السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«روزاليوسف» ترصد أزمة تأهيل الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة

«روزاليوسف» ترصد أزمة تأهيل الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة
«روزاليوسف» ترصد أزمة تأهيل الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة




«المراكز الخاصة» الأفضل.. والحكومى على «قد الإيد»

 

تحقيق وتصوير - دعاء محمد


محمولا على كَتف أمه أو مقيمًا على كرسى متحرك.. طفل كُتب عليه أن  يعيش مصاحباً لإعاقته، يقضى طفولته بين إجراء العمليات الجراحية، وجلسات العلاج التأهيلية بعيادات المستشفيات، أو يعانى من تأخر فى النطق والسمع، لا يستطيع أن يسمع نداءات أمه، أو أن يتحدث ويعبر عما يشعر به أو يريده، لا يعرف اللعب واللهو مثل أقرانه من الأطفال ممن هم فى مثل سنه.
«روزاليوسف» رصدت أحوال ذوى الإعاقة من الأطفال داخل العيادات المختلفة وذلك لعلاج حالات تأخر الأطفال، ونقلت آراء الأهالى فى الخدمة المقدمة لأطفالهم من داخل مستشفى الأطفال التخصصى بجامعة القاهرة «أبوالريش الياباني»، وقصر العينى القديم حيث جولتنا به.
بدأنا بعيادة العلاج الطبيعى بالمستشفى، حيث جلست والدة الطفل «كريم» - 3 سنوات - تنتظر دورها، ووصفت حالته قائلة: بدأت معاناة ابنى بخطأ عند الولادة، حيث قام الطبيب بإجراء جراحة قيصرية لها وسحب الطفل بجهاز الشفط، فحدث له نقص فى الأكسجين بالإضافة لكسر فى الحوض والذى يجعله لا يستطع الجلوس.
ومن منطقة فيصل حيث مقر سكنهما تبدأ رحلة علاجه، وهى يومان أسبوعيا، حيث تتابع عمل جلسات العلاج الطبيعى لطفلها والتى تستمر قرابة النصف ساعة، وتضيف بأن طفلها يستجيب للجلسات ببطء، ولكن جلسات الدور السادس بالمستشفى أفضل من جلسات الدور الأرضى المجانية والتى تستغرق 10 دقائق فقط فتكون بلا تأثير لذلك تلجأ للجلسات المسعرة بقيمة مرتفعة لتكون ذات فائدة لطفلها.
أما الحالة الثانية فكانت للطفلة «ملك وليد» التى لم يتعد عمرها الـ 5 سنوات، وتأتى من منطقة النهضة أسبوعيا بمرافقة والدتها، وبدأت رحلة علاجها وتأهيلها من عمر  8 أشهر، فهى مصابة بتأخر ذهنى، ومولودة بنقص الأكسجين بالمخ، مما جعلها تجد صعوبة فى التحرك، لذلك تجرى جلسات علاج طبيعى على قدميها، وتقول والدتها: طفلتى لا تذهب إلى المدرسة بسبب سوء حالتها، نتيجة بطء العلاج بالجلسات الذى يقدمونه بالمستشفى، بعكس العلاج فى المراكز والمستشفيات الخاصة التى يصل سعر الجلسه الواحدة بها إلى 70 جنيها، فى حين تدفع فى الجلسة بالمستشفى 7 جنيهات، ولجأت للأرخص لضيق ذات اليد وتذكر أنها  ظلت منقطعة عن جلسات ابنتها طوال 3 أسابيع  لعدم توفر الأموال معها.
أما والدة الطفلة «ندى سعد» فبدأت حديثها قائلة «جهاز الكهرباء معطل، ولا أعلم هل ستحصل ابنتى على جلستها من عدمه؟، وقد اعتادت أن تحمل طفلتها على كتفها لعمل جلسة الكهرباء، وتبلغ ندى من العمر 6سنوات، وتحضر من المقطم وتتكلف  12 جنيها فى الجلسة الواحدة، وعن حالة طفلتها تقول: قامت ندى بإجراء عملية جراحية فى ظهرها، وهى لم تكمل  شهرها الأول، وهذه العملية تسببت فى إحداث إعاقة بقدميها، وظلت تتلقى تلك الجلسات حتى وقتنا هذا دون تحسن واضح على حالتها.
وبالانتقال لعيادات التخاطب والسمعيات بمستشفى قصر العينى القديم، تحدثت «مروة إبراهيم» والدة الطفلة عائشة – 5 سنوات – قائلة: لاحظت على ابنتى قبل أن تبلغ العامين أنها لا تستطع الكلام مثل من هم فى عمرها، فذهبت بها إلى إحدى المستشفيات الخاصة، وبعد أن وجدت تقدم فى حالتها حولت الجلسات لمستشفى قصر العينى، لارتفاع أسعار الجلسات بالمستشفى الخاص والتى تصل إلى 20 جنيها للواحدة فى حين كانت تحتاج لأن تأخذ  3 جلسات فى اليوم الواحد، وتأتى مرتين فى الأسبوع، فكانت تتكبد الكثير من الأموال، لذلك انتقلت إلى مستشفى قصر العيني، فسعر الجلسة هناك يصل إلى 10 جنيهات، ولكن ما يعيبها هو عدم وجود جلسات تنمية مهارات واختبارات ذكاء أو تعديل للسلوك ضمن جلسة التخاطب، كما كان يحدث بالمركز الخاص، فالجلسة تستمر 10 دقائق فقط، وتتلخص فى عرض مجموعة من الصور على الطفل لمشاهدتها والتعرف على محتواها فقط.
وتوافقها الرأى «سالى محمد» والدة الطفل «حازم» البالغ من العمر 4سنوات، فوقت الجلسات قصير للغاية ولا تتعد الجلسة ربع ساعة، وبالرغم من أن طفلها حضر 13 جلسة  فلا ترى أى تحسن فى حالته.
وفى قسم السمعيات لم نجد الكثير من الحالات، وقابلنا «هدى السيد» التى تأتى من البدرشين لعلاج ابنها الطفل «كمال» ذو العام الواحد من العمر، وقالت: أحضر لمدة 17 يوما للمستشفى من أجل إعطاء طفلى جلسة ضغط سمع، وذلك بعد إجراء عمليتين له الأولى فى الشفة والأخرى فى حلق الفم وستجبت لنصائح الطبيب الذى أوصانى بضرورة إجراء تلك الجلسات لتجنب حدوث مشاكل فى السمع مستقبلا، وأضافت بأن الجلسة تتكلف 25جنيه.
وأوضحت د. ناهد عبد الخالق - عضو مجلس إدارة جمعية الأحباء لذوى الأحتياجات الخاصة - بأن هناك20 عيادة إرشاد وراثى فى مختلف المحافظات لإرسال الأطفال المشكوك فى إصابتهم بإعاقة وراثية إليها، بالإضافة إلى التدريب المستمر لأطباء التكليف بوزارة الصحة للتعرف على العلامات المبكرة للإعاقة.
وعقد دورات مصغرة من 3 إلى 4 أيام لزيادة الوعى بالأمراض الوراثية، فمرض التمثيل الغذائى إذا تطور ينتج عنه تخلف عقلى ولين عظام، فشل كلوى ومشاكل فى الكبد والطحال لذلك نحاول الكشف المبكر عن الأمراض، وهناك 81 مرض تمثيل غذائي، يتناول طفل التمثيل الغذائى اللبن الخاص بحالته مجانًا ويصل سعر عبوة اللبن الخاص به لمئات الجنيهات، وعن علاج مرض الغدة الدرقية فهو عبارة عن عبوة أقراص بـ 14 جنيها يأخذ الطفل علبة كل شهر مع تحاليل دورية.
وتحدثت أيضًا عن الأسباب المختلفة المؤدية لحدوث إعاقة، وهى الأم المصابة بالأنيميا عند الحمل، وزواج الأقارب، وإصابة الأم بنزيف أثناء الحمل، وقد يحدث للطفل أثناء الولادة انفصال فى المشيمة، أو تعرضه لاصطدام بعد الولادة، وحدوث بعض الالتهابات بالعين أو الأذن وإهمال الأم والرضاعة الخطأ.
وقالت د. منى حافظ - مدير إدارة ذوى الاحتياجات الخاصة بوزارة الصحة - بأن الوزارة تقدم العديد من البرامج للحد من اﻹعاقة ومواجهتها لعدم وجود أشخاص مصابين بإعاقة، وهذا يحدث من خلال الكشف المبكر للطفل منذ وﻻدته، عن طريق برنامج المسح لحديثى الوﻻدة للكشف المبكر عن اﻷمراض المسببة للإعاقة مثل الغدة الدرقية، الذى لو لم يكتشف عند 15 يومًا اﻷولى من ميلاد الطفل، وأضافت بأن برنامج المسح الصحى لحديثى الولادة يعمل فى جميع محافظات الجمهورية، وهو عبارة عن شكة من كعب الطفل المولود من اليوم الـ 3 إلى 7 من الميلاد للكشف عن مرض الغدة الدراقية والتمثيل الغذائي، ويتكلف هذا البرنامج 60 مليون جنيه.
وهناك أيضا برنامج الكشف المبكر عن الإعاقة السمعية للتعرف على صحة سمع المولد، وأن الإعاقة السمعية بالخصوص إذا لم تكتشف مبكرًا فإن الطفل لن يستطيع التحدث، بالإضافة إلى أقسام الرمد والعلاج الطبيعى بالمستشفيات الحكومية وتوفير الأطراف الصناعية، وجلسات تعديل السلوك والتدخل المبكر للإعاقة الذهنية، وهناك برامج لتدريب الأم لكيفية التعامل مع طفلها، وتوفير الألبان الأطفال المصابين بمرض التمثيل الغذائى مجانًا ويتكلف الـ 27 مليون جنيه، وبرنامج الأرشاد الوراثى الموجهة للعائلات الذين لديهم أطفال معاقين، حيث يقدم لهم الدعم النفسى وطريقة التعامل مع الطفل المعاق، وعمل رسم لشجرة العائلة للتأكد من تكرار الإعاقة فى الأطفال مستقبلا أم لا؟.
موضحة بأن الإعاقات تنتشر بشكل كبير بين أصحاب الدخل المنخفض والمستوى التعليمى البسيط، فنسبة ذوى الإعاقة تتراوح بين 10 و 15% من السكان، وأن نسبة المصابين  بالإعاقة الذهنية أكثر من الإعاقات الأخرى فـ 73% من الإعاقات ذهنية.