روزا أون لاين
عبد الله كمال
قبل نحو الشهر، ووفق ما أطلعنى عليه زميلى هاشم عبدالحميد من صحيفة (ال باييس ) الإسبانية - أنا لا أعرف الإسبانية بالطبع وإن كانت لى محاولة فاشلة فى تعلمها - جرت مناقشات علمية موسعة فى جامعة (منديز بلايو) الدولية حول الأسئلة المقلقة فى مستقبل الصحافة.. مع التطور التكنولوجى الحادث فى عالم الإنترنت.. والتهديد الذى يلوح به القراء كل يوم بأنهم فى سبيلهم للاستغناء عن الصحف الورقية بمرور الوقت.
الصحافة فى العالم، وليست مصر بعيدة عن ذلك، تواجه أزمتين.. الأزمة الاقتصادية التى أدت إلى انخفاض إيراد الإعلانات.. وأزمة التصميم والتكنولوجيا.. ما يؤدى إلى تفكير عميق فى شكل الصحف.. وأيضًا منظومة العمل الصحفى برمته المرتبطة بشكل الصحيفة.
امبراطور الإعلام الدولى روبرت مردوخ كان بين شقى رحى الأزمتين قبل أيام.. حين أعلن أن مواقع الإنترنت الصادرة عن صحفه سوف تكون مدفوعة الأجر.. وليست مجانية.. بدءًا من فترة قريبة.. لأنه يواجه أزمة طاحنة فى التمويل بما يهدد مستقبل صحفه.. مع انخفاض معدلات التوزيع وزيادة إقبال القراء على النسخ الإلكترونية للمطبوعات.
أنا لست من الذين يساورهم القلق.. بخصوص مستقبل الورق.. فليختف.. وما هى المشكلة.. حتى ولو كان هذا لن يحدث قبل ثلاثين سنة.. الأشكال تتطور.. والورق كان وسيلة.. وهو ليس مقدسًا.. وإذا كانت مطالعة الصحف سوف تكون على الإنترنت فإن هذا لا يعنى نهاية الصحف وإنما نهاية شكل من أشكالها.. المهم ألا يكون الشكل يسبق صاحبه.. بمعنى أنه لا يجب أن يكون الإنترنت هو الأساس والصحفى لم يزل يعمل بالورق وطريقة تفكير الورق وإيقاعه.
مع العلم بأن كل الأشكال الإعلامية لم تنف بعضها حين ظهرت.. الصحف لم تلغ الكتاب.. والإذاعة لم تلغ الصحف.. والتليفزيون لم يقض على الإذاعة.. والإنترنت لن يقضى على كل هذا.. بل إن الشبكة المعلوماتية ستكون وعاء لهذا كله معًا.. ومن المثير أن الإذاعات تستعيد عصرها الذهبى الآن.
وجدت أن هذا أمر مناسب أن نناقشه اليوم.. بينما روزاليوسف تخطو بدءًا من أمس خطوة عصرية جديدة.. بعد أن دشن رئيس مجلس إدارتها الزميل كرم جبر موقعها الإلكترونى الجديد على الشبكة.. وبعد أن كان لدينا موقع تقليدى للمجلة الأسبوعية.. أصبحت لدينا بوابة شاملة تضم الإصدارات الثلاثة للمؤسسة : روزا اليومية وروزا الأسبوعية ومجلة صباح الخير التى يرأس تحريرها الأستاذ محمد عبدالنور.
والموقع لم يزل بالطبع فى مراحله التجريبية.. وسوف يكون مكتملاً خلال أيام.. لكنه يبدو من وجهة نظرى مميزًا وثريًا.. ومنوعًا.. ومتفاعلاً.. والأهم أنه لن يكون بخيلاً على القراء.. بمعنى أنه سوف يتيح لجميع القراء كل المواد الموجودة فى المجلة والجريدة فى توقيت ملائم جدًا بعد الطبع.. كما سيكون أرشيفه متاحًا لكل القراء المسجلين.. ومحركه البحثى متقدمًا تكنولوجيًا.
الذى ينظر إلى العدد الأول الذى أصدرته فى عام 1925 السيدة العظيمة المؤسسة لبيتنا فاطمة اليوسف.. يعرف قدر التطور الذى حدث فى الحياة.. من حيث الشكل.. لكن المضمون بقى كما هو على قيمه.. حتى لو اختلفت أساليبه.. وتطورت نوعيته.. بمعنى أن الوسيلة لا تقضى على الفكر.. بل يتم تطويع الفكر للوسيلة.. خصوصًا أن الوسيلة الجديدة تفتح آفاقًا عصرية ومترامية الأبعاد.. وتجعلنا قيد التصويت المستمر.
هذه الإضافة الجديدة من روزاليوسف، وهى قيد الاكتمال، إنما - من جانب آخر - تمثل إضافة من جانب مؤسسة روزاليوسف للمضمون الذى يحتاجه المستخدم المصرى على الشبكة.. إذ إننا نتميز فى مصر بخدمة هائلة من حيث البنية التحتية الاتصالية.. لكن المضمون غير كافٍ للمستخدمين.. وروزا تقدم إسهامها.. الذى تعد باكتمال صورته بعد المراحل التجريبية فى الأيام المقبلة.
أنا من ناحيتى على قدر هائل من السعادة.. فمقالاتى الآن تنشر إلكترونيًا فى 6 مواقع: موقعى الشخصى، ومدونتى على موقع بلوج سبوت، ومدونتى على موقع مكتوب، وصفحتى على الفيس بوك، والأهم موقع روزا اليومية وموقع روزا الأسبوعية، بخلاف المواقع الصديقة التى تتطوع بنقل بعضها من حين لآخر.. وأشكر إياها.
تحية إلى زميلى كرم جبر.
11 اغسطس 2009