الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«أيام فى ذاكرة المصريين» كتاب يعيد فتح صفحات التاريخ

«أيام فى ذاكرة المصريين» كتاب يعيد فتح صفحات التاريخ
«أيام فى ذاكرة المصريين» كتاب يعيد فتح صفحات التاريخ




كتب – إسلام أنور

 

شهد المجلس الأعلى للثقافة مؤخرا مناقشة كتاب «أيام فى ذاكرة المصريين» للدكتورة عواطف سراج الدين الصادر عن مركز الأهرام للنشر، وقد قدم المناقشة محمد الشاذلى رئيس مركز الأهرام للنشر وسط حشد من الحضور ومنهم الأمين العام للمجلس أمل الصبان، السفير العمانى والسفير المغربى وعدد من الكتاب والمثقفين.
فى بداية المناقشة تحدثت الدكتورة أمل الصبان قائلة: لا شكَّ أنَّ لمصر تاريخًا طويلاً فى الثورات يمتد إلى عصر الفراعنة، أثبت من خلالها الشعب المصرى أنه شعب يتميز بالصبر، والحكمة، والتريث، وليس شعبًا مُسالمًا، أو خانعًا، إنه لا يرضى بالذل، ولا يصمت على العار والهوان، حيث أثبتت الأحداث عبر التاريخ أن الشعب المصرى تجاوز كثيراً مما حلَّ به من كوارث وأزمات، ورسم طريقه إلى الحرية والنجاة، وسعى إلى الخلاص من الظلم والجبروت؛ ليملأ الأرض عدلاً، والخلاص ليس له طريق سوى الثورة وتغيير الأمر الواقع.
وأشارت إلى إن قيام الثورات ضد الأنظمة الحاكمة يعتبر سمة الشعوب اليقظة لمطالبهم وحقوقهم على مر التاريخ، تقوم هذه الثورات لتغيير الأوضاع الخاطئة والسياسات القائمة التى تعانى منها الشعوب، ويفقد الكثير أرواحَهُم فداءً لأفكارهم وأحلامهم وطموحاتهم؛ فهذه التضحية ليست طمعاً فى مال أو جاه أو منصب بل تكون من أجل وطنهم وعائلتهم وأصدقائهم لكى يعيشوا حياة أفضل ومستقبل يحقق لهم حريتهم وأمانيهم.
أما مؤلفة الكتاب الدكتورة عواطف سراج الدين فأكدت أن الشعب المصرى كان فى حالة احتقان دائم من الوزارات الضعيفة التى كانت تشكل وقت الملكية، وأن النحاس باشا رفض الوزارة الائتلافية لأنها سبق وثبت فشلها، إلا أن الإنجليز هددوا بإقالة الملك فاروق، وأن جميع المؤرخين اختلفوا على أحداث 4 فبراير – عندما قامت القوات البريطانية بمحاصرة قصر عابدين، وأجبر السفير البريطانى فى القاهرة فاروق الأول ملك مصر السابق على التوقيع على قرار باستدعاء زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس لتشكيل الحكومة بمفرده، أو أن يتنازل عن العرش إلا أن هذه الأحداث نالت من شعبية النحاس باشا لرفضه للوزارة، حيث رأى البعض أنه كان من الواجب أن يقبل بالوزارة الشعبية، إلا أن النحاس باشا كان شديد العند، ولشدة حرصه على الدستور فقد ضيعه.
وقال الدكتور أحمد زكريا الشلق أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس: يتميز كتاب «أيام فى ذاكرة المصريين» للدكتورة عواطف سراج الدين، باحتوائه على معلومات جديدة، مستعينة بمجموعة من المراجع، وهى تعلم أن الكتابة التاريخية لابد أن تنطوى على شيئين أساسيين، الأول الحقائق والثانى أن تتسم تلك الحقائق بمغزى ومعنى، وهذا ما تميزت به «سراج الدين»، فهى قد حللت وناقشت وطرحت أفكارًا كثيرة.
وأضاف الشلق خلال مشاركته فى مناقشة الكتاب «أيام فى حياة المصريين»: من الموضوعات المهمة التى تناولها الكتاب فى أحد فصوله، أنه صور النحاس باشا أنه أنقذ الدولة المصرية من الضياع، بينما يرى بعض المؤرخين غير ذلك، ففى البحث العلمى لا أحد يدعى أنه يمتلك الحقيقة والمعرفة وحده.
وواصل أستاذ التاريخ الحديث: المؤلفة ذكرت فى كتابها أن ثورة 1919 كانت ثورة غير متوقعة، وفى حقيقة الأمر لا توجد ثورة غير متوقعة، فكل ثورة ولها بوادر ومؤشرات، وأود أن أشير هنا لأن التاريخ لا يعيد نفسه كما يدعى البعض، فالزمن لا يعاد ولا يسترجع، قد تتشابه أحداثه لكنها لا تتطابق ولا تتكرر.
وأشار الشلق إلى أن المؤلفة استخدمت فى كتابها مصطلح «انقلاب 1952»، وكررتها أكثر من مرة، إضافة إلى ذكرها لذات المصطلح خلال عرضها للحديث عن الكتاب الآن، قائلًا: «بالنظر إلى ما حققته ثورة 1952 بعد أعوام قليلة نجد أنها ثورة حققت أهدافًا كثيرة للشعب المصرى، ورغم أنها استخدمت كلمة ثورة 1952 داخل الكتاب إلا أنها كانت فى سياق استشهادها بأحاديث البعض ممن تحدثوا عن ثورة 1952، ولم ترد كلمة ثورة على لسانها كمؤلف للكتاب، ولكن ما حدث عام 1952 هو ثورة وسيضل ثورة، واختلافى مع المؤلفة فى بعض الأمور التى وردت بالكتاب، لا يفسد للود معها قضية، كما أود أن أشير إلى أن المؤلفة أغفلت فى كتابها يوم مهم من أيام المصريين، وهو وقفة عرابي، فكنت أتمنى أن تعود بنا إلى ما قبل ثورة 1919، وتفرد لنا فصلًا كاملًا عن الثورة العرابية باعتبارها من أهم أيام المصريين، وكذا أغفلت المؤلفة يوم مهم ومشهود فى حياة المصريين وهو يوم تأميم قناة السويس».