الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شرود ذهن طفلك أثناء المذاكرة .. أزمة لها حلول بعيداً عن العنف

شرود ذهن طفلك أثناء المذاكرة .. أزمة لها حلول بعيداً عن العنف
شرود ذهن طفلك أثناء المذاكرة .. أزمة لها حلول بعيداً عن العنف




كتبت- علياء أبوشهبة


تحقيق التفوق الدراسى هو هدف كل أم والذى من أجله تبذل الكثير من الوقت والمجهود، لكن أحيانا هذه المشاعر الجميلة تترجم إلى ضغط على الطفل وقد تؤدى إلى استخدام العنف ما يؤثر بالسلب على نفسية الطفل بل ويدمرها، والشرود الذهنى واحد من أهم المشكلات التى تقابل الأمهات أثناء التدريس لأطفالهن وهو أمر يمكن التغلب عليه وتنمية قدرات الطفل.
دكتورة ليلى كرم الدين، وكيل معهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس،  تضع روشتة للأمهات تنصح باتباعها للقضاء على الشرود الذهنى وتقول فى البداية:» يعتبر الشرود بالنسبة للأطفال دون سن السادسة أمرا طبيعيا جدا، لأن الخالق سبحانه وتعالى جعل بنيان جسمهم وعقلهم متوافقا مع الحركة واللعب؛ لذلك من الصعب جدا أن يجلسوا فى صمت، ويوجهوا كل انتباههم لمضمون معين لأنه يتنافى مع طبيعتهم الحركية، وتضيف: «من الممكن أن نحصل على انتباه الأطفال بطريقة أقرب إلى اللعب واللهو منها إلى التوجيه، ونقدم لهم المعلومات بطريقة سلسلة يتخللها رسوم وألوان تحبب الطفل فيما يدرس، ويفضل أن يستمر هذا الوضع حتى الصف الثالث الابتدائى.
ابتعدى عن العنف
 وتشدد كرم الدين على ضرورة الابتعاد عن العنف البدنى مهما كانت الأسباب لأنه يأتى بنتائج سلبية، وقد تزيد من عناد الطفل وتدفعه إلى كره التعليم؛ كما أنه يترك آثارًا نفسية سيئة قد لا يمحوها الزمن، ويمكن أن تعاقب الطفل  لكن لابد أن تشرح له سبب هذا العقاب؛ لكن بدون ضرب.
عوامل عقلية أو جسمانية
وفى بعض الحالات قد يكون الأطفال قدراتهم العقلية والجسمانية أقل من الطبيعى لأسباب عضوية، ومن أبرز مظاهرها الحركة الزائدة وهذه الحالة لها درجات، لذلك على الأهل إذا شعروا بضعف التركيز لدى الطفل وحركاته الزائدة عن الحد الطبيعى جيب عرضه على طبيب أعصاب متخصص؛ فقد يكون ناتجًا عن زيادة كهرباء المخ، وهو عرض بسيط له علاج وتمرينات ذهنية يحددها كل من الطبيب والاستشارى النفسى معا؛ ومن أسباب الشرود وعدم التركيز أيضا ضعف البنية العامة أو ضعف السمع أو البصر، وأصعب الإعاقات ضعف السمع، والخالق سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم قدم السمع على البصر فالأذنان هما قنوات العقل، والطفل إذا كان يعانى من عيب خلقى فى مركز السمع فى المخ ما يترتب عليه صعوبة الفهم تصنف هذه الحالة ضمن صعوبات التعلم وبالتالى فهى تحتاج إلى معاملة خاصة، وفى الدول الأوروبية يهتمون بقياس سمع الطفل منذ ولادته حتى سن دخول المدرسة، وقد يكون لدى الطفل مشكلة فى التخاطب، وفى نطق الحروف وعدم قدرة الطفل على التعبير عما بداخله مما يجعله متأخرًا عمن حوله فى رد الفعل، وقد يستوعب مضمون ما يقال لكن يعجز عن التعبير عنه، وهنا نواجه خطرًا آخر وهو العزلة والانطواء نظرا لعدم قدرة الطفل على التفاعل مع من حوله.
الملل
نعود للنقطة الأولى وهى أسلوب التدريس فقد يكون الضغط الدائم على الطفل وإرهاقه بالواجبات الكثيرة والضغط فى المنزل بضرورة حل تلك الواجبات سببا فى شرود الطفل فهو يشعر بالضغط والحمل الزائد على سنه وهو ما يدفعه للبحث عن وسيلة يسلى بها نفسه ولذلك يبنى عالمًا خاصًا به بعيدا عن أرض الواقع، لأن التركيز لفترة طويلة بالنسبة للبالغين شىء صعب فما بالك بالأطفال، ولذلك تؤكد كرم الدين ضرورة حصول الأطفال على حصص النشاط والألعاب والتى يخرج فيها طاقته ويشعر بطفولته، فجميع نظريات علم النفس تؤكد أن الإنسان لكى يعمل لابد أن يحصل على قسط واف من الراحة.
ابعدى طفلك عن المشاكل
المشاكل والخلافات بين الأزواج لها أثر سلبى سيىء جدا على الأطفال فهى تخلق منه شخصًا غير متزن، وقد تجعله يميل إلى أحد الأطراف ضد الآخر، وتجعله يفقد الثقة فيمن حوله، ولذلك أنصح بأن نجنب أطفالنا قدر الإمكان مشاهدة أى خلافات بين الأب والأم.
أعطى طفلك الفرصة ليكون مبدعًا
قد يكون طفلك لديه موهبة الرسم أو الموسيقى أو لديه ميول رياضية ودفعه إلى دروسه وحرمانه من ممارسة هذه الموهبة سبب وراء شروده ولذلك أنصح بضرورة أن نترك أولادنا يمارسون الموهبة التى يحبونها ليخرجوا بها طاقاتهم وأن نعلمهم كيف ينظمون وقتهم ويقسمونه ما بين الدراسة وممارسة الموهبة.