السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المخرج ناصر عبدالمنعم رئيس المهرجان القومي للمسرح في حواره لـ روزاليوسف: الاعتذار في اللحظات الأخيرة غير مقبول وستعاقب الفرق بالحرمان دورتين كاملتين

المخرج ناصر عبدالمنعم رئيس المهرجان القومي للمسرح في حواره لـ روزاليوسف: الاعتذار في اللحظات الأخيرة غير مقبول وستعاقب الفرق بالحرمان دورتين كاملتين
المخرج ناصر عبدالمنعم رئيس المهرجان القومي للمسرح في حواره لـ روزاليوسف: الاعتذار في اللحظات الأخيرة غير مقبول وستعاقب الفرق بالحرمان دورتين كاملتين




  تستعد إدارة المهرجان القومى للمسرح، على قدم وساق، لاستقبال فعاليات الدورة الثامنة، برئاسة المخرج ناصر عبد المنعم، والتى من المقرر افتتاحها، خلال يونيو القادم وتستمر، حتى الأول من شهر أغسطس، وبرغم قوة الدورة السابقة، والتى شهدت غزارة إنتاجية كبيرة، وعروضًا متميزة، بجانب الإقبال الجماهيرى، إلا أن المهرجان لم يسلم من الانتقادات والأزمات، وبالتالى قرر عبد المنعم، أن يبدأ فى الصد، والرد مبكرا، على الأزمات المحتملة، وبين أوراقه الكثيرة، وقراراته الجديدة، داخل مكتبه بدار الأوبرا، كان معه هذا الحوار:
استطاع المهرجان العودة وبقوة، خلال السنوات الماضية، وتحقيق نجاح ملحوظ، لكن هذا لا يعنى أنه لم تكن هناك مشكلات، كان يجب أن ننظر إليها، ومحاولة تجاوزها بقدر المستطاع، وبناء على توصيات، لجنة التحكيم، فى الدورات السابقة، خاصة دورة العام الماضى، والتى رأس لجنة تحكيمها، الفنان محمود الحدينى فى 2015، ودورة 2014، التى رأست لجنة تحكيمها، الدكتورة نهاد صليحة، أخذنا بعين الاعتبار توصيات الدورتين، حتى لا تكون مجرد كلام مرسل، كما أن هناك آراء مختلفة، تطرح بلجنة المسرح، التابعة للمجلس الأعلى للثقافة أو اللجنة العليا للمهرجان، ينبغى الالتفات، إليها ودراستها، حتى نتفادى السلبيات، التى قد نتعرض لها سنويا.
■ ما السلبيات التى يسعى المهرجان إلى تجنبها هذا العام؟
- تنوى إدارة المهرجان ضبط العمل، خلال الدورات القادمة، لذلك اناشد السادة النقاد والمسرحين، ومن يطلب منهم المشاركة، فى اختيار عروض، من أى جهة من الجهات المرشحة، للمشاركة بالمسابقة الرسمية، أن يحصلوا على خطاب تكليف رسمى، من هذه الجهة، بسبب ما حدث خلال عامين متتاليين، عندما نفت إحدى الجهات المشاركة، تكليفها للجنة الاختيار، فى حين أن النقاد، أبلغونا بأن هناك تكليفًا حدث، لكن لم يتخذ به فى النهاية، ولهذا السبب، رأيت أنه لابد من التنويه، ونحن ما زلنا فى البدايات، كى أناشد الجميع، بضرورة الحصول، على هذه الورقة المكتوبة، لأن الحصول على تكليف كتابى، هو أبسط الأشياء، فى تنظيم عمل كل جهة من الجهات، التى يتم الاختيار من بين عروضها.
■ وما الخطوات الجادة التى سيتخذها المهرجان تجاه هذا الموقف؟
- العام الماضى كان التكليف مجرد عرف، لكن هذه المرة سيكون ملزما، على كل الجهات، فلابد أن تكون هناك لجان متخصصة، لاختيار عروض المسابقة الرسمية.
■ هل هناك قرارات جديدة تمت إضافتها على اللائحة؟
- من القرارات المهمة، أنه لن يسمح المهرجان بمشاركة عرض داخل المسابقة مختلفا، عما تم عرضه امام لجنة المشاهدة، فكل فرقة تقوم بتقديم عرضها على «سى دى»، وعلى أساسه يتم الاختيار، وحدث العام الماضى، أننا فوجئنا باختلاف شديد فى أحد العروض، أمام لجنة التحكيم، عن ما تم تقديمه أمام لجنة الاختيار، وبالتالى تقرر فرض عقوبة، على من يتجاوز هذا الشرط بإيقاف العرض، ومنع الفرقة من المشاركة، ضمن فعاليات المهرجان، لمدة ثلاث سنوات متتالية.
■ وماذا عن أزمة اعتذار النجوم  فى اللحظات الأخيرة؟
- فى حالة الاعتذار، سيتم إيقاف الفرقة، وعدم التعامل معها، خاصة إذا لم يكن عذرا مقبولا، سواء كان العرض داخل المسابقة أو خارجها، فالعام الماضى، شهد المهرجان اعتذارات عديدة، خاصة من عروض الهامش، فى حين أننا نعمل على الاهتمام، بالكيف، بمعنى أن المهرجان القومى يجب أن يضم أفضل العروض، التى قدمت على مدار العام، وليس كل العروض أو معظمها، وبالتالى يتم تحديد الأعداد أو النصاب، بهدف الحصول على الأفضل، وليس هدفنا الكم داخل التسابق، بينما خارج التسابق، مطلوب تحقيق فكرة البانوراما، لكن للأسف، هناك من يشعر بالإهانة، لمجرد مشاركته خارج التسابق، رغم أنه شيء مهم للغاية، فهو يشبه الترشح لجائزة، وعدم الحصول عليها، لأن الترشح فى حد ذاته يعتبر جائزة، لذلك لابد من ترسيخ، ثقافة احترام المهرجان، طالما ارتضينا أن نتقدم له، فمن المهم قبول الضوابط والقواعد، التى تضعها إدارته.
■ لكن بعض النجوم يفضلون المشاركة خارج التقييم؟
- المهرجان يحترم الجميع، وكل شخص حر، طالما اعتذر فى وقت مناسب، ليست هناك مشكلة، لكن من غير المقبول، الاعتذار فى اللحظات الأخيرة، لأن هذا سيتسبب فى حرمان الفرقة المنتجة، من دخول المهرجان عامين كاملين، كما أن هذه الأزمة مردود عليها، بأن كل جائزة كبرى منقسمة إلى شقين، جائزة للصاعدين، وأخرى للمحترفين، ولا أرى أزمة، إذا تفوق شاب، على ممثل كبير ومحترف، أعتقد أن هذا لن ينقص من قدره فى شىء، ونشاهد فى الأوسكار، شباب ينتزعون الجائزة، من نجوم كبار، وهذا لم يتسبب يوما، فى سقوط النجم عن عرشه، وفى النهاية أقول للنجوم، أن هذا مهرجانهم، ووجودهم فيه يمنحه بريقًا وقوة، سواء حصلوا على جوائز أو لم يحصلوا.
■ هل هناك نية لزيادة عروض المسابقة الرسمية؟
- هذه الفكرة ما زالت تحت الدراسة، لأن لجان التحكيم تشتكى عادة من كثرة العدد، فاللجنة تحكم، ثلاثة عروض يوميا، كما أنه لا يمكن زيادة أيام المهرجان، أكثر من 15 يومًا، لأننا قمنا بهذه الزيادة، الدورة السابقة، نظرا لتعدد جهات الإنتاج، و15 يومًا تعنى مشاهدة، 30 أو 33 عرضًا داخل التسابق، وبالتالى من الصعب تجاوز هذا الرقم، لأنه شىء غير عملى، لذلك تحديد النصاب لكل جهة، أمر ضرورى، لكن لاحظت اللجنة العليا للمهرجان، أن المسرح الجامعى اتسع للغاية، فالخريطة المسرحية بالجامعة، اختلفت، والنشاط أصبح متزايدا، ووزارة الثقافة تنظم مسابقة إبداع، كما أن هناك جامعات خاصة، تنتج أعمالاً مسرحية ببذخ شديد، لذلك يجب أن يأخذ المهرجان فى اعتباره، هذه المستجدات، التى تحدث بالواقع، لأن أى مهرجان هو انعكاس للواقع المسرحى، وبالتالى اللجنة العليا ترى ضرورة زيادة تمثيل الجامعات، والهواة والمجتمع المدنى، وجار دراسة طلبات باقى الجهات، لكننا فى النهاية نبحث عن الأفضل.
■ كيف ترى اتهام البعض للجان اختيار العروض بأنها تحكمها الأهواء الشخصية؟
- المهرجان مسئول، عن تشكيل لجنة اختيار عروض الهواة والمجتمع المدنى، وهذه اللجنة ترأسها الدكتورة نهاد صليحة، واختيار الدكتورة نهاد، قائم على رؤية محددة، أنها ملمة، وعلى صلة بالعروض الجديدة، وهى الأكثر اتصالا بالشباب، والأكثر إيمانا بالمسرح المستقل، فنحن نأتى بمن له قيمة أكاديمية كبيرة، وتاريخ وموضوعية، وفى نفس الوقت، حريص على هذه الجهات، وحريص على تطويرها، وفكرة احترام الضوابط والقواعد، التى يحددها المهرجان، واحترام قرارات لجان التحكيم، لابد من أن تكون قاعدة راسخة، لأنه طالما ارتضينا بالتقدم والمشاركة، علينا احترام القرار.
■حدثنا أكثر عن تفاصيل الدورة الثامنة هذا العام؟
- هذه الدورة تحمل اسم الفنان نور الشريف، كما وعدنا العام الماضى، وسيتم توثيق المهرجان، منذ بدايته فى 2006 فى عدد تذكارى، يضم كل ما حدث، خلال الدورات السابقة ويقوم بهذا التوثيق المركز القومى للمسرح، كما أن العرضين الفائزين بالمركز الأول، والثانى سيتم اختيارهما، بلا تقييم للمشاركة بالمهرجان الدولى، خلال شهر سبتمبر، وفى حالة المناصفة سيتم اختيار العرض الأول فقط.
■ كيف ترى دورات المهرجان منذ عام 2014 وحتى اليوم؟
- المهرجان يتحرك بدافعية محددة، هى تطوير المسرح المصرى، وعودته بقوة، وليس هناك هدف اسمى من ذلك، أن يكون لدينا مهرجان قومى، يضم أشكالاً واتجاهات إنتاجية مختلفة، من كل الأطياف، والرؤى بحرية تامة، وشرط الإبداع، هو الحرية، فالمهرجان مؤسسة تسعى للتحفيز على الإبداع، والدفع للأمام، بموضوعية وبلا أهواء شخصية، واللجان التى يتم تشكيلها يتم اختيارها، بأكبر قدر من النزاهة والموضوعية، لكننا كمبدعين، لابد أن نتخلص من ثقافة الاتهام.
■ هل سيضع المهرجان فى اعتباره عروض مسرح النهار وغيره من عروض الفضائيات؟
- الأصل فى المسرح، هو أن يكون حاضرا، حضورًا مباشرًا أمام الجمهور، وليس المسرح المعلب، ومع احترامى لمسرح الفضائيات، هذه العروض تنتج لغرض التصوير، وبالنسبة لى، هى ليس مجالها المهرجان القومى، وإذا أراد أحد المشاركة فعليه التقدم والدخول، تحت بند القطاع الخاص، والقطاع الخاص حصته عرضان فقط.
■ هل تم تشكيل لجان المشاهدة والتحكيم؟
- جار الاتصال والانتهاء من التشكيل الأولى، لأنه مرتبط بأوقات الأشخاص، وسنقوم بتوسيع رقعة التكريم، لأكثر من شخص، سواء من خلال اسماء الجوائز أو التكريمات العادية، لكن لم يتم الانتهاء من الأسماء بشكل كامل.
■ بعد رئاستك لثلاث دورات متتالية هل ترى أن المهرجان حقق هدفه؟
- توقفنا عامين كاملين بسبب الأحداث، ثم عدنا فى 2013، و«احنا بنعرج»، وأقمنا المهرجان، برغم الكثير من العقبات، ولم تكن هناك ميزانيات كافية للجوائز وقتها، فأخذنا قراراً برقم موحد 5000 آلاف جنيه لكل فائز، وفى 2015 استطعنا التغلب، على هذه الأزمة، بمساندة المجتمع المدنى، لكن هذا العام وزارة الثقافة، تولت المهرجان كاملا، وأدت دورها على أكمل وجه، فهى تقدم كل الدعم للمهرجان، والقيمة الحقيقية، فى رأيى هى استرداد هذا المهرجان، لأنه يساهم بشكل كبير، فى تطوير الحركة المسرحية ودفعها للأمام، لأنه كان مرهونًا بعدم انتظام المواسم المسرحية، لكن مع حالة الاستقرار النسبى، التى أصبحت تعيشها الدولة اليوم، أصبح لدينا عروض متنوعة، يرتفع مستواها من عام إلى عام، وأهم ملاحظة هى تزايد الإقبال الجماهيرى.