المرأة الأسوانية ترفع راية العصيان ضد «التمييز»

كتبت -نهى عابدين


يجهل الكثير منا الدور الذى تلعبه نساء الجنوب المصرى.. يدور فى أذهاننا أنها امرأة بسيطة تهتم بأسرتها فحسب.. لا نعرف ما تعانيه من صعوبات تنجم عن المجتمع القبلى الذى تنتمى إليه.. ولكن هناك مجموعة نسائية قررت أن تكسر هذه القيود وتلك الصورة النمطية معبرة عن أفكارها تحت شعار «جنوبية حرة» وهى مبادرة شبابية نسوية ذات طابع جنوبى.
تعانى المرأة الجنوبية نفس معاناة نساء الحضر ويزيد الأمر صعوبة نشأتها فى مجتمع قبلى عشائرى يمارس التمييز ضد المرأة بشكل قاس هذا ما دفع 9 فتيات من محافظة أسوان لإطلاق مبادرتهن للدفاع عن قضايا المرأة فى عام 2011 كما ذكرت لنا سهام عثمان إحدى مؤسسى المبادرة، مشيرة إلى محاولاتهن الدائمة تعريف المجتمع بالناشطات الجنوبيات اللاتى لم يسمع عنهن أحد بسبب المركزية وتجاهل الجميع لهن.
 واستكملت قائلة: «إن هؤلاء الناشطات يعملن تحت ظروف اجتماعية ونفسية صعبة حيث يتعرضن لانتهاك حريتهن الشخصية وأحيانًا يصل الأمر إلى الإيذاء الجسدى لذلك تسعى المبادرة إلى إيجاد سبل للتعاون معهن وتقديم الدعم لهن».
ليس هذا الهدف الوحيد الذى تحاول المبادرة تحقيقه وإنما تعمل من أجل محاربة الاستبداد الذكورى ومناهضة التميز ضد المرأة من منظور جنوبى والسعى لتمكينها وإدماجها لتكون شخصاً إيجابيا على مختلف المستويات خاصة انها تواجه الكثير من المعوقات والقمع الاجتماعى على جميع المستويات.
وتؤكد سهام أن المبادرة تهتم بعقد جلسات لمناقشة القضايا النسائية، ليس من منظور نسوى فقط بل تحرص على معرفة رؤية الرجل لتلك القضايا والتوعية بقيمة المرأة وتأثيرها الإيجابى على مر التاريخ، وتقدم رؤى جديدة لكسر العادات التى ترسخ لسلب حريات المرأة على سبيل المثال المعتقد السائد فى المجتمع الجنوبى عن صوت المرأة والتعامل معه كعورة.
كما تلقى المباردة الضوء على النماذج النسائية الجنوبية الناجحة تحديدا من أسوان لتشجيعهن وحثهن على الاستمرار خاصة أنهن يبذلن مجهودات تنموية فى العمل العام ويشكلن حراكًا اجتماعيًا ولكن لا يعرفهن الكثير، إلى جانب جلسات التوعية بحقوق المرأة فى المشاركة بالحياة السياسية وحملات مناهضة التحرش والمطالبة بعدم السكوت حالمات بمجتمع جنوبى أفضل يقدر المرأة ولا يقهرها.