الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الصديق زور عقد زواج عرفى للزوجة لابتزاز الزوج وتدمير أسرته




 
قال الحكيم: «اللهم اكفنى شر أصدقائى أما أعدائى فأنا كفيل بهم» إنها صدمة مفاجئة تلك التى أصابت الزوج الموظف فى مقتل، فهزت كيانه وزلزلت وجدانه.
وكادت تفقده عقله عندما طرق المحضر باب الشقة وسلمه خطابا بداخله إنذار بضرورة دخول شريكة عمره فى طاعة رجل آخر!

 
كيف؟!

وهى الآن تجلس بجواره وكم قاسمته حلو الحياة ومرها.
 

دقق النظر فى الورق مرات ومرات باحثاً عن خطأ فى الاسم، لكن حروف الخطاب واضحة وصريحة. تسمرت الزوجة وانحشرت الكلمات بداخلها فلم يطرق باب حياتها رجل سوى هذا الزوج طيب القلب.

 
كيف يتم طلبها لتدخل فى طاعة رجل آخر؟!.

 
ومن هو ذلك الآخر؟!.

 
تساؤلات عديدة لتضع بين أيدينا فى النهاية قصة لتكون شاهد عيان على ندالة الصديق المخلص ليتأكد لنا أن الخل الوفى هو بحق المستحيل الثالث.

 
اليوم كان السبت الراحة الأسبوعية للموظف المرموق وكعادته استيقظ صباحاً وتناول طعام الإفطار مع زوجته وأبنائه الأربعة.

 
السعادة والتفاؤل أحاطت بالأسرة الصغيرة والرضا كان شعار العائلة، انشغل الأبناء بالألعاب على جهاز الكمبيوتر وأوى الأبوان إلى بهو الشقة لمشاهدة برامج التليفزيون وتبادل أطراف الحديث الذى لا ينقطع بينهما.
 

طرق باب الشقة، لابد أنه ابن شقيق الزوج الذى دأب اللعب مع أبناء عمه وهم الزوج وفتح الباب إذا بشاب فى العقد الثالث من عمره يبلغه أنه محضر من محكمة الأسرة بالخليفة وقدم له مايفيد إثبات شخصيته وسأل المحضر عن اسم الزوجة الثلاثى وثارت نيران الغيرة فى عروق الزوج، كيف يتفوه هذا باسم أم الأولاد، فكل مايتعلق بشقة الزوجية باسم الزوج وبادره الزوج قائلاً: نعم فلانة تقيم فى ذات الشقة ماذا تريد منها؟!.

 
فطلب منه ضرورة توقيعها على ذلك الطلب واختلطت التساؤلات فى عقل الزوج على ماذا ستوقع رفيقة العمر وماعلاقتها بالمحكمة وهى حتى لاتعرف بابها.. وبصوت قلق نادى الزوج زوجته وطلب منها التوقيع لاستطلاع الأمر وسلمه المحضر خطاب المحكمة وعندما هم بالانصراف أجبره الزوج على الوقوف لقراءه محتوى المظروف أولاً ومجرد قراءة أول سطر فيه نزلت قطرات الماء على جبين الزوج وارتعدت يداه وكاد يسقط على الأرض.. إنذار بدخول زوجته فى طاعة رجل آخر.. كيف وهى لم تفارق عينيه لحظة واحدة؟!.. كيف وهى ثوب أبيض لم تدنسه بقعة واحدة سوداء كيف؟!.. وهى عاشت معه رحلة زواج عمرها عشرون عاماً لم تغضب فيها ثانية واحدة شريط من الذكريات والأحداث مر أمام عينيه.. كل مشهد فيه يؤكد نقاء الزوجة وطاعتها له.
تسلم الخطاب وطلب من المحضر الانصراف وتسلح بالصبر والتحمل.

 
وأوى وزوجته إلى غرفة النوم كى يحدثها بعيداً عن أعين أطفاله وبهدوء العقلاء سألها عن ذلك الشخص ومتى تزوجته وما الذى دفع بها للزواج من آخر وهو يتنافس لإرضائها انتابتها حالة من الهياج والصراخ كيف طاوعته نفسه للشك فيها ثانية واحدة فهى التى صانت عرضه وحفظت كرامته فى غيابه ووجوده وهى ابنه الشيخ الفاضل الذى أحسن تربيتها ولفعها بثوب الفضيلة.

 
أقسمت أن طرف عينها لم ير سواه وتيقن الزوج أن شيئاً ما قد حدث.

 
أسرع إلى المحكمة ومعه محاميه الخاص للاطلاع على أوراق الدعوى وجد اسمًا مجهولاً أمام الدعوى ومرفق بها ورقة زواج عرفى تفيد زواج المجهول من زوجته وادعى أن زوجته هجرته وأقامت فى شقة تخص والدها، لكن من هو ذلك المجهول؟!

 
سجلات الأحوال المدنية تؤكد عدم وجوده فى الأوراق الرسمية فطلبت المحكمة من قسم شرطة الخليفة عمل التحريات.

 
وجاءت المفاجأة الصديق الوفى وراء فكرة خراب البيت فهو الذى كانت تربطه علاقات مالية بالزوج وتراكمت عليه الديون لصديق الموظف حتى ماطل فى سداده مما دفعه إلى التفكير فى حيلة شيطانية لوضع رأس الصديق فى التراب وكسر عينيه حتى لا يطالبه بالأموال التى تراكمت عليه وتكون تلك الدعوى وسيلة لابتزازه والضغط عليه فقام ذلك الشيطان الصديق بتزوير عقد الزواج العرفى الذى يفيد زواجه من الزوجة وقام بواسطة محام صديق له، برفع دعوى إنذار يفيد ضرورة دخول الزوجة فى طاعة الزوج الوهمى، حيث توهم أن الزوج بمجرد علمه بذلك سوف يفضح الزوجة ويطلقها وقد يزج بها فى السجن وتصبح تلك الدعوى سليمة للضغط عليه وأكدت التحريات أن الصديق هو الذى أشعل النيران فى هشيم حياة صديقه وانتقل البلاغ إلى أمير الهامى نوار رئيس نيابة الخليفة وباشر التحقيق أحمد حسنى وكيل أول النيابة الذى أمر بسرعة القبض على الصديق الهارب بعد أن أكدت التحريات تلفعه بالخسة والندالة وبعد تيقن المحكمة من كيدية الدعوى قضت بشطبها ولكن بقيت الطعنة تذكر الزوج بغدر أوفى الأصدقاء.