقبلة‮.

أنا من ناحيتى على قدر هائل من السعادة‮.. ‬فمقالاتى الآن تنشر‮ ‬إلكترونيًا فى‮ ‬6‮ ‬مواقع‮: ‬موقعى الشخصى،‮ ‬ومدونتى على موقع بلوج سبوت،‮ ‬ومدونتى على موقع مكتوب،‮ ‬وصفحتى على الفيس بوك،‮ ‬والأهم موقع روزا اليومية وموقع روزا الأسبوعية،‮ ‬بخلاف المواقع الصديقة التى تتطوع بنقل بعضها من حين لآخر‮.. ‬وأشكر إياها‮.

‮ ‬تحية إلى زميلى كرم جبر‮.‬

 
11 اغسطس 2009