الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الباعة الجائلون أقوى من «عبدالظاهر»

الباعة الجائلون أقوى من «عبدالظاهر»
الباعة الجائلون أقوى من «عبدالظاهر»




الإسكندرية - إلهام رفعت


ميدان محطة مصر وسوق عامود السوارى بكرموزو شارع 30 بسيدى بشر والسبع بنات بالمنشية وتحت كوبرى 27 بالقبارى وغيرها كثير من ميادين وشوارع الإسكندرية أصبحت مرتعا للباعة ورغم قيام المسئولين بإيجاد حلول على مدار سنوات للقضاء على ظاهرة الباعة الجائلين بأنشاء باكيات بدلا من افتراش الارض لا تزال هذه الظاهرة تنتشر فى كل ربوع الإسكندرية.
«روزاليوسف» رصدت أحوال الشارع السكندرى فى هذه السطور محمد على بائع متجول استلم باكية فى محطة مصر منذ عام تقريبا ولكن محمد يشكو من وقف الحال قائلا حالنا كما تشاهدينه «لا يسر عدو ولا حبيب» فلا أحد يمر من هذا الممر الذى حبسنا فيه إلا مصادفة ولذلك هجره الباعة وافترشوا الميدان رغم أنهم يدفعون فى الشهر 340 جنيها وأشار إلى  أن المكان مجهول للناس رغم أنه وسط الميدان لأن تصميمه غلط والمارة لايصلون إليه.
 وطالب محمد بعمل منافذ للباكيات حتى يراها  المواطنون ويقبلون عليها لأن المكان مهجور والمواطنين يمشون على الرصيف ولا يدخلون الممر.
ويضيف بائع آخر رفض ذكر اسمه أنه تم أخذ أسماء الباعة فى ميدان محطة مصر وحدد المسئولون  باكية لكل بائع ودفع البائعون  مبالغ تأمين فى الحى 5 آلاف جنيه بموجب إيصال حصل عليه كل بائع ولكنهم لم يستلموا عقودا ولا توجد انارة فى هذه الباكيات وكأن الحكومة تدفعهم دفعا لسرقة الكهرباء لذلك يفضل بعض الباعة الفرش خارج الباكيات ودفع إيجارها الشهرى فقط بدلا من غرامات الكهرباء وركود بضاعتهم أمامهم.
وتشكو سهير محمد موظفة من عدم  استطاعتها السير فى فى الشارع حيث يفترشه الباعة وحتى شريط الترام لم يرحموه.
وقالت: كنت أسير فى محطة مصر ووجدت نفسى فى ممر طويل يضم محلات صغيرة مغلقة والباعة خارج الممر يفترشون الارض مؤكدة أنه فى الماضى كانوا يطالبون بإنشاء نقطة شرطة فى محطة مصر وهى موجودة حاليا ولكنها بلا فائدة «فالحال كما هو وأسوأ ومش عايزة أوضح اكتر من كده».
يقول مهندس رفض ذكر اسمه: فى محطة مصر وعامود السوارى بكرموز وغيرها من أسواق عشوائية المخالفات للأسف تتم برعاية بعض معدومى الضمير من رجال الشرطة وكل حاجة بثمنها وحملات الإزالة «مجرد شو ومنظرة أمام الإعلام» لأن بعدها بدقائق الحال يعود إلى ماكان عليه وأسوأ وتوجد نقطة فى المحطة.
وقسم كرموز على بعد خطوات من سوق عامود  السوارى ولكن بلا أى دور ويلفت سعيد مرزوق إلى أن أكشاك كوبرى 27 كانت من أيام المحجوب مبنية بالطوب ومصرح لها بالبيع وبجانب وجود مستوصف لخدمة منطقة مأوى الصيادين  وبعد تطويره تم  هدم الأكشاك ولايوجد منها 60 كشكا مرصوصاً بجانب بعضها بعضا.
ويرى أحمد سلامة أمين الإعلام بحزب التجمع ومنسق المنظمة المصرية لحقوق الإنسان بالإسكندرية أن الأسواق العشوائية كارثة ومشروع الباكيات فاشل بكل المقاييس لأنها تبنى على الأرصفة ولايجد المواطنون مكانا للسير فالبائع يحصل على كشك مساحته متر فى متر ونصف المتر على الرصيف ويفرش أمامه البضاعة وبالتالى لم تحل المشكلة وجميعهم اعتبروها مخازن لبضائعهم.
وأوضح سلامة أن نقابة الباعة الجائلين التابعة للتضامن الاجتماعى قد خالفت اللائحة التى أوضحت مهمتها فى دراسة مشاكل الباعة وجمع اشتراكات لحين عمل دراسة جدوى لصرف معاشات إن أمكن وانحرفت عن تلك الأهداف بعد ثورة يناير مباشرة وابتزت المحافظين المتتاليين بعمل وقفات احتجاجية أمام المجلس المحلى لإجبارهم على بناء أكشاك فى الشوارع والميادين الرئيسية بالإسكندرية ووصل بهم الأمر إلى محاولة الاعتداء على أد المحافظين مطالبا  بمراجعة ملفات هذه النقابة من وزارة التضامن.
 من جانبه يؤكد اللواء أحمد متولى سكرتير عام محافظة الإسكندرية أن ثقافة الباعة المتجولين تفشل جميع الحلول فهم يعتقدون أن الرزق لن يأتى إلا فى المكان الذى اعتادوا عليه.
مؤكدا أن الحملات الامنية فاشلة أيضا حيث تتم باستمرار لإزالة تلك العشوائيات دون نتيجة جيدة لأنهم يعودون مرة أخرى.