الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القاهرة والرياض تحديات ومسئوليات

القاهرة والرياض تحديات ومسئوليات
القاهرة والرياض تحديات ومسئوليات




كتبت – ابتهال مخلوف


مما لاشك فيه أن زيارة العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر بما تحمله من ثقل وأهمية، تفتح نوافذ الأمل أمام ملايين العرب من الخليج للمحيط فى نجاح التعاون بين مصر والسعودية فى بناء حائط صد يحمى وطننا العربى من مخاطر وتحديات جمة.
وأمام مصر والسعودية فى لقاء الزعيمين الرئيس السيسى والملك سلمان ملفات شاء القدر أن تلقى على عاتق دولتين يمثلان رمانة الميزان فى العالمين العربى والإسلامى، وتفرض عليهما التحرك السريع لمواجهة تلك المخاطر.
بداية تقبع الشرق الأوسط وسط مؤمرات الدول الكبرى خاصة روسيا وأمريكا وتوازنات مصالحها ولعل الوضع فى سوريا والعراق خير دليل على ذلك.
واصبح الواقع الراهن فى العراق يهدد بتقسيمه إلى ثلاث دول: دولة كردستان، ودولة شيعية ، ودولة سنية. وأيضًا أصبح خطر تقسيم سوريا وشيكًا مابين دولة علوية واخرى كردية ولعل خير دليل على ذلك الوثيقة العلوية التى تم تسريبها الأسبوع الماضى من الداخل السورى ويعلن فيها أبناء الطائفة العلوية أن «السلطة الحاكمة فى سوريا أى نظام بشار الأسد لا يمثلها وعزمهم على الانفصال بدولتهم فى شمال سوريا، كذلك سعى الأكراد إلى إعلان دولتهم فى عين العرب- كوبانى.
كما أن مطامع قوى إقليمية مثل إيران وتركيا واسرائيل تتعارض مع العالم العربى وتفرض وجود رؤية ثابتة موحدة بين مصر والسعودية.
ويأتى ملف إيران وحالة العداء التاريخية لدى قادتها نحو السعودية لتتخذ من قطبية الصراع منطلقًا لها ما بين صراع السنة – الشيعة، والفرس – العرب.
ويزيد من الاستقطاب سعى طهران الدائم للعب دور الدولة القائدة إقليميًا من خلال امتلاك اسلحة نووية وهو ما ترفضه دول الخليج العربى وأيضًا عبر اللعب على وتر الطائفية وتجنيد شيعة البلدان العربية مثل البحرين والعراق واليمن ولبنان وسوريا.
ومما يدعو للأسف ما تعانى منه جامعة الدول العربية ودورها من ميراث طويل من العجز عن مجابهة التغييرات فى المنطقة خاصة مع ثورات الربيع العربى وما نجم عنها من صراعات خاصة فى سوريا واليمن وليبيا.
فمصر بما تمثله من زعامة وثقل سياسى وعسكرى ودبلوماسى وجغرافى وسكانى فى الوطن العربى والعالم والسعودية بثقلها الكبير أيضا أمامهما مهمة إعادة ترتيب البيت العربى والوصول لرؤية عربية مشتركة تتحدى حالة التشرذم العربية.
وهناك ملف علاقات البلدين مع كل من قطر وتركيا وهى التى تشهد توترات بينهما تقفز على السطح بين الحين والآخر خاصة مع وجود قطر وتركيا فى التحالف الإسلامى ضد تنظيم داعش الذى أعلنته الرياض أواخر العام الماضى، وهنا يبرز السؤال عن كيفية التنسيق بين الزعيمين والدور السعودى فى المصالحة لتجاوز الخلافات بين القاهرة من جانب والدوحة وأنقرة من جانب آخر.
وتحقيق تلك المعادلة بتعاون الدول السنية البارزة من شأنه خلق توازن إقليمى فى الشرق الأوسط ضد الدور الإيرانى الشيعى والدفع فى اتجاه حل للأزمة السورية وتنسيق مواقف مصر والسعودية لمرحلة ما بعد الأسد.
وهناك خطر تنظيم داعش وسعيه لإقامة دولة الخلافة وعملياته الإرهابية التى باتت أشبه بالقنابل الموقوتة لا نعرف متى وأين سوف تنفجر. مما يبرز أهمية بحث مناطق الالتقاء والتنسيق بين عمليات التحالف الدولى ضد تنظيم داعش والتحالف الإسلامى.  
فمنذ عام 2014 وتنظيم داعش يتسلل وتتمدد أذرعه الأخطبوطية على خريطة عالمنا العربى وبشكل رئيسى فى العراق وسوريا و جنوب اليمن وليبيا والصومال وقيامه بعمليات إرهابية فى السعودية والكويت وتونس.
وتمثل اليمن وترتيب الوضع فى داخلها عقب انتهاء عمليات عاصفة الحزم بقيادة السعودية وقرب دحر الحوثيين والرئيس المخلوع على عبدالله صالح، محورًا مهمًا يطرح على مائدة المحادثات بين مصر والسعودية.
قد يبدو الصراع فى اليمن معادلة صفرية تنتهى بالنسبة للتحالف العربى بقيادة السعودية بطرد الحوثيين من صنعاء والمدن الرئيسية، لكن بعد انتهاء غبار «عاصفة الحزم» تبدأ معركة أخرى من توازنات القوى.
ومن المؤكد أن اليمن ما بعد الحوثيين تخلق تحديات ومخاطر جنوب السعودية ومنطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب مثل تهديد تنظيم القاعدة واحتمال تسلل النفوذ الداعشى على أرضها مما يستلزم تنسيق جهود مصر والسعودية للمرحلة المقبلة.
ونأتى إلى دور السعودية ومصر فى حل الأزمة الليبية خاصة بعد وصول الحكومة الليبية الجديدة إلى طرابلس برئاسة فايز السراج، المدعومة من الأمم المتحدة حيث ينتظر من مصر والسعودية السعى عبر المفاوضات لترسيخ اتفاق المصالحة وتثبيت حكومة الوفاق الوطنى.