الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

خبراء يحددون كيفية إدراة الأزمات بالإعلام

خبراء يحددون كيفية إدراة الأزمات بالإعلام
خبراء يحددون كيفية إدراة الأزمات بالإعلام




كتب- مـحمـد خـضـير


من خلال العديد من الأزمات والقضايا المثارة على الصعيد العام وما يمر به من تطورات، يبرز دور الإعلام فى تناول اى من الأزمات بشكل متفاوت ومتعاقب من خلال التغطية سواء بالنشر أو العرض بالتليفزيون سواء الرسمى أو الفضائى، والتالى درج الاعلام فى عالمنا المعاصر ضمن أخطر أساليب إدارة الشئون الدولية بأزماتها ومشكلاتها المتعددة والمتنوعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسلوكية‏.‏
ومع تناول الإعلام لأزمة طائرة مصر للطيران المختطفة الأخيرة برز دور الاعلام فى تناول الأزمة بشكل مهنى فى بعض القنوات سواء الرسمية او الفضائية، وهو ما فسره البعض ان ادارة الأزمات اعلاميا ركنا أساسيا من أركان مواجهة الأزمة واحتوائها، حيث أصبحت إدارة الأزمات علما ومنهجا وبحثا تطبيقيا، فهى ادارة لها أدواتها وأهدافها فى التوصل الى سياسة عامة لمواجهة الأزمة من مختلف أبعادها واختيار أفضل الحلول بين البدائل المختلفة‏، ويراه البعض الاخر يتناول بشكل اجتهادى غير مسئول وغير مدقق لما يقدمه.
«روز اليوسف» ناقشت خبراء اعلام وتعرفت منهم على خطوات ودور الإعلام فى إدارة الأزمات وهل يتطلب سياسة إعلامية عامة مخططة ومحددة ترتكز على مجموعة من المنطلقات والمسلمات والأهداف الاستراتيجية بحيث يفصل كل هدف الى مجموعة من السياسات والاجراءات والخطط الكفيلة بتحقيق منظومة الأهداف ككل‏. فيما يلى:
فى البداية يرى الدكتور حسن عماد مكاوى انه من الصعب التعميم بان الاعلام تعامل بمهنية وموضوعية فهناك بعض القنوات الفضائية تتعامل بشكل محترف جدا وقنوات أخرى تتجاوز المعايير المهنية وبها قدر من الانفلات ولا تراعى الدقة فى المعلومات، وبالتالى المسألة متفاوتة بين وسائل اعلام تتعامل بمهنية مثل الاعلام الرسمى وبعض القنوات الخاصة تراعى المهنية بشكل أكبر.
وقال الدكتور مكاوى ان أزمة الطائرة المختطفة الاخيرة تعكس مفهوم الأزمة، خاصة انها تعد هى المرة الاولى التى يتم التعامل فيها بأسلوب علمى وبشكل حقيقى، وايضا ساهمت وسائل الاعلام بشكل جيد فى حل الأزمة.
واشار إلى ان الاعلام يستطيع ان يدير الازمة بشكل مهنى عندما يعتمد على مصادر موثقة تمتلك معلومات دقيقة - فى المقابل لا نضع عليه لوم حال وجود حجب للمعلومات- وبالتالى يسعى الاعلام للوصول الى معلومة فى المقابل تقوم الدولة من خلال اجهزتها الرسمية بتوفير اكبر جزء من المعلومات بأسرع ما يمكن، خاصة انه لو حجبت المعلومة عنه فسوف يضطر الى تقديم ما يتاح اليه من معلومات قد تكون مغلوطة او مصادر غير دقيقة.
وقالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد استاذ الإعلام والعميدة السابقة لإعلام القاهرة انه الى حد كبير المعالجة الاعلامية لحادث اختطاف الطائرة كان متوازنًا ،وبعض القنوات كانت مهنية والبعض كان لديه اخطاء بسيطة نتيجة ان النقل كان من بعض المصادر قبل التأكد منها، خاصة ان هذه أزمة لم تكن واضحة بشكل كافٍ.
واشارت الدكتورة ليلى الى ان خطوات ادارة الأزمات هى ضرورة وجود اعلام بشكل أكثر مهنية، وادارة بشكل مسئول الى حد كبير، وبالتالى يجب وجود رؤية اعلامية فى كيفية معالجة الأزمة والتخطيط لمعالجتها بشكل مهنى.
وقال الخبير الإعلامى إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار الأسبق بالتليفزيون المصرى، إن الاطار المهنى للإعلام لابد من إعادة النظر فيه لان هناك أمرين غائبين عن المسألة لانه فى أغلب الأحوال يخضع للاجتهاد الشخصى، وبالتالى من المفترض ان يكون لكل قناة إعلامية دليل للسياسة التحريرية بها تحدد المصطلحات وشكل التغطيات التليفزيونية فى الأزمات، وما تتطلبه القناة من التغطيات وما تهدف لتقديمه للمشاهد.
واشار الصياد الى انه إذا تم هذا الامر بالاضافة الى السياسة التحريرية للقناة فإن هناك مجموعة قيم ومعايير تحكم العمل الاعلامى بشكل علمى، وبالتالى اذا تم توفير هذه العوامل فنحن نستطيع ان نعمل فى اطار مهنى وموضوعى.
واوضح الصياد ان كل القواعد المهينة تجعل الاعلام قادر على إدارة الأزمة خاصة الاخبار يجب ان تعيش جو الازمة 24 ساعة، ولا يصح ان ينشط أو تخمل، ويجب ان تكون فى حالة أزمة دائمة، بحيث لا يترك الحدث، بالاضافة الى دقة المعلومات فى العرض خاصة اذا صدرت المعلومات من مصدر رسمى، فيجب الدقة والتأنى فى العرض قبل ان أبحث على السبق، بحيث اقدم خبرا صحيحًا للمتلقى، وهى قاعدة معروفة فى الأخبار.
واشار الى ان دور الاعلام مهم  فى إدارة الأزمات وهى اهمية مزدوجة تتمثل فى جانب إخبارى، يتم عن طريق متابعة أخبار الأزمة، والتعريف بنتائج مواجهتها، ومحاولات التصدى لها وتحجيمها، ومدى التطور والنجاح فى ذلك ويتم ذلك عن طريق نقل المعلومات إلى جمهور الأزمة بأمانة وسرعة ومصداقية، وإحاطتهم بما حدث فعلاً على أرض الواقع المتأزم.
والجانب الثانى يكمن فى استخدام الإعلام فى إحداث المعرفة المخططة جيداً، والتأثير الإيجابى على تشكيل ثقافة الفرد والمجتمع والمؤسسات والدول، وإحداث الوعى المطلوب، وتنمية إدراك الجمهور بخطورة وأبعاد الأزمة، فيثير اهتمامهم، فتتكون لديهم قناعة معينة تدفعهم إلى القيام بسلوك معين وفقاً لنطاق الأزمة وتزودهم بكل صراحة ووضوح بالأخبار والحقائق والمعلومات والبيانات التى يتم إعدادها بشكل معين، بمحتوى ومضمون معين، لتقدم فى وقت معين وفى إطار تحليلات وآراء وأفكار وتنبؤات معينة ومن جانب رجالات فكر وإعلام لهم وزن وتأثير إعلامى معين.