الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قرارات مشبوهة لوقف نزيف الخسائر بـ«غزل دمياط»

قرارات مشبوهة لوقف نزيف الخسائر بـ«غزل دمياط»
قرارات مشبوهة لوقف نزيف الخسائر بـ«غزل دمياط»




دمياط - محيى الهنداوى

ترددت أنباء مؤخرا حول أن «القابضة للغزل والنسيج» تعتزم حاليا تأجير مبنى مستشفى مصنع الغزل والنسيج بدمياط، للعمل على تطوير الشركة، فى محاولة منها لوقف نزيف الخسائر التى تتعرض لها سنويا، معللة السبب فى التأجير العمل على تقديم خدمة طبية أفضل وتحسينها، إلى جانب الاستفادة من الإمكانات الطبية الموجودة بالمستشفى، من غرف عمليات وعناية مركزة وطوارئ.
ناهيك أن الشركة قامت خلال الفترة الماضية بتأجير صالة أفراح جديدة بملعب نادى غزل دمياط، لتوفير موارد مالية تنقذ الشركة المتعثرة من مسلسل الخسائر السنوية، حيث تجاوزت الخسائر 60 مليون جنيه خلال العام المالى 2015، بعد أن كانت 37 مليون جنيه خلال عام 2014، فى حين لم تكن هناك أية مؤشرات توحى بأن الشركة ستتعافى قريبا أو خلال العام المالى الجارى.
ويرى خبراء ومحللون اقتصاديون أن أسباب استمرار الخسائر داخل الشركة التى تبلغ حجم العمالة بداخلها نحو 2500 موظف وعامل، ترجع إلى سوء إدارة الشركة رغم تغييرها أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، إلى جانب تخلى الدولة عن دعم صناعة الغزل والنسيج التى تعد من الصناعات الاستراتيجية الهامة.
والكارثة هنا وما يزيد «الطين بلة» أن إدارة الغزل والنسيج السابقة قامت بصرف مكافأة ميزانية وأرباح رغم الخسائر القاسية التى تعرضت لها الشركة، علاوة على أن المخازن يوجد بها مخزون كبير راكد بعد أن فقدت الشركة معظم عملائها داخل وخارج البلاد بسبب سوء حالة المنتج وقدم وتهالك الآلات.
ويرى أهالى دمياط أن ما يجرى داخل الشركة مخطط مكشوف ومفضوح، وسبق تنفيذه أكثر من مرة، وهو تكبيل الشركة بالخسائر والديون لدفعها إلى طريق الخراب والتصفية، لضرب عصفورين بحجر واحد، من ناحية لتصفية صروح الصناعة الوطنية واحدا تلو الآخر لفتح الأسواق المحلية على مصراعيها للمنتج الأجنبى، ومن ناحية أخرى تسهيل استيلاء مافيا الأراضى على الأصول العقارية المملوكة للشركات الوطنية، التى تمتد على مساحات شاسعة بأهم المناطق وتتجاوز قيمتها مليارات الجنيهات.
ويطالب الدمايطة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، وإسماعيل عبدالحميد طه، محافظ دمياط، بضرورة التدخل وإعادة هيكلة طاقم الإدارة لوقف نزيف الشركة، والتعرض للخسائر، مشددين على ضرورة الحفاظ على ما تبقى من القابضة للغزل والنسيخ، خاصة بعد انهيار منتجها وتراجعه، ما عكس بدوره هروب العملاء إلى غيرها.
يشار إلى أن شركة الغزل والنسيج بدمياط من صروح الصناعة الوطنية العملاقة، وتأسست سنة 1959 وقام بافتتاحها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فى مايو 1960، فضلا عن أنها تعانى منذ سنوات طويلة نزيفًا وخسائر بسبب سوء الإدارة وسياسة الخصخصة وبيع شركات القطاع العام التى أتت على جزء من الأصول العقارية المملوكة للشركة.