السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفرنسية التى يلقبها الأثريون بالفرعونة




تمثل الحضارة الفرعونية بملوكها وملكاتها وآثارها كنزاً لاينضب على مر العصور .. يستهوى عشاق التاريخ وعلماء المصريات وبوجه خاص الناشرين والروائيين فى الغرب، الذين يسعون لاستثمار هوس القراء بكل ما يرتبط بالحضارة الفرعونية.
ويعد كتاب» مصر فى عيون فيولين فانويكى» الذى يخرج للأسواق فى فرنسا فى شهر نوفمبر المقبل، من أحدث الإصدارات عن مصر الفرعونية.
 
تقدم الأثرية الفرنسية فيولين فانويكى فى الكتاب جولة فى مصر الفرعونية بأسرارها وأهم معالمها من أبو سمبل بأسوان، مرورًا بوادى الملوك والأقصر واهرامات الجيزة وهرم سقارة والقاهرة، إلى الاسكندرية على شاطئ البحر المتوسط، وذلك عبر مجموعة نادرة من الكتب والوثائق جمعتها المؤلفة خلال عملها وجولاتها فى مناطق أثرية محظورة على الجمهورالعادى.
 
وتشير فيولين فانويكى إلى إن المسئولين على قطاع الأثار فى مصر أتاحوا لها الوصول لأماكن لاتفتح أمام الجمهور خلال جولاتها المتعددة فى مصر سواء للعمل أو البحث، بهدف لدراسة وتأمل المواقع التى عاش فيها أبطال رواياتها وكتبها من ملوك الفراعنة مثل حتشبسوت ونفرتيتى وأخناتون وحور محب وتحتمس الثالث ورمسيس وكليوباترا.

 
كما تعتمد فى إنجاز مؤلفاتها على مقابلة الكثير من المتخصصين وزيارة المتاحف والمكتبات الملحقة بها مدفوعة برغبة شديدة للبحث والتنقيب عن اسرار التاريخ الفرعونى.
 
وفيولين فانويكى هى أكاديمية وكاتبة فرنسية متخصصة فى الحضارات والاداب القديمة، لاسيما الإغريقية واللاتينية والفرعونية، وهى شاعرة وروائية، نشرت أكثر من سبعين كتاباً أكثر من نصفهما عن الحضارة الفرعونية، سواء كتبًا تاريخية أو روايات رومانسية، ولذا تلقب بين أوساط الأثريين المصريين بلقب «الفرعونة»
 
 
وينبع اهتمامها الشديد بالتاريخ الفرعونى إلى الحادية عشرة من عمرها عندما تتلمذت على يد مدرسة تاريخ مهووسة بالحضارة الفرعونية ورثت عنها عشقها الكبير لمصر القديمة.
ومن أهم مؤلفاتها «كنز الملكة كوبرا» وهى رواية مستوحاة من قصة كليوباترا وثلاثياتها عن توت عنخ أمون ورمسيس الثالث وسلسة كتب عن نفرتيتى واخناتون ومن الروايات ايضاً « أفق آتون» و«ابنة نفرتيتى» و«نيتوكريس أميرة من مصر» و«قصص الحب لدى الملوك الفراعنة» وكتاب «البطالمة: آخر ملوك الفراعنة من الأسكندر إلى كليوباترا».
 
وقد اكتسبت فيولين شهرة عالمية عقب تأليفها ثلاثية عن الملكة حتشبسوت، استثمرت فيها عملها فى حفريات فى أنحاء معبد حتشبسوت بالبر الغربى للأقصر.

 
ويلاحظ اهتمامها الشديد بدراسة ونسج الروايات الرومانسية عن الملكات والأميرات فى العصور القديمة سواء الفرعونية والإغريقية.
 
ويثير اسلوب فيولين من استلهام التاريخ الفرعونى والإغريقى فى الروايات الخيالية انتقادات كبيرة فى اوساط الأكاديميين وعلماء المصريات، فهى تقدم خلطة من الادب الشعبى الذى يستهوى غير المتخصصين
 
وتعتمد فى ذلك على الخلط بين الحقائق والوقائع التاريخية وبين الخيال والادب والحبكات الدرامية مما لا يجعل منها مراجع ووثائق تاريخية ويعتبرها البعض أشبه بالشعوذة.

 
ويطالب فيليب كولمبرت أستاذ علم المصريات بجامعة جنيف السويسرية الناشرين ويلقى باللائمة على الناشرين على دور النشر التى تتهافت على نشر تلك الروايات الشعبية التى تنتحل الأحداث التاريخية، مؤكداً أن كتاباتها لا يعتد بها فى دراسة التاريخ، إذ لا تلتزم بال معايير والمراجع العلمية فى علم المصريات، مدللا على نقده بثلاثية «رمسيس الثالث» التى يرى انها تتضمن أخطاء تاريخية كبيرة.

 
ويقول د. كولمبرت عن المؤلفة «تعتمد رواياتها على معرفة سطحية تماما من الحضارة المصرية».
ويورد موريس سارتر، وهو أستاذ فى جامعة تور الفرنسية مثالاً على ذلك كتباها» البطالمة: مشيرًا إلى أنه يضم أخطاءً كثيرة وتشويهًا للمواقف التاريخية
 
ويضيف د. جى لاكاز الأستاذ فى جامعة تور أيضاً ان اسلوبها فى اقتطاع الأحداث التاريخية والشخصيات من سياقها يؤدى لسوء فهم التاريخ وإحداث حالة من الفوضى فى التاريخ كعلم.