«النهار اليوم» تعرض تحقيقاً استقصائياً عن تورط رؤساء دول فى تهريب الأموال

متابعة- محمد خضير

فى قضية دولية خطيرة.. وحول شخصيات محورية جدلية دارت حلقة برنامج يوم بيوم على قناة «النهار اليوم» أول من أمس حيث عرضت تحقيقا متلفزا حصريا عن تسريبات «وثائق بنما» لغسل أموال زعماء العالم وعدد من رؤساء الدول وكبار رجال الأعمال، وعرض البرنامج الذى يقدمه الإعلامى محمد مصطفى شردى، على قناة النهار اليوم، فيلمًا وثائقيًا استقصائيًا عن تورط رؤساء وزعماء دول ومشاهير فى إخفاء الأموال وتهريبها.
وقال شردى رداً على الهجوم ضد قناة النهار الجميع يناقش القضية وسنعرض من كافة دول العالم.
وفى بداية الحلقة كشف محمد شردى، إن قناة النهار ظلت 9 أشهر تحضر لهذا الفيلم، كونها مشاركة فى تحقيقات بنما التى هزت العالم، مشيرًا إلى أن الكرملين رد على تورط فلاديمير بوتين فى تسريبات بنما، بأن الهدف الرئيسى من هذه التسريبات هو ضرب بوتين.
وكشف هشام علام، الصحفى المصرى الوحيد المشارك فى تحقيقات بنما، إن عدد الوثائق السرية المسربة مأهولة جدًا، مؤكدًا أنه تأكد من صحة كافة تلك الوثائق بنسبة 100%.
وأضاف علام خلال حواره بالبرنامج، أن هناك قائمة بأسماء 21 شخصية مصرية داخل وثائق بنما متورطون فى هذه القضايا، منهم وزراء سابقون وحاليون وأشخاص ذوو ثقل داخل الدولة، وسيتم الإعلان عن كل الأسماء فى الفترة المقبلة.
وقال علام، إنه تم اختيارهم للانضمام لفريق «وثائق بنما» من قبل الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين، فى إبريل 2014.
واشار الى أن هناك دولًا كبرى طلبت دفع أموال طائلة لمؤسسة بنما لأخذ الوثائق الخاصة بها، موضحًا أن هناك 214 ألف شركة عالمية تنضم للشركة الأم.
وكشف التحقيق الذى شارك فيه أكثر من 400 صحفى حول العالم، منهم هشام علام الصحفى المصرى، وجود شركة «موساك فونسيكا» ببنما، التى تخفى الثروات وتغطى على رجال الأعمال والزعماء الهاربين من الضرائب.
وأظهر التحقيق تعامل علاء مبارك، الابن الأكبر للرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، مع هذه الشركة، وحصل المحققون على وثيقة تؤكد أن علاء مبارك أصبح عميلا غير مرغوب فيه، بعد أن تم اتهامه فى قضايا كثيرة، وتم سجنه فى مصر.
وقال علام أن نجل حسنى مبارك أحد أهم العملاء بالنسبة للشركة، وكان يخفى أمواله وممتلكاته، لافتا إلى أنه حصل على أموال كثيرة وتم إخفاؤها بطريقة معقدة مستغلا سلطته ورئاسة أبيه لمصر، وتابع: «حصلنا على 11.5 مليون وثيقة، بحجم 2.6 تيرا بايت على هارد كمبيوتر كبير».
وأضاف، علام أن الشخصيات العشرين الباقية «ذوو حيثية سياسية»، مضيفا ردا على مقدم البرنامج «فى ناس أكبر من وزراء.. حاليين وسابقين».
وأظهرت «وثائق بنما» التى كشف عنها الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين، الاحد الماضى عمليات إخفاء مليارات الدولارات من قبل قادة وسياسيين من مختلف دول العالم، تضمنت الكشف عن ممتلكات للنجل الأكبر لعائلة مبارك.
وتضمنت «وثائق بنما» تسريب نحو 11 مليون وثيقة من شركة بنمية للخدمات القانونية تخصصت فى إنشاء شركات الأوفشور، وتسهيل عمليات غسيل الأموال والتهرب الضريبي.
كما تكشف الوثائق وقائع فساد تخص الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، والسورى بشار الأسد والليبى الراحل معمر القذافى، فضلا على العائلة الحاكمة فى قطر.
وتوضح الوثائق التى عرضت خلال الفيلم ملكية علاء مبارك لشركة بان وورلد انفستمنت المسجلة فى جزر العذراء البريطانية، أحد الملاذات الضريبية الشهيرة.
وقال علام ان الملاذ الضريبى هو دولة أو منطقة تابعة لدولة تفرض ضرائب منخفضة جدا، أو لا تفرض ضريبة على الإطلاق، ويقوم نظام تأسيس الشركات فيها على ضمان سرية البيانات، وهو ما يتيح لأصحاب الشركات الاستثمار فى دول أخرى وتحويل أرباحهم لتلك الملاذات، دون الخضوع للضرائب، ويثير ارتباط أسماء السياسيين وأقاربهم بشركات مؤسسة فى نظم سرية، لا تسمح بالكشف عن هويات المالكين، عادة شكوكا مرتبطة بالفساد وتهريب الأموال.
أشار علام إلى أن مجموعة الصحفيين تم اختيارهم للعمل على هذه القضية، من قبل الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين.
وقال إن عملية التحقق من صحة الوثائق تمت بشكل دقيق جدًا، موضحًا أنه تم التعامل مع البنوك وعدد من الجهات المتورطة فى الحسابات السرية.
وأشار علام إلى أن هناك عددًا من الشخصيات الشهيرة فى مصر كانت تتعامل مع شركات «أوف شور»، منوها إن هؤلاء الشخصيات كانوا يمتلكون حسابات وأملاكًا سرية.