الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مناسك الحج والعمرة وأحكامهما




للحج مناسك محددة يجب على الحاج الالتزام بها حتى لا يقع تحت طائلة افساد ما اداه من حج أو وجوب الفدية وفى ذلك تقدم  د. عفاف النجار - عميدة كلية الدراسات الاسلامية الاسبق بجامعة الازهر بنات - شرحا وافيا لكل ركن من اركان الحج حيث توضح أن مناسك الحج هى العبادات التى يفعلها من أراد الحج أو العمرة، وتسمى أركاناً وواجبات وفرقت بينهما ، فأركان الحج أربعة وهى  الإحرام، والطواف بالبيت، والوقوف بعرفة والسعى بين الصفا والمروة وواجباته سبعة كون الإحرام من الميقات، والبقاء بعرفة إلى الليل، والمبيت بمزدلفة ليلة النحر أو أكثرها، والمبيت بمنى ليالى منى وحلق الرأس أو تقصيره، ورمى الجمرات يوم العيد وأيام التشريق، وطواف الوداع، وقد فصلت صفاتها فى كتب الأحكام.
 

حول انواع الحج توضح د. عفاف  ان المسلم مخير بين أن يحج مفرداً أو قارناً أو متمتعاً . والإفراد هو أن يحرم بالحج وحده بلا عمرة ، حيث ان المقرن هو أن يحرم بالعمرة والحج جميعاً . والتمتع هو أن يحرم بالعمرة خلال أشهر الحج ( وهى شوال و ذو القعدة وذو الحجة ) ثم يحل منها ثم يحرم بالحج فى نفس العام .
 
وتضيف  أنه إذا وصل المسلم إلى الميقات ، يستحب له أن يغتسل ويُطيب بدنه ، لأنه صلى الله عليه وسلم اغتسل عند إحرام ، ولقول عائشة رضى الله عنها : ( كنت أطيب رسول الله لإحرامه قبل أن يحرم. ويستحب له أيضاً تقليم أظافره وحلق عانته وإبطيه . ثم يلبس الذكر لباس الإحرام ، لقوله صلى الله عليه وسلم ، أما المرأة فتحرم فيما شاءت من اللباس الساتر الذى ليس فيه تبرج أو تشبه بالرجال ، دون أن تتقيد بلون محدد . ولكن تجتنب فى إحرامها لبس النقاب والقفازين لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين، ولكنها تستر ثم بعد ذلك ينوى المسلم بقلبه الدخول فى العمرة او الحج  ، ويشرع له أن يتلفظ بما نوى ، فيقول : ( لبيك عمرة ) أو ( اللهم لبيك عمرة او حج) . والأفضل أن يكون التلفظ بذلك بعد استوائه على مركوبه ، كالسيارة ونحوها .ليس للإحرام صلاة ركعتين تختصان به ، ولكن لو أحرم المسلم بعد صلاة فريضة فهذا أفضل ، لفعله صلى الله عليه وسلم

واوضحت أن من كان مسافراً بالطائرة فإنه يحرم إذا حاذى الميقات .  ثم بعد الإحرام يسن للمسلم أن يكثر من التلبية ، وهى قول : ( لبيك اللهم لبيك من لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ) يرفع بها الرجال أصواتهم ، أما النساء فيخفضن أصواتهن ...  ثم إذا وصل الكعبة قطع التلبية واضطبع بإحرامه  ، ثم استلم الحجر الأسود بيمينه ( أى مسح عليه ) وقبله قائلاً : ( الله اكبر ( ، فإن لم يتمكن من تقبيله بسبب الزحام فإنه يستلمه بيده ويقبل يده. فإن لم يستطع استلمه بشيء معه) فإن لم يتمكن من استلامه استقبله بجسده وأشار إليه بيمينه – دون أن يُقبلها – قائلاً : ( الله أكبر ) ، ثم يطوف على الكعبة 7 أشواط يبتدئ كل شوط بالحجر الأسود وينتهى به ، ويُقَبله ويستلمه مع التكبير كلما مر عليه ، فإن لم يتمكن أشار إليه بلا تقبيل مع التكبير – كما سبق – ، ويفعل هذا أيضا فى نهاية الشوط السابع .
 
أما الركن اليمانى فإنه كلما مر عليه استلمه بيمينه دون تكبير، فإن لم يتمكن من استلامه بسبب الزحام فإنه لا يشير إليه ولا يكبر ، بل يواصل طوافه .ويستحب له أن يقول فى المسافة التى بين الركن اليمانى والحجر الأسود ( ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) ليس للطواف ذكر خاص به فلو قرأ المسلم القرآن أو ردد بعض الأدعية المأثورة أو ذكر الله فلا حرج ..

 ينبغى للمسلم أن يكون على طهارة عند طوافه ، لأنه صلى الله عليه وسلم توضأ قبل أن يطوف  .
 
 
 
وإذا فرغ المسلم من طوافه اتجه إلى مقام إبراهيم عليه السلام وهو يتلو قوله تعالى { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى }، ثم صلى خلفه ركعتين بعد أن يزيل الاضطباع ويجعل رداءه على كتفيهن فإذا لم يتمكن المسلم من الصلاة خلف المقام بسبب الزحام فإنه يصلى فى أى مكان من المسجد ، ثم بعد صلاته عند المقام يستحب له أن يشرب من ماء زمزم ، ثم يتجه إلى الحجر الأسود ليستلمه بيمينه ، فإذا لم يتمكن من ذلك فلا حرج عليه . ثم يتجه المسلم إلى الصفا ، ويستحب له أن يقرأ إذا قرب منه قوله تعالى : { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يَطَّوف بينهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم }
ويقول ( نبدأ بما بدأ الله به ) ثم يستحب له أن يرقى على الصفا فيستقبل القبلة ويرفع يديه ، ويقول  ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده ، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ثم ينزل ويمشى إلى المروة، ويسن له أن يسرع فى مشيه فيما بين العلمين الأخضرين فى المسعى، فإذا وصل المروة استحب له أن يرقاها ويفعل كما فعل على الصفا من استقبال القبلة ورفع اليدين والذكر والدعاء السابق . وهكذا يفعل فى كل شوط.

أما فى نهاية الشوط السابع من السعى فإنه لا يفعل ما سبق.

وتؤكد د. عفاف أن السعى  ليس له ذكر خاص به . ولكن يشرع أن يذكر الله ويدعوه بما شاء ، وإن قرأ القرآن فلا حرج. كما يستحب أن يكون المسلم متطهراً أثناء سعيه. و إذا أقيمت الصلاة وهو يسعى فإنه يصلى مع الجماعة ثم يكمل سعيه..  ثم إذا فرغ من سعيه فإنه يحلق شعر رأسه أو يقصره، والتقصير هنا أفضل من الحلق، لكى يحلق شعر رأسه فى الحج .  لابد أن يستوعب التقصير جميع أنحاء الرأس، فلا يكفى أن يقصر شعر رأسه من جهة واحدة ... والمرأة ليس عليها حلق ، وإنما تقصر شعر رأسها بقدر الأصبع من كل ظفيرة أو من كل جانب ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (ليس على النساء حلق إنما على النساء التقصير) .
 ثم بعد الحلق أو التقصير تنتهى أعمال العمرة، فيحل المسلم إحرامه إلى أن يحرم بالحج فى يوم 8 ذى الحجة.
 
 
 
 
وتشير إلى انه إذا كان يوم ( 8 ذى الحجة) وهو المسمى يوم التروية  أحرم بالحج من مكانه الذى هو فيه وفعل عند إحرامه بالحج كما فعل عند إحرامه بالعمرة من الاغتسال والتطيب  ، ثم ينطلق إلى منى فأقام بها وصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، يصلى كل صلاة فى وقتها مع قصر الرباعية منها ( أى يصلى الظهر والعصر والعشاء ركعتين) . وعند  شمس يوم ( 9 ذى الحجة وهو يوم عرفة ) توجه إلى عرفة، ويسن له أن ينزل بنمرة  ويبقى فيها إلى الزوال ثم يخطب الإمام أو من ينوب عنه الناسَ بخطبة تناسب حالهم يبين لهم فيها ما يشرع للحجاج فى هذا اليوم وما بعده من أعمال ، ثم يصلى الحجاج الظهر والعصر قصراً وجمعاً فى وقت الظهر ، ثم يقف الناس بعرفة، ولكن يستحب للحاج الوقوف خلف جبل عرفة مستقبلاً القبلة، لأنه موقف النبى صلى الله عليه وسلم  إن تيسر ذلك. ويجتهد فى الذكر والدعاء المناسب، ومن ذلك ما ورد فى قوله صلى الله عليه وسلم : (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلى: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير ولا يجوز للحاج مغادرة عرفة إلى مزدلفة قبل غروب الشمس).
 فإذا غربت الشمس سار الحجاج إلى مزدلفة  وأكثروا من التلبية فى طريقهم، فإذا وصلوا مزدلفة صلوا بها المغرب ثلاث ركعات والعشاء ركعتين جمعاً ، بإذان واحد ويقيمون لكل صلاة ، وذلك عند وصولهم مباشرة دون تأخير ( وإذا لم يتمكنوا من وصول مزدلفة قبل منتصف الليل فإنهم يصلون المغرب والعشاء فى طريقهم خشية خروج الوقت ) .ثم يبيت الحجاج فى مزدلفة حتى يصلوا بها الفجر ، ثم يسن لهم بعد الصلاة أن يقفوا عند المشعر الحرام  مستقبلين القبلة ، مكثرين من ذكر الله والدعاء مع رفع اليدين ، إلى أن يسفروا – أى إلى أن ينتشر النور لفعله صلى الله عليه وسلم.
 
 
 
 
 
وعقب ذلك ينصرف الحجاج إلى منى مكثرين من التلبية فى طريقهم ، ويسرعون فى المشى إذا وصلوا وادى مُحَسِّر  ، ثم يتجهون إلى الجمرة الكبرى ( وهى جمرة العقبة ) ويرمونها بسبع حصيات (يأخذونها من مزدلفة أو منى حسبما تيسر ) كل حصاة بحجم الحمص تقريباً ثم يرفع الحاج يده عند رمى كل حصاة قائلاً : ( الله أكبر ) ، ويستحب أن يرميها من بطن الوادى ويجعل مكة عن يساره ومنى عن يمينه  ، لفعله صلى الله عليه وسلم . ولا بد من وقوع الحصى فى بطن الحوض – ولا حرج لو خرجت من الحوض بعد وقوعها فيه – أما إذا ضربت الشاخص المنصوب ولم تقع فى الحوض لم يجزئ ذلك .

وبعد الرمى ينحر الحاج ( الذى من خارج الحرم ) هديه، ويستحب له أن يأكل منه ويهدى ويتصدق . ويمتد وقت الذبح إلى غروب الشمس يوم ( 13 ذى الحجة ) مع جواز الذبح ليلاً ، ولكن الأفضل المبادرة بذبحه بعد رمى جمرة العقبة يوم العيد ، لفعله صلى الله عليه وسلم . ( وإذا لم يجد الحاج الهدى صام 3 أيام فى الحج ويستحب أن تكون يوم 11 و 12 و 13 و 7 أيام إذا رجع إلى بلده ) . ثم بعد ذبح الهدى يحلق الحاج رأسه أو يقصر منه ، والحلق أفضل من التقصير ، لأنه صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين بالمغفرة 3 مرات وللمقصرين مرة واحدة  بعد رمى جمرة العقبة والحلق أو التقصير يباح للحاج كل شيء حرم عليه بسبب الإحرام إلا النساء ، ويسمى هذا التحلل ( التحلل الأول ) ، ثم يتجه الحاج – بعد أن يتطيب – إلى مكة ليطوف بالكعبة طواف الإفاضة  فى قوله تعالى : { ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليَطوّفوا بالبيت العتيق }  لقول عائشة رضى الله عنها : ( كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحلة قبل أن يطوف بالبيت ) ، ثم يسعى بعد هذا الطواف سعى الحج.

وبعد هذا الطواف يحل للحاج كل شيء حرم عليه بسبب الإحرام حتى النساء، ويسمى هذا التحلل ( التحلل التام).

و الأفضل للحاج أن يرتب فعل هذه الأمور كما سبق ( الرمى ثم الحلق أو التقصير ثم الذبح ثم طواف الإفاضة )، لكن لو قدم بعضها على بعض فلا حرج .
 
 
 
 
ثم يرجع الحاج إلى منى ليقيم بها يوم ( 11 و 12 ذى الحجة بلياليهن ) إذا أراد التعجل ( بشرط أن يغادر منى قبل الغروب )، أو يوم ( 11 و 12 و 13 ذى الحجة بلياليهن ) إذا أراد التأخر، وهو أفضل من التعجل، لقوله تعالى { فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى }.
 
ويرمى فى كل يوم من هذه الأيام الجمرات الثلاث بعد الزوال  مبتدئاً بالصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى، بسبع حصيات لكل جمرة، مع التكبير عند رمى كل حصاة.
 
ويسن له بعد أن يرمى الجمرة الصغرى أن يتقدم عليها فى مكان لا يصيبه فيه الرمى ثم يستقبل القبلة ويدعو دعاء طويلاً رافعاً يديه ويسن أيضاً بعد أن يرمى الجمرة الوسطى أن يتقدم عليها ويجعلها عن يمينه ويستقبل القبلة ويدعو دعاء طويلاً رافعاً يديه أما الجمرة الكبرى ( جمرة العقبة) فإنه يرميها ولا يقف يدعو، لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك وبعد فراغ الحاج من حجه وعزمه على الرجوع إلى أهله فإنه يجب عليه أن يطوف (طواف الوداع) ثم يغادر مكة بعده مباشرة ، لقول ابن عباس رضى الله عنهما : (أمِر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خُفف عن المرأة الحائض « ، فالحائض ليس عليها طواف وداع . ولا طوائف افاضة
 
 
 
دعاء نبوى
 
اللهم إنى أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، اللهم إنى أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل قلبى بالماء والثلج والبرد، ونق قلبى من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بينى وبين خطاياى كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم إنى أعوذ بك من الكسل والمأثم والمغرم «متفق عليه».