على سالم الأمين العام لحركة الوفاق الوطنى: الحوار مع المعارضة هو المخرج الوحيد من أزمة البحرين

 نتقد على سلمان الأمين العام لحركة الوفاق الوطنى المعارضة فى البحرين ما وصفه بـ«تحكم» الملك فى السلطات التنفيذية، ويجب أن يكون هناك انتخابات ديمقراطية للشعب البحرينى.
 
■ كيف ترى الوضع السياسى الآن فى البحرين؟
 
- الوضع بالبحرين متكرر فى 22 دولة عربية وهى «استبداد» الحزب الحاكم المتمثل فى الأسرة المالكة، ويتحكم الملك فى إدارة السلطة التنفيذية وهو تحكم ليس نابعًا عن ارادة شعبية مت جددة، فيجب أن يكون هناك انتخاب حقيقى للشعب البحرينى الذى ينتخب السلطة التنفيذية وليس غياب الديمقراطية، فالسلطة الحاكمة بالبحرين تشكل السلطة التنفيذية والقضائية، فهى تملك الإعلام والمال، والشعب يعيش على هامش هذا الواقع وهو ما رفضه الشباب البحرينى عامى 2010 و2011.. جوهر المشكلة أن تنتقل الأسرة الحاكمة إلى الديمقراطية وتعطى فرصة للشعب أن يصنع السلطات، ولو تمكن الشعب من إجراء انتخابات حرة نزيهة يختار فيها مجلسًا تشريعيا، ويتمتع بصلاحيات تشريعية ورقابية على الحكومة ويمثل المجلس التشريعى نظامًا برلمانيًا واقامة حكومة برلمانية يكون فيها فصيل من المعارضة ويحول النظام الملكى إلى نظام جمهورى، ونطالب بإجراء إصلاحات سياسية لأنه نظام ملكى مطلق عليه أن يتحول إلى نظام ملكى دستورى يحد من صلاحيات الملك ويعبر عن إرادة شعبية بنظام برلمانى عن طريق انتخابات حرة.
 
■ الشيعة متهمون بأنهم وراء العنف فى البحرين.. ما تعليقك؟
 
- الشيعة ليس لهم أى يد فى ظواهر العنف، بل النظام الملكى هو السبب لعدم تلبيته للمطالب، ودائما يتهم الشيعة بأن وراءها قوى خارجية، وأنها خارجة عن الدين والأعراف، والنظام يريد التشويش على المطالب الشعبية، فالفساد واضح فى النظام البحرينى من خلال فساد العائلة الحاكمة التى تقوم بتعيين رئيس وزراء مازال فى الحكم 40 عاما «الداخلية والجيش والخارجية» وأى منصب رفيع يكون من آل خليفة، فالنظام مسيطر على كل شيء فى البلاد و90٪ من سواحل البحرين تمتلكها العائلة المالكة والباقى 10٪، وهناك نسبة بطالة عالية فى البحرين من 10 إلى 14٪.
 
■ لماذا استقالت حركة الوفاق الوطنى المعارضة من البرلمان البحرينى؟
 
- لأن الحركة اكتشفت عدم وجود أى اصلاحات سياسية، فالقانون يتمثل فى الملك هو الذى يضعه بدون مناقشة وتحصل المعارضة على 60٪ من أصوات الناخبين، فتخصص 40٪ من المقاعد وهو تقليص لحجمهم وتزوير لإرادة الناس، وفيما يتعلق بمجلس الشورى نطالب بتجميده فهو شكلى فقط وهو أسوأ من نظام الرئيسين السابقين مبارك وزين العابدين، فملك البحرين هو الذى يعين نواب الشورى والموالين له.
 
■ هل تتوقع استمرار الثورة فى البحرين؟
 
- الثورة مستمرة منذ 14 فبراير الماضى فأكثر من نصف الشعب يتجمع كل يوم جمعة حوالى 300 ألف يطالبون بديمقراطية حتى أن الإعلام يردد ما يقوله النظام ويشيد بإنجازات النظام.
 
■ هل يوجد دعم من دول الثورات العربية للمعارضة فى البحرين؟
 
- الشباب الثائر العربى فى كل مكان مع ثوار البحرين.
 
■ عرض على السلطة الحاكمة اجتماع ما بين المعارضة والحكومة برعاية بريطانية.. ما الذى حدث؟
 
- لم يعقد الاجتماع، هناك جهات أمريكية وبريطانية حاولت اقامة حوار حقيقى بين المعارضة والنظام الذى رفض اقامة الحوار مع المعارضة على الرغم من جهود أمير قطر والكويت وتركيا فى القيام بمبادرات فعالة ولكنها فشلت.. نحن نريد حوارًا حقيقيًا من أجل تنفيذ مطالب الشعب ونرفض الفصل فى التحول الديمقراطى.
 
■ هل قابلت الملك وعرضت عليه الإصلاحات؟
 
- نعم قابلته، لكن لم يتم اتخاذ أى قرارات إصلاحية، فالملك صاحب القرار الأول وهو المسئول عن النظام لأنه يشكل السلطات التنفيذية الثلاث والعائلة ترفض أن تتخلى عن سلطتها.
 
■ كيف ترى الوضع الآن فى سوريا؟
 
- الوضع الآن فى سوريا، للأسف، وصل لمرحلة مأساوية والخاسر فيها الشعب، نحن ندعو لوقف العنف وفتح إرادة شعبية سورية حقيقية ليست تابعة لنظام ولا لأى طرف من الأطراف حتى يتمكن فيها الشعب السورى من اختيار النظام السياسى، وأطالب السوريين بضرورة انتخاب حكومته بعيد عن آليات القمع وعليه فرض كلمته بعيدا عن دبابات الأسد وأن يرحل النظام الأسدى ويكون للشعب إرادة حقيقية.
 
■ ما رأيك فى دعوة أمير قطر بتدخل عسكرى عربى فى سوريا؟
 
- فكرة الدفع بالأمور العسكرية فى سوريا أدت إلى مذبحة فى الوقت الحاضر ويجب الحفاظ على الثورة السورية كما نجحت المعارضة البحرينية فى الحفاظ على سلميتها رغم كل القمع وإطلاق الرصاص الحى.
 
■ كيف تقيم التدخل العسكرى السعودى فى البحرين؟
 
- القرار السعودى خطأ استراتيجى بدخولها بقوات عسكرية فلم يكن هناك ما يستدعى ذلك لأنه حراك شعبى مسالم لابد من سحبها فورا والخروج من البحرين وضرورة البحث عن حل وليس البحث عن تطوير المشكلة، هناك قوات سعودية مازالت حتى الآن موجودة فى منتصف البحرين، لن يوافق أحد على إرسال قوات من الدول العربية والسعودية و500 من الشرطة الإماراتية لأن باقى دول الخليج ترفض أى تدخل خارجى فى البحرين وأعتقد أنه تم تضليل النظام السعودى من معلومات خاطئة.
 
■ هل ترى وجودًا للحراك الشعبى فى دول الخليج؟
 
- هناك حراك شعبى فى دول الخليج مثل عمان والكويت ومطالبات فى السعودية وقطر بمزيد من الإصلاحات، هناك مؤشر قوى للإصلاح وتطوير الأنظمة، أحيانا الملكية الدستورية، أو إجراء انتخابات حرة.
 
■ كيف ترى العلاقات المصرية البحرينية الآن؟
 
نأمل فى تطوير العلاقات مع مصر فى المرحلة المقبلة فى مختلف المجالات وتلعب دورًا إيجابيًا فى التحولات الديمقراطية فى البحرين، فى السابق كانت علاقة بين نظامين والآن بين نظامين وشعبين ويجب أن تكون مفتوحة، والنظام المصرى عليه أن يسمع للمعارضة البحرينية كما يسمع للنظام.
 
■ ما دور الجامعة العربية تجاه الأزمة فى البحرين؟
 
- وضع الجامعة العربية غائب ووجودها شكلى ليس حقيقيًا على الإطلاق، فهى ميتة وليس بها روح كما فعلت مع الثورة اليمنية والسورية.
 
■ البحرين إلى أين؟
 
- هناك ثلاثة اختيارات أصدرها مركز دراسات تابع لوزارة الخارجية البريطانية عن وجود حلول للأزمة أولها أن يستمر هذا الصراع الموجود ما بين المعارضة والنظام والخيار الثانى، أن الأطراف المتصارعة تجلس فى حوار حقيقى وتصل لحل توافقى بينها، أما الخيار الثالث فهو دخول البحرين فى عنف حقيقى على غرار ليبيا أو سوريا ونحن كحركة وفاق وطنى المعارضة نؤيد الخيار الثانى.