الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هيكل الجديد!

هيكل الجديد!
هيكل الجديد!




أحمد قنديل يكتب:
الإعلام المصرى يمر بمرحلة دقيقة وخطرة فى ذات الوقت، وأصبح الكثير لا يعرف كيف يخطو خطوته المقبلة وكيف يستند الى الحقائق قبل أن يلصق التهم وكيف يحقق مأربه لأغراض شخصية فى مقابل تشويه سمعة أشخاص مؤسسات أوطان، ومن هنا نجد بعض الأقلام التى تدعى المعرفة نجدها مغيبة وتسمم الرأى العام بمقالاتها دون رؤية أو تدقيق أو اطلاع وتلك هى آفة العصر فنحن نسمم أنفسنا بجهلنا لتلك الحقائق.
أحد الكتاب فى صحيفة خاصة  طالعنا مؤخرا عن المؤامرة على الدولة المصرية  وعندما تقرأ مقاله  تجده خاويًا المعرفة والحقيقة والمعلومة، فيقول أن الدولة المصرية لم تشفى من أمراضها وأن الدولة تسير باتجاه يستبعد الكفاءات وأن مؤسسات الدولة تتصارع على السلطة، والطامة الكبرى أن هذا الكاتب يقول أن هناك نقص فى المعلومات يجعل الإعلاميين والصحفيين يضربون فى الظلام ومن هنا يعترف بنفسه أنه يضرب فى الظلام بنشر أكاذيب وافتراءات تشوه وتسمم دون مراعاة للمسئولية المهنية ولكن اسال هذا الكاتب هل نقص المعلومات يمنحك صك النشر المضلل؟ بهدف أو لأخر لجهل أو لابتزاز عن عمد، ونجده فى مقاله أيضا يطلب حوارا مع الرئيس يكشف ما هو تصوره، دعنى أقول لك الرئيس السيسى ليس فى حاجة الى رؤيتك فأنت معروف بتوجهاتك المذبذبة. فمثلا نجدك تمجد الراحل هيكل وفى وقت أخر تلعنه إذن أنت تتحرك على أهوائك الشخصية وليس من واقع مبادىء المهنية الصحفية الملتزمة هل تريد أن تكون هيكل الجديد بمعنى أن تكون فى حجم مكانته أو شهرته ولا اقصد مواقفه المتناقضة معك؟ وهل تريد أن تكون فى الصورة؟ وفى الدائرة الإعلامية المقربة؟ دعنى أقول لك أن الرئيس السيسى ليس لديه فواتير لكى يدفعها لك أو لغيرك، تلك هى الجزئية الأولى التى أود الحديث عنها والجزئية الثانية حديثك عن  القومية العربية وأصبح يجهل من يخرب ومن يصنع السلام من ينشر الإرهاب ومن يواجهه.
فحينما تحدث عن سلطنة عمان وأتهمها بأنها تغرد خارج السرب العربى كيف ذلك والعرب يتهافتون عليها من أجل وساطتها للتدخل فى العديد من الأزمات وخير دليل الزيارات العربية المتتالية بل المصرية أيضا إلى السلطنة إذن كيف تغرد خارج السرب وسوف استعرض فى جزئى الأخير مَن هى سلطنة عمان؟
النسيج العرقى العمانى مكون من العرب والعجم والافارقة والهنود والباكستان ولا يوجد تفاضل لعرق على عرق مطلقا الجميع يجمعهم العرق الوحيد وهو العمانى وأما  الاتهام الخاص بالانحياز الدينى الطائفى فسلطنة عمان بعيدة عن مسألة الصراع الذى يسمى اليوم بالصراع السنى والشيعى والذى ينهش جسد الأمة من اقصاها الى أقصاها فسلطنة عمان دولة مسلمة تسيير البلاد وفق الفقه والعقيدة القائمة على فهم القرآن الكريم تاركه الصراعات السنية الشيعية للعرب ومتفرغة بالكامل لبناء السلطنة وساعية الى لم شمل الأمة مع إدراكها ان ما يحدث اليوم من تناحر انما هو نتيجة لترك العمل بالقرآن الكريم والتعصب لتراث السابقين بجميع ما فيه من شوائب ونواقض لروح القرآن وأود أن أقول أن  ألية علاقات عمان مع الآخرين فلها حق السيادة فى التواصل من عدمه مع أى دولة كانت وهى أيضا  غير مجبرة على قطع علاقاتها لا مع إيران ولا مع مصر  .
ولم تتوقف تلك التحركات بل أتى اليها الغرب فنجد وزير الخارجية الألمانى يلتقى المسئولين ويؤكد على الدور المحورى للسلطنة ثم مؤخرا وزير الدفاع البريطانى يوضح أن سلطنة عمان بلد صانعى السلام ولم يقتصر ذلك عندما خرج تصريح بان كى مون الشهير بأن السلطنة لديها  إسهامات  فى السلم العالمى ودورها الفريد فى التقريب بين الشعوب وتيسير الحوار بين الأطراف المتنازعة. وأعرب عن التقدير العالمى للجهود السامية للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان  فى هذا الشأن، التى تؤكد الحرص على اتخاذ الحوار سبيلاً لحل النزاعات والصراعات بين الدول بما يجنب البشرية ويلات الحروب ونشوب النزاعات المسلحة، ثم خرج علينا تصريح من الأمين العام لجامعة الدول العربية الحالى نبيل العربى والسابق عمرو موسى واللذين يؤكدان على أهمية دور عمان فى الوساطة والتهدئة وحل الازمات بمنطقة الشرق الأوسط اذن أخيرا أوجه سؤالى هل هؤلاء جميعا عندما يبرزون دور سلطنة عمان وأنتم وفقط من تعرفون  وتؤكدون  وتشيعون  أنها تغرد خارج السرب العربى؟ فمصر وسلطنة عمان والوطن العربى فى حاجة الى أقلام أمينة ورصينة تبنى ولا تهدم تصحح ولاتبجح لأن تلك المرحلة التى يمر بها الوطن العربى ومن بينها مصر فى حاجة الى العقلاء لا الجهلاء.